القدس المحتلة –
لم يعد الجيش الإسرائيلي جاذباً للمجندين، حيث أظهرت معطيات نشرها جيش الاحتلال تراجعًا في عدد جنوده الذين يخدمون في القوات النظامية. ووفقًا للمعطيات التي أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن أكثر من ربع الرجال في إسرائيل لا يتجندون، كما أن هناك انخفاضًا ملحوظًا في الانخراط بالوحدات القتالية، مقابل تزايُد في عدد الجنود الذين يرغبون بالانضمام لوظائف في سلاح السايبر والحاسوب والاستخبارات.
وبحسب المعطيات التي ظهرت مع بدء الدورة السنوية للتجنيد الإلزامي بين الشبان الإسرائيليين أوائل نوفمبر الجاري فإن العام 2004 شهد انخراط ما نسبته 77%من الشبان اليهود في الجيش، في حين وصلت هذه النسبة عام 2016 إلى أقل من 72%.
وتشير معطيات الجيش الإسرائيلي الإحصائية أيضًا إلى تراجع نسب الشبان اليهود الذين يؤدون الخدمة العسكرية، على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تجند العام 1990 74.7%من مجموع الشبان في سن التجنيد، فيما تراجعت هذه النسبة العام 2000 إلى 70.1%، وتواصل التراجع وصولًا إلى العام 2010، حيث تجند أقل من ثلثي الشبان المطلوبين للتجنيد، وهذه معطيات تستثني الشبان العرب الذين تُفرض عليهم الخدمة العسكرية.
وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» فإنه يســـتدل من معطيات عرضها قســـم القوى البشرية في الجيــش الإســرائيلي أنه تم في العام 2016، تســـجيل رقم قياسي جديد في نسبة من لا يؤدون الخدمة العسكرية: 28.1%من الرجال الذين يفترض تجنيدهم.
وبحسب المعطيات فإن 14.7%من الشبان يحصلون على إعفاء من الخدمة في إطار «دراسة التوراة»، الأمر الذي يبين أن الجيش لا ينجح بتحقيق الأهداف التي حددتها الدولة في إطار تجنيد المتدينين، حيث تمكن في 2016 من تجنيد 2528 متديناً فقط من بين 2700 متدين كان يجب تجنيدهم حسب القانون.
ويشير الجيش منذ اليوم إلى أن المشكلة ستتفاقم بشكل أكبر في العام المقبل، لأن القانون يحدد بأنه يجب تجنيد ما لا يقل عن 3200 متدين في 2017.
ولا يقلق الجيش من قضية تجنيد المتدينين فقط. فعلى الرغم من صدور قرار تقليص الخدمة للرجال بأربعة اشهر في العام 2013، ودخوله حيز النفاذ في 2015، إلا أن الجيش ليس مستعدا لتسريح الرجال في مارس 2018، وفي أعقاب ذلك قد ينشأ نقص في الجنود المحاربين والسائقين ورجال الاحتياط والمنظومة التقنية، بل حتى في صفوف الضباط.
وكان قسم القوى البشرية واذرع الجيش قد حددوا في الماضي اتجاهات للعمل من أجل مواجهة تقليص الخدمة، إلا أن بعض القرارات الصعبة في الموضوع لم تتخذ حتى الآن أو تم تنفيذها بشكل جزئي.
وقال ضابط رفيع : «إننا نفوت القطار بعض الشيء، وإذا لم نستكمل الإجراءات سيتقلص عدد الجنود في الكتائب». وبحسب أقواله فإن الجيش ينوي التوجه إلى لجنة الخارجية والأمن بطلب إعادة مناقشة إمكانية تمديد الخدمة العسكرية للنساء لأربعة أشهر أخرى.
وبحسب تقـــرير نشــر مارس الفائت، فقد بلغت نســـبة الرجال في قوات الاحتياط 84%والنساء 16%، وتشكل قوات الاحتياط 71%من مجمل قوات الجيش الإسرائيلي.
ومن المعطيات المثيرة للقلق، الانخفاض في محفزات الشبيبة على الخدمة في الوحدات المقاتلة. ولأول مرة منذ سنوات، نشر الجيش معطيات تشير إلى أن أقل من 70%من الرجال الذين يملكون محفزات الخدمة في الوحدات القتالية يوافقون على الخدمة في هذه الوحدات. وأشير إلى أن 69.8%من المتجندين مؤخرا وافقوا على الخدمة في هذه الوحدات.
إلى ذلك؛ قال الضابط الرفيع إن حوالي 50%من الشبان الذين ترسل إليهم أوامر الخدمة، يمثلون في مكاتب التجنيد في الموعد المحدد وفقا لأمر التجنيد الأول.
وأضاف: «سنغير هذه الثقافة»، مؤكداً أن حقيقة عدم وصول الشاب الذي يتسلم أمر الخدمة الأول إلى مكاتب التجنيد من دون تأجيل ذلك، يدل على عدم رغبته وعدