لم تتوقع طالبة المتوسطة هاجر ابنة الشهيد فؤاد الممتن، أن دعاء والدها بالشهادة، الذي لطالما سمعته وهو يردده، ستراه أمامها على أرض الواقع. وفيما انسابت دموع هاجر، باكية رحيل والدها الذي أغدق عليها بالحنان والدلال، خاصة أنها ابنته الوحيدة من بين خمسة أبناء ذكور، أكدت أن «الشهادة» لازمت لسان والدها على مر السنوات الماضية، مؤكدة أنها تؤمن بأن الله تعالى استجاب لدعواته، «لكنني لم أتوقع أن تكون بهذه السرعة».وأضافت لـ«عكاظ»: «الحمد لله على كل حال، والحمد لله أن تحققت أمنيته في الشهادة في البقعة الطاهرة داخل المسجد، وهو يؤدي الفريضة».
من جانبها، تحسرت زوجة الشهيد فؤاذ الممتن، على أنها لم تودعه قبل ذهابه إلى المسجد كعادتها، مبينة أن «التعب والإجهاد سيطر علي، فاستسلمت للنوم، ولم أر زوجي وأبنائي الثلاثة وهم يخرجون لأداء الصلاة»، لافتة إلى أنها كانت تتمنى لو ودعتهم.وبينت أن زوجها رحمه الله، كان حريصا على الاقتراب من المسجد، ويعتقد أن أي شقة يريد استئجارها يجب أن تكون جوار المسجد، لذا استأجر هذا المنزل تحديدا لأنه بالقرب من المسجد، مضيفة «سبحان الله كان يريد الشهادة، وجوار المسجد، واستشهد وهو داخل المسجد». الجيدر بالذكر إن الممتن وولده سقطا برصاص المهاجم الذي تمكن من دخول المسجد، وكان فؤاد الممتن حاول إنقاذ ولده متحاشياً أن تصل إليه رصاصات الغدر الإرهابي، لكن الرصاص أودى بالوالد والطفل في لحظات متقاربة.
المصدر:عكاظ