القدس المحتلة – زكي خليل
اعلن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد، في مؤتمر سفراء إسرائيل، ان "إسرائيل لن تنزل من هضبة الجولان في أي اتفاق مع سوريا". وزعم جولد ان "إسرائيل ليست معنية بالتدخل في ما يحدث في سوريا، وانه رغم ان العالم يؤيد رسميا اعادة سوريا إلى وضعها الموحد، إلا أن هناك كانتونات".
كما أعلن جولد ان إسرائيل لن تنسحب إلى حدود 1967. وقال: "هذا لن يحدث. ابو مازن يفضل استراتيجية الجانب الواحد على المفاوضات مع إسرائيل. لقد حاول جون كيري تحقيق تقدم، بل تم في 2014 عرض اتفاق اطار، الا ان ابو مازن رفضه".
واضاف جولد ان الوضع في الشرق الأوسط لم يعد يتأثر منذ زمن بميزان التهديد فقط، وانما بميزان المصالح المشتركة لعدد من الدول العربية المعتدلة. يمكن التوصل إلى تفاهمات مع تلك الدول. يجب ان نقرر من يتواجد داخل الخيمة ومن لا". واعتبر جولد ان ايران اخطر من داعش بكثير، على حد زعمه.
وفي ضوء ذلك؛ تبدلت سياسة الأمن القومي لدى الاحتلال الإسرائيلي مع التغيرات الواسعة والجذرية التي شهدتها المنطقة العربية، لاسيما ما كان يسمى دول الطوق، فبعدَ أن كانت هنالك قواعد ثابتة تتجسد في معادلة "اللا – حرب واللا – سلم" في سوريا، واستقرار في سيناء المصرية، وحالة مماثلة في لبنان، لكن في أعقاب انهيار بعض الدول العربية، واستمرار الفوضى والعنف، أخذت الدوائر الصهيونية في إعادة رسم سياستها الأمنية في ضوء تلك التحولات.
مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، أصدر في سياق ذلك ورقة تقدير موقف وتوجيهات، أبرز فيها حقيقة البلبلة الإسرائيلية في تحديد وترسيم خريطة التحديات والأخطار العسكرية، وسبل مواجهة هذا الواقع، خاصة في ظل اتفاق المتحدثين في أيام المؤتمر على أن عملية انهيار الدول النظامية في الشرق الأوسط ستستمر وتتواصل خلال العام 2016.
ولعل أبرز الاستنتاجات التي خرج بها المؤتمر، تتعلق في تحديده أن سياسة “الوضع القائم” التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية، أو بتعريف آخر سياسة “إدارة الصراع”، لا يتم تطبيقها فعلياً وهو ما تجلى بحسب واضعي الدراسة، الجنرال احتياط أدوي ديكل (نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي) والباحث عومر عيناف، بتفجر الانتفاضة الفلسطينية (التي يصر الاحتلال بهدف سلخها عن محيطها وبيئتها الحاضنة على وصفها بانتفاضة الأفراد) التي تتغذى بحسب زعم الكاتبين بالتطرف الفلسطيني والتأثر بتنظيم “داعش”، مما ألقى بنتائج سلبية على الجمهور الإسرائيلي وعزز من فقدانه للأمن الشخصي وبالتالي زيادة التطرف في المجتمع الإسرائيلي وتفاقم الاستقطاب داخله.