القاهرة – ش
رغم تكرار التكهنات خلال الاشهر الفائتة عن المصالحة المصرية مع جماعة الاخوان المسلمين الا ان الحديث في الوقت الحالي عن المصالحة قد يكون مختلفا ...
اشارات عديدة تؤكد ان الجماعة مستعدة للتصالح وقد تكون على أتم الإستعداد لتقديم تنازلات وتضحيات في هذا الإتجاه .
التصريحات الاخيرة لنائب المرشد العام للجماعة إبراهيم منير عن المصالحة مع النظام جاءت بعد إشارات أرسلها جناح محمود عزت ومنير لبعض الوسطاء المقربين من السلطة الحالية بأنهم مهتمون بالمصالحة الوطنية وتسوية ما حدث وتطبيع الحياة السياسية من جديد في مصر وأنهم مستعدون لتنازلات مؤلمة .
اخر الاشارات في هذا الاتجاه هو ما كشفت عنه مصادر قيادية بجماعة الإخوان مقيمة فى المملكة العربية السعودية، عن أن هناك مساع منذ فترة لما أسمته «حلحلة» في الوضع الحالى بين الحكومة المصرية والجماعة.
وكشفت المصادر تفاصيل الاتفاق الذى يقضى بتجميد الإخوان العمل السياسى لمدة 5 سنوات، بحيث لا يشاركون خلالها فى أى عمل سياسى حتى الإدلاء بأصواتهم فى الاستحقاقات الانتخابية، ولا يقومون بأى عمل مناهض للسلطة الحالية، على أن يكونوا فى الوقت ذاته غير مطالبين بتقديم اعتراف رسمى بها، مؤكدين أن الاتفاق يتضمن تجميد الموقف الحالى، وفى المقابل يتم الإفراج عن السجناء وعودة المطاردين والمهجرين إلى منازلهم وأعمالهم السابقة.
وأشارت المصادر إلى أن «الاتفاق سيكون برعاية وضمانات سعودية» بحسب تعبيرهم، مؤكدة أن السعودية لديها استعداد كامل لتبنى تلك المبادرة ورعايتها وهو ما وضح فى اتصالات بين قيادات فى الجماعة وأطراف سعودية.
منذ ايام قليلة توقعت مجلة الإيكونوميست البريطانية تصالح الحكومة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين في وقت قريب .
وعلقت الإيكونوميست، التي اعتادت مهاجمة النظام المصري، على إلغاء حكم على الإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسي موضحة أنه على الرغم من إصدار أحكام بالإعدام ضد مرسي ورفاقه إلا أن إعدامهم فعليا يعد أمرا شبه مستحيل.
وأوضحت أنه على الرغم من تراجع شعبية الإخوان فإن اتخاذ قرار بإعدام مرسي في الوقت الحالي يحوله لـ"شهيد" للجماعة، وهو أمر كفيل بتصعيد التوتر في البلاد بينما تحاول الحكومة جذب الاستثمارات الأجنبية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية.
ويضع بعض المراقبون دعوة نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، السبت لإتمام “مصالحة” في مصر ضمن سياق الخيبة التي حملتها الانتخابات الأميركية.
السؤال الذي يفرض نفسه في حالة صحة التنبؤات بامكانية عقد المصالحة ... هل يقبل المصريون هذه المصالحة ؟
وهل يمكن قبول عودة الجماعة ورموزها للحياة السياسية ؟
وما هو الموقف بالنسبة لضحايا العنف والارهاب الذين يحمل غالبية الشعب المصري الاخوان مسؤولية قتلهم ؟
وما هو مصير رموز الجماعة ومنهم بالطبع الرئيس السابق محمد مرسي الموقوفين والمحكوم عليهم ؟
وهل من الممكن ان يكون هذا الملف مقدمة لعودة حالة الاستقطاب السياسي في الشارع المصري وزيادة حدة الانقسام بدلا من الاتجاه للوحدة
وهل تقبل القاعدة العريضة للجماعة المصالحة في حالة قبول القيادات خاصة في ظل حالة الانقسام التي يعيشها الاخوان حاليا ؟
واخيرا ... هل تمثل المصالحة مع الاخوان نهاية لحالة الانقسام ... ام بداية لمرحلة جديدة من منه ؟
اسئلة كثيرة ... المصريون وحدهم هم من يملك الاجابة عليها ؟