ذكرى استقلال لبنان تصادف غداً وسط آمال بانطلاقة سياسية جديدة

الحدث الاثنين ٢١/نوفمبر/٢٠١٦ ١٩:٥١ م
ذكرى استقلال لبنان تصادف غداً وسط آمال بانطلاقة سياسية جديدة

تصادف غدا الثلاثاء، الذكرى الـ 73 لاستقلال لبنان، وسط آمال بانطلاقة سياسية جديدة، تقاطعت على ابرازها كل الطبقة السياسية اللبنانية، وهو ما تجلى هذا العام بانتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول الفائت وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، وما سبق ذلك من اجواء ايجابية فتحت الدوائر المغلقة والابواب المقفلة على حراك جديد كان الوطن بأمس الحاجة اليه
.
وتكتسب ذكرى الاستقلال في حياة الاوطان اهمية كبرى، الا ان لها في حياة اللبنانيين في هذا العام أهمية استثنائية، كونها تأتي متزامنة مع تفاهمات سياسية اعادت النظر بالاصطفافات السياسية، توجت بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ دستوري استمر سنتين ونصف السنة، ولكن ارادة العيش الوطنية المغروسة في الوجدان اللبناني كانت دائما تعيد احياء الآمال، ففتحت السبل امام مراحل من الازدهار والاستقرار والعمل على ازالة السلبيات.
قصة الاستقلال بعد الحرب العالمية الاولى وخروج العثمانيين من لبنان وباقي المنطقة العربية، دخلت فرنسا الى لبنان ليصبح تحت الانتداب الفرنسي، وفي ايلول من العام 1920 اعلن المفوض السامي لدولة الانتداب الفرنسي الجنراك غورو قيام دولة لبنان الكبير وعاصمتها بيروت وضمت ولاية بيروت مع اقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار)، والبقاع مع اقضيته الاربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من 3500 كلم مربع الى 10452 كلم مربع وازداد سكانه من 414 الف نسمة الى 628 الف نسمة، وفي 23 ايار من عام 1926 اقر مجلس الممثلين الدستور واعلن قيام الجمهورية اللبنانية لينتخب بعدها شارل دباس كأول رئيس للبنان

.
وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينيات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان، وقبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط، الامر الذي احدث تصدعا في صفوف بعض الاتجاهات السياسية، ما دفع البعض الى البحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي" وبين اعترافه بالكيان اللبناني.
ومن عام 1920 الى عام 1943 راحت "صيغة" رياض الصلح / بشارة الخوري وغيرهما من طلاب الاستقلال تتبلور الى ان تحولت الى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني الذي يقوم على المعادلة التالية: من اجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وان يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام الى الداخل السوري - العربي

.
وفي سنوات الحرب العالمية الثانية تسلم الفرنسيون السلطة في لبنان وسوريا وتولى الجنراك كاترو سلطة المفوض بصفة مندوب عام لفرنسا الحرة، وعينوا رئيسا للجمهورية (الفرد النقاش) واحتفظوا لأنفسهم بحق التدخل في شؤون لبنان الداخلية وعملوا على ربط البلاد بمعاهدة شبيهة بمعاهدة 1936، الا ان اللبنانيين بمختلف طوائفهم احتجوا على هذا النوع من الاستقلال واعتبروه مزيفا وطالبوا باستقلال لبنان التام وعودة الحياة الدستورية اليه واجراء انتخابات نيابية حرة وتشكيل حكومة وطنية صحيحة، وعمت المدن مظاهرات واعمال شغب، واصطدامات مع الفرنسيين، اعتقل على أُثرها العشرات من اللبنانيين، وفي 22 تشرين الثاني من عام 1943 اضطرت حكومة فرنسا الى اطلاق المعتقلين والاعتراف باستقلال لبنان التام بعد صمود اللبنانيين حكومة وشعبا فأصبح هذا اليوم عيدا للاستقلال.

المصدر: وكالة الأنباء الأردنية (بترا)