تمهد للمؤتمر العام للحزبين الجمهوري والديمقراطي ولاية ايوا ترسم ملامح الانتخابات الامريكية

الحدث الثلاثاء ٠٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
تمهد للمؤتمر العام للحزبين الجمهوري والديمقراطي
ولاية ايوا ترسم ملامح الانتخابات الامريكية

دي موين (ايوا) – ش – وكالات

جاب المرشحون لسباق الرئاسة الأمريكية ولاية ايوا يوم امس الاول السبت، وتحدثوا أمام الحشود في محاولة أخيرة لكسب التأييد قبل إدلاء الناخبين بأصواتهم في تجمعات انتخابية منفصلة بجميع أنحاء الولاية يوم الاثنين المقبل.
ولم يعد أمام 11 مرشحا جمهوريا وثلاثة مرشحين ديمقراطيين سوى ساعات قليلة لاستقطاب الناخبين قبل انطلاق انتخابات ولاية ايوا التحضيرية التي تمهد للمؤتمر العام لكل من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وتتوج بالانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وأمضت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي تعد المرشحة الاوفر حظا بين المرشحين الساعين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي، يوم السبت في الدفاع عن نفسها ضد اتهامات بأنها أساءت التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني عندما كانت تشغل أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة.
وطفت الفضيحة على السطح مرة أخرى هذا الاسبوع بعد ان قالت وزارة الخارجية الامريكية إنها ستحجب 22 رسالة بريد إلكتروني أشارت إلى أنها سرية.
وقالت وزارة الخارجية إن الرسائل لم تكن مصنفة على أنها سرية في الوقت الذي أرسلت فيه، لكن معارضيها قالوا إن ترك تلك الرسائل محفوظة على خادم بريد إلكتروني خاص يعد خرقا أمنيا وقالوا إنها يجب أن تخضع للمحاكمة.
وكانت كلينتون في موقف دفاعي اثناء حملتها يوم السبت.
وقالت كلينتون "هذا لا يغير شيئا من الحقائق الأساسية .. لم أرسل مطلقا (عبر الخادم الخاص) أي رسالة مصنفة".
وعلى الرغم من الفضيحة، فإن كلينتون يتوقع أن تحصل على 45 في المئة من أصوات الناخبين الديمقراطيين المحتملين في انتخابات الاثنين التمهيدية، وفقا لاستطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم السبت. ويتوقع أن ينال منافسها الرئيسي على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، السيناتور بيرني ساندرز، عن ولاية فيرمونت، على 42 في المئة.
وقال راي ليمبرسكي،37 عاما، وهو من أنصار كلينتون، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه حضر تجمعا حاشدا لكلينتون يوم السبت لإظهار الدعم لها.
وأضاف ليمبرسكي "هيلاري لديها أفضل سجل فيما يتعلق بدعم العمال. نأمل بشدة أن تكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
وعلى الجانب الجمهوري، حصل المرشح الاوفر حظا دونالد ترامب على تأييد 28 في المئة في الاستطلاع الذي أجرته خدمة بلومبرج الإخبارية. وحل السناتور الامريكي تيد كروز، عن ولاية تكساس، ثانيا بحصوله على 23 في المئة؛ فيما جاء السناتور ماركو روبيو، عن ولاية فلوريدا، ثالثا بحصوله على 13 في المئة.
وقضى ترامب وقتا في ولاية ايوا يوم السبت، وهبط من طائرته الخاصة في دوبوك ليحث الناخبين على المشاركة بقوة في تصويت الأول من شباط/فبراير التمهيدي أملا في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.

