رسائل حب متبادلة بين العُمانيين وباني عُمان

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٣/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

فريد أحمد حسن

اللافت في احتفالات عمان بالعيد الوطني المجيد أن الفرحة بهذا اليوم لم تقتصر على أهل عمان ولكنها غمرت قلوب كل أهل الخليج العربي، بل العرب في كل مكان، وأن العالم كله انتبه لهذا اللافت، ما يدفع إلى التساؤل عن هذا الأمر الذي يعتبر بمقاييس كثيرة ظاهرة، لمعرفة أسبابه.

لا أعرف عدد الذين تابعوا عبر الفضائيات الاستعراض العسكري الذي أقيم بالمناسبة وشمله جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة برعايته السامية وتم بثه على الهواء مباشرة ولكنني أتوقع أن الملايين من المشاهدين في كل دول العالم قد تابعوه وانبهروا به وفرحوا برؤية صاحب الجلالة وهو يتابع باهتمام وفرح ذلك الاستعراض حتى النهاية.

الاستعراض الذي أقيم بميدان الاستعراض العسكري بمعسكر الصمود التابع لقوة السلطان الخاصة وشاركت فيه عناصر من أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني وقوة السلطان الخاصة وشرطة عُمان السلطانية وقدمت خلاله مقطوعات موسيقية متنوعة من التراث العماني والعالمي، وفر مثالاً عن أسباب إتقان العمانيين لكل عمل يقومون به وأجاب عن سؤال عن إصرار العمانيين على النجاح.
في ذلك اليوم الجميل امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها، في عمان ودول الخليج العربية على وجه الخصوص بالكثير من الفيديوهات والصور والعبارات المهنئة بهذه المناسبة والتي شارك بها كل محبي عمان ووجدت الارتياح من قبل العمانيين الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لكل من شاركهم هذه الفرحة ولو بكلمة، وأكاد أجزم أن كل «الجروبات» اهتمت بهذه المناسبة وشارك أعضاؤها كل بطريقته، أما العمانيون في السلطنة وخارجها فلم يتركوا وسيلة تعبير إلا وظفوها وابتدعوا الكثير من الطرق التي عبروا من خلالها عما يعتور قلوبهم من حب لوطنهم ولقائد نهضتهم (من بين الفيديوهات التي شاهدتها فيديو لشاب عماني اعتلى سطح منزله وجلس على سور السطح بطريقة أقلقت كل من شاهده وهو يلوح بعلم السلطنة تعبيرا عن ولائه وفرحته بهذه المناسبة).

أحد العمانيين كتب في حسابه على التويتر معبرا عن فرحته بحضور صاحب الجلالة السلطان المعظم الاستعراض العسكري «من سعادتهم، الجميع يُشاهد الإعادة، ليروي شوقه برؤية مُحياكم سلطاننا المعظم، حفظكم الله لعمان والعمانيين»، وهو أمر صحيح، والأكيد أن من تابعوا الإعادة لم يتابعوها لمشاهدة الاستعراض ولكن لتظل قلوبهم نابضة بالفرحة وهم يرون باني عمان الحديثة ورائد نهضتها وهو يتابع الاستعراض ويطل عليهم بطلته البهية، حيث حضور جلالته وظهوره في كامل صحته يعني أن القلق الذي عانى منه الشعب العماني في العامين الآخرين قد انتهى، ولهذا كتب العماني نفسه في حسابه مخاطبا صاحب الجلالة السلطان «مولاي المعظم، كم قلبا أسعدت، وعينا أدمعت، ووجها أنظرت، بطلتك والمولى يمتعك بنعمة الصحة والعافية. العُمانيون يحيون بك». ومثل هذا كثير امتلأت به عمان في يوم الثامن عشر من نوفمبر حيث شارك الشعب العماني بكل فئاته بهذه المناسبة وذاق فرحة ذلك اليوم.

في واحد من المواقع الإلكترونية الخليجية نشر تقرير إخباري عن احتفالات السلطنة بهذه المناسبة جاء فيه أن يوم 18 نوفمبر «يحمل في ثناياه عبق المنجزات الحضارية ومعاني الفخر والولاء على امتداد أرض عُمان، في ظلّ قيادة السلطان قابوس بن سعيد»... «وبعد مسيرة 46 عاماً، حقق السلطان ما قال في خطابه التاريخي الأول العام 1970، والذي وعد فيه بإقامة الدولة العصرية، لتشهد الدولة بعدها سلسلة من الإنجازات في كل القطاعات، مع حرصها على الحفاظ على أصالتها وعراقتها وتكريس قيمها واعتزازها بتراثها»، ولم يفوت الموقع -وغيره من المواقع الإلكترونية الخليجية والعربية والعالمية- الفرصة للثناء على دور السلطنة في إرساء السلام العالمي فكتب «عرفت عُمان بالوسطيّة والحياد في سياستها الخارجية، وموازنة علاقاتها مع الدول»، واستشهد بدورها في حل المشكلة اليمنية فكتب «وكان لها مؤخراً دور كبير بالمنطقة، وبالأزمة اليمنية على وجه التحديد»، مبينا أن ذلك يتم «بناءً على توجيهات السلطان قابوس»، ضاربا أمثلة بالمساعدة في الإفراج عن بعض الأجانب المتحفظ عليهم في اليمن وفي استقبال دفعات من الجرحى اليمنيين القادمين من صنعاء لتلقي العلاج في مستشفيات السلطنة. وبالطريقة نفسها نشرت الكثير من المواقع الإلكترونية والصحف وبثت الإذاعات والتلفزيونات ما يعتبر مشاركة مميزة في احتفالات السلطنة بعيدها الوطني وما يستنتج منه أن العالم بأجمعه مرتاح من السياسة العمانية ومن الدور الإيجابي والبارز الذي تقوم به خدمة للإنسانية والسلام.

الاستعراض العسكري الذي تابعه العالم عبر الفضائية العمانية يوم الثامن عشر من نوفمبر وفر مثالاً للنجاح الذي حققه صاحب الجلالة السلطان المعظم في مشواره منذ تأسيس عمان الحديثة، فجلالته هو من بنى الجيش العماني، وجلالته هو من أرسى القواعد التي سار عليها العمانيون في مختلف المجالات فتتالت نجاحات السلطنة وهي في ازدياد.

الفرحة التي رآها العمانيون وكل العالم في عيون صاحب الجلالة وهو يتابع الاستعراض العسكري أوصلت رسالة إلى الشعب العماني مفادها «أنني راض عن إنجازاتكم وسعيكم معي لبناء السلطنة، ولا أريد سوى أن تواصلوا هذا السعي، فالبناء يجب ألا يتوقف، وأن الآتي سيكون أجمل، وأنني لن أدخر وسعاً لخدمة هذا الوطن الذي عليه أن يستمر في عطائه وإسهامه في الحضارة الإنسانية، فهذا دوره منذ أن عرف العالم عمان وشعب عمان».

كاتب بحريني