خاص-ش
عادت ابنة السلطنة لاعبة التنس الذهبية فاطمة النبهانية من بطولة العرب في المغرب متوجة بالذهب، البطلة التي اقترن اسمها بالإنجازات الرياضية في هذه اللعبة والتي تعد اسما يشكل فارقا في الرياضة النسائية عموما وفي لعبة التنس الأرضي خصوصا، التقينا بالبطلة النبهانية وتحدثنا عن مسيرتها الحافلة وعن رؤيتها وتطلعاتها للرياضة ونبارك لها وللرياضة العمانية هذا النجاح، فدار بيننا الحوار التالي.
تحديات البداية
حول التحديات التي واجهت بطلتنا في بداية مسيرتها قالت فاطمة: "واجهتني الكثير من التحديات والصعوبات وخصوصا عندما كنت صغيرة في بداياتي، كوني الفتاة الوحيدة التي تُمارس هذه الرياضة و لم يكن هناك من يمارسها معي ، حيث إني ما وجدت شخصا أتمرن معه، ولا حتى قبلي وحقق فيها نتيجة حتى أقتدي به، فما كان في بالي أن أصل إلى ما وصلت له اليوم.
حيث إني حتى أحصل على التمرين كنت أضطر للسفر خارج البلاد بعيدا عن الأهل وكذلك لا توجد لدينا بطولات فلذا أضطر للسفر خارج السلطنة حتى أشارك في البطولات".
المجتمع
وحول تفاعل المجتمع مع الفتاة الرياضية تقول فاطمة: "كوني فتاة رياضية وأحقق إنجازات كان الأمر جديدا على المجتمع، والذي كان متقبِّلا، وربما هذا التقبل الاجتماعي جاء نتيجة أنني كنت أحقق الإنجازات منذ صغري في السن ، فلأول مرة فتاة رياضية تحقق هذه الإنجازات الكبيرة، لذا تقبلني المجتمع وكان مشجعا لي".
تحديات
وفي سؤالنا للاعبة حول التحديات التي تواجه لعبة التنس الأرضي قالت فاطمة النبهانية: "التحديات التي يواجهها التنس الأرضي في السلطنة أنها ليست لها شعبية في السلطنة، و لكن الآن بدأ الناس يتابعون التنس الأرضي ويعرفون أسماء لامعة في التنس الأرضي، مقارنة بالسابق، ونرجو أن يكون لدينا ملاعب قانونية، وملاعب أكثر وبنى أساسية محترفة يمكن لنا أن نتمرن فيها".
التطوير
وحول تطوير اللعبة قالت النبهانية: "لتطوير اللعبة نحن الآن لدينا مجلس إدارة جديد في الاتحاد العُماني للتنس، وأنا جدا متفائلة، وأعتقد أنهم قادرون على أن يطوروا لعبة التنس، ولابد أن يؤسسوا لأجيال قادمة من خلال المدارس حيث يتم استقطاب أطفال صغار متحمسين لممارسة اللعبة وتخصص لهم ملاعب صغيرة أو ملاعب التنس المصغرة و يحبب الأطفال في اللعبة، ولا يمكن أن نطور اللعبة من خلال خامات في عمر الاثنتي عشرة سنة أو أكثر لنجعل منه لاعبا محترفا، فكثير من التكتيكات لابد أن تبدأ مع اللاعب منذ الصغر وصعب جدا أن يحترف اللاعب وهو في عمر كبير".
دوري الأندية
وتضيف النبهانية: "لابد من إيجاد ملاعب ومدربين في جميع مناطق السلطنة وذلك لأجل نشر اللعبة، فلا يمكن أن تتطور اللعبة في مسقط فقط وإنما إيجاد مرافق في جميع مناطق السلطنة. و كذلك الافضل أن يكون للأندية مساهمات فيكون للأندية ملاعب للتنس و يكون لديهم فريق و يقام دوري بين الأندية، وذلك على غرار الدول الأوروبية وكذلك بعض دول الخليج، فبهذا نستطيع نشر لعبة التنس الأرضي".
صناعة البطل الأولمبي
وحول كيفية صناعة بطل أولمبي في التنس الأرضي قالت مؤكدة على رؤيتها في تأسيس اللاعبين وتضيف: "لأجل صناعة البطل الأولمبي نؤكد على أن يبدأ العمل مع الصغار بسن مبكرة بحيث يعطي اللعبة كل اهتمامه وبرغبة حقيقية وصادقة فلابد أن تكون لديه إرادة وعزيمة، فمن هنا بداية صناعة البطل، وصناعة البطل تحتاج إلى تطور وتقدم في الرياضة وهذا الذي ينقصنا في السلطنة حيث إن الرياضة غير متطورة إلى المستوى المطلوب، فعلى سبيل المثال نحن إذا أردنا أن ننفذ معسكرات فلابد أن نسافر إلى الخارج لحضور المعسكرات ونسافر لحضور البطولات والمشاركات المختلفة، نحن في السلطنة نمتلك الخامات والمواهب و لكن لانمتلك البنى الأساسية للعبة لصناعة أبطال".
بطولة العرب
وفي حوارنا تطرقنا حول المشاركة الأخيرة التي عادت منها النبهانية وزميلاتها بالذهب فقالت في سعادة غامرة: "أنا جدا سعيدة أننا حققنا هذا الإنجاز وكوني بطلة العرب في الفردي هذا ليس أمرا جديدا فقد حققت هذه النتيجة من قبل ولكن الجديد هو فوزنا بالميدالية الذهبية في "الفرق" وهذا إنجاز كبير وهو أول إنجاز لنا أن فريقا خليجيا سواء على مستوى النساء أو الرجال يفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العرب، وهذا لم نكن نتوقعه ونحن فخورون أن حققنا هذا الإنجاز للسلطنة".
وحول الصعوبات التي واجهت النبهانية في بطولة العرب قالت: "واجهتنا الكثير من الصعوبات في مباريات الفرق، عندما فزنا في نصف النهائي على المغرب وهم أبطال أفريقيا هذا إنجاز كبير ويحسب لنا أن نفوز على أبطال أفريقيا في الفرق ومن بعدها تغلبنا على تونس، وهذا لم نكن نتوقعه لأن في مسابقات الفرق لابد أن نلعب بشكل فردي وبشكل زوجي حيث إني لعبت بالفردي وكذلك اللعبة الثانية تلعب بشكل فردي ومن بعد في حالة التعادل نلعب الزوجي، وأنا دائما أفوز في الفردي وزميلاتي سارة البلوشية ومريم البلوشية لا يملكن تلك الخبرة مثل اللاعبات من الدول الأخرى فالدول الأخرى يسافرون إلى معسكرات ويحتكون في بطولات ومشاركات عديدة بينما زميلاتي يمتلكن الإمكانيات ولكن لا يمتلكن الخبرة في المشاركات والبطولات، ولكن ولله الحمد عند تعادلنا وانتقالنا للعب الزوجي لعبت معي سارة البلوشية ونجحنا بتحقيق الانتصار، وهذا الإنجاز والأداء دليل واضح على الإمكانيات التي نملكها ولكن يبقى دور الدعم للإمكانيات هذه والاهتمام بها".