دعوات للتصويت
من جانبه دعا المرشح الى الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي برني ساندرز مساء السبت ناخبيه الشبان للمشاركة بكثافة في الانتخابات، مؤكدا انه اذا كانت نسبة اقبالهم مرتفعة فان بطاقة الترشيح الديموقراطية ستكون من نصيبه وليس من نصيب متصدرة السباق هيلاري كلينتون.
وقال ساندرز خلال تجمع انتخابي حاشد في حرم جامعة آيوا احيا قسما منه فريق موسيقى الروك "فامباير ويك اند" انه "اذا كانت نسبة المشاركة مرتفعة سنربح، واذا كانت منخفضة سنخسر".
ويعول ساندرز (74 عاما) على الناخبين الشبان لهزيمة كلينتون لأنه يتمتع بشعبية واسعة في صفوفهم، ولكن اقبال هؤلاء على صناديق الاقتراع ضعيف بالمقارنة مع الناخبين الاكبر سنا الذين يفضلون عليه وزيرة الخارجية السابقة، بحسب استطلاعات الرأي.
وذكر "برني" في خطابه انه عند انطلاق الحملة كان الفارق بينه وبين كلينتون متخلفا ما بين 50 و60 نقطة، قبل ان يصبح اليوم شبه منعدم.
وبحسب آخر استطلاع للرأي نشرت نتائجه السبت صحيفة دي موين المحلية فان

"ثورة سياسية"
و افتتح بيرني ساندرز في سن 74 عاما الحملة الرئاسية رغم عدة ثغرات: فهو مغمور تقريبا ولا يملك المال ويواجه المرشحة الاوفر حظا هيلاري كلينتون. لكن هذا المرشح المطالب ب"ثورة سياسية" فرض نفسه منافسا جديا في السباق.
وسيجرى اليوم الاثنين الاختبار الكبير الاول بين المرشحين الديموقراطيين خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا.
ويعبر بيرني ساندرز السناتور عن ولاية فيرمونت الصغيرة (شمال شرق) والاشتراكي المعلن، عن رفضه الشديد لوول ستريت والتفاوت الاجتماعي المتزايد في الولايات المتحدة.
وهو ينتقد نظاما سياسيا تتحكم فيه كما يقول وول ستريت ومجموعات الضغط وتواطؤ رجال السياسة مع عالم المال.
ويريد ساندرز المدافع الدؤوب عن الطبقة الوسطى، زيادة الحد الادنى للاجور 15 دولارا في الساعة (7،25 دولارات حاليا على المستوى الفدرالي)، وينادي بتأمين طبي شامل على غرار النموذج الاوروبي. ويقول انه يريد حكومة "تعمل من اجل الجميع ولا تقتصر جهودها على حفنة من الناس في القمة". ويعتبر التغيرات المناخية تهديدا بالغ الخطورة.
ورغم دخوله المعترك السياسي منذ فترة طويلة، لا يزال بيرني ساندرز يعتبر دخيلا. وهو ليس خطيبا مفوها وليس شخصية جذابة. ولا يحرص هذا المثابر الذي احنت السنين ظهره قليلا، والمعروف بشعره الابيض المشعث على إسماع الناس ما يرضيها.
لكن بعد دونالد ترامب، فهو الذي يجتذب الجماهير الغفيرة الى لقاءاته الانتخابية. ويضم جمهوره عددا كبيرا من الشبان المسحورين بهذا السبعيني الذي يجرؤ على الحديث عن "ثورة سياسية" ويعد بمجانية التعليم الجامعي في بلد يبلغ فيه متوسط ديون الطلبة 35 الف دولار.
ويرى هؤلاء الشبان ان كلمة "اشتراكي" لم تعد تثير النفور كما كانت الحال عليه بالنسبة لاهاليهم.
وقد فوجىء شخصيا بالنجاح الذي احرزه.
وعندما تنتقد هيلاري كلينتون تدني مستوى معرفته بالسياسة الخارجية، يرد بأن اهم عملية تصويت في التاريخ الاميركي الحديث، كانت التصويت على الحرب في العراق، التي ايدتها كلينتون وعارضها هو.
وعندما يتهم بالتطرف، يطرح النموذج الاسكندينافي. ويضيف "اعتقد اني لا اطرح فكرة متطرفة اذا ما قلت ان من يعمل 40 ساعة في الاسبوع ينبغي إلا يعيش فقيرا".
ولا يتردد في القول انه سيعمد الى زيادة الضرائب.
ولا يريد بيرني ساندرز التطرق الى المسائل الشخصية في حملة بلغ فيها الكشف عن الامور الشخصية حدا غير مقبول. وهو يؤكد على نزاهته، ويبدي استياءه من التهجمات المتزايدة لفريق كلينتون، التي "تشوه حصيلة ما حققه"، كما يقول، ويفضل "التركيز على المستقبل"، شعار حملته.
ويتباهى ايضا بأنه المرشح الى الرئاسة الذي حصل على اكبر عدد من الهبات المالية على امتداد تاريخ الولايات المتحدة. فقد ناهزت تلك الهبات ثلاثة ملايين قدمها اكثر من مليون شخص، ما يعني ان كلا منهم قدم مبلغا بلغ متوسطه 27 دولارا. ولا تستطيع مجموعات الدعم "سوبر-باك" (لجنة العمل السياسي) ان تجمع مبالغ مالية طائلة لمرشحيها.

-رجل نزيه-

ويرى فيه انصاره رجلا نزيها وسط عالم سياسي مقولب. ويقولون انه لم ينحرف ابدا عن معتقداته مذ كان عمدة بورلينغتون (1981-1989) اكبر مدينة في فرمونت (42 الف نسمة).
وقد انتخب في 1990 عضوا في مجلس النواب واعيد انتخابه باستمرار حتى 2007، عندما اصبح سيناتورا. وكان مستقلا طوال حياته السياسية، حتى العام الماضي عندما اصبح ديموقراطيا من اجل الحملة.
ولد بيرني ساندرز في بروكلين من ابوين يهوديين بولنديين. وينتمي الى عائلة متواضعة. وسرعان ما ابدى الشاب بيرني اهتماما بالسياسة. وعندما كان طالبا في جامعة شيكاغو، انضم الى "رابطة الشبان الاشتراكيين" وناضل ضد الحرب في فيتنام، وانخرط في صفوف الحركة المطالبة بالحقوق المدنية وانتسب الى الحركات التي ترفض الحروب والعنف.
وبدأت مسيرته السياسية فعلا عندما انتخب عمدة لبورلينغتون بفارق 10 اصوات فقط، بفضل تحالف سياسي وفاز على العمدة الديموقراطي.
وقد تزوج مرتين وله ولد. وهو حاليا مع زوجته الثانية وهي ام لثلاثة اولاد من زواج سابق. واذا ما انتخب رئيسا فسيكون اكبر رئيس يدخل البيت الابيض.

>>>>>>>>>>>>>
كيف تجري عمليات التصويت في ولاية ايوا الاميركية؟
واشنطن - أ ف ب اليوم الاول من فبراير، الناخبون في ولاية ايوا الاميركية يكونون اول من يصوت لتحديد مرشح من كل من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لخوض السباق الرئاسي الاميركي المقرر في الثامن من نوفمبر.
وليست العملية انتخابات تمهيدية بكل معنى الكلمة، انما "مجالس انتخابية" اي اجتماعات للحزبين تشهد عملية اقتراع خاصة جدا.

من يصوت؟
في أيوا كما في العديد من الولايات الاخرى، تسجل اسماء الناخبين على اللوائح الانتخابية بصفتهم ديموقراطيين او جمهوريين او بدون انتماء حزبي. ومن اصل 3,1 ملايين هو عدد السكان، هناك نحو 584 الف ناخب ديموقراطي و612 الف ناخب جمهوري و727 الفا "بدون انتماء حزبي"، بحسب وزير خارجية ايوا.
وبقية عدد السكان هم الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما والاجانب والسجناء.
وحدهم الجمهوريون يمكنهم التصويت في انتخابات الحزب الجمهوري، والامر نفسه ينطبق على الديموقراطيين. لكن يمكن للناخلين ان يسجلوا اسماءهم على لوائح هذا الحزب او ذاك حتى عشية موعد التصويت.
ويمكن للناخبين الذين يكملون سن ال18 في يوم الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2016 ان يصوتوا في الاول من شباط/فبراير.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات التمهيدية في عام 2012 نحو 20% للجمهوريين و39% للديموقراطيين في 2008 التي كانت سنة استثنائية بسبب التنافس الحاد آنذاك بين باراك اوباما وهيلاري كلينتون.

اين تقع مكاتب الاقتراع ؟
يقيم كل حزب مكاتب اقتراع في اماكن عامة مثل المدارس والمكتبات ومراكز الجمعيات الخيرية والفنادق. ويمكن ان تقام المكاتب في قاعات مختلفة في مبنى واحد. ويمكن مثلا للجمهوريين ان يتخذوا من مكتبة مقرا لهم، فيما يكون الديموقراطيون في مدرسة مجاورة.
وسيتم تنظيم 1681 تجمعا انتخابيا للديموقراطيين، بالاضافة الى واحد عبر الهاتف للعسكريين والطلاب المتحدرين من ايوا لكن الموجودين في الخارج، وبعض المراكز الصغيرة في دور المسنين او المصانع للاشخاص الذين لا يمكنهم التنقل...)
وللجمهوريين عدد مماثل من مراكز الاقتراع.
وتبدأ عملية الاقتراع بالنسبة الى الحزبين الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي (1,00 ت غ).

طريقة تصويت الجمهوريين
يجتمع الناخبون الجمهوريون في الوقت المحدد، وبعد بعض الاجراءات الشكلية، يلقي مندوبون خطابا قصيرا للدعوة الى التصويت لمرشحهم.
ثم يتم الاقتراع بشكل سري. وبعد فرز الاصوات، ينقل مكتب الاقتراع النتيجة الى الحزب الذي يجمع النتائج ويعلن فوز الشخص الذي نال اكبر عدد من الاصوات على مستوى الولاية.

طريقة تصويت الديموقراطيين
لا يحصل تصويت لدى الديموقراطيين، وطريقتهم في اختيار المرشح معقدة.
بعد انجاز الاجراءات الشكلية، يتجمع مناصرو كل مرشح في زاوية من القاعة التي يعقد فيها الاجتماع.
وبعد نصف ساعة، يتم ابعاد المجموعات التي تكون دون عتبة العدد المطلوب (15% عموما من عدد الاشخاص). ويكون على هؤلاء حينئذ اما الانضمام الى مجموعات اخرى واما الرحيل. وخلال عملية اعادة الاصطفاف هذه، يحاول قادة المجموعات اجتذاب مناصري المرشحين الآخرين.
ثم يتم احصاء عدد افراد المجموعات وتحديد عدد من المندوبين عنهم يتلاءم مع حجمهم.
ويفترض بهؤلاء المندوبين ان يشاركوا في مؤتمرات على مستوى دوائر الولاية.
وهناك مرحلة ثانية ضرورية: على الحزب ان يحتسب وفق المبدأ النسبي عدد المندوبين الى مؤتمر الولاية الذي يناله كل مرشح انطلاقا من عدد المندوبين المنتخبين الى مؤتمرات الدوائر. والمرشح الذي ينال اكبر عدد من المندوبين الى مؤتمر الولاية من اصل 1406، يعلن فائزا.
وسيستخدم الديموقراطيون، كما الجمهوريون، للمرة الاولى، تطبيقا من مايكروسوفت، للمرة الاولى في عمليات احصاء الاصوات.
ويمكن لعملية الاقتراع ان تستمر اكثر من ساعتين، بحسب عدد المشاركين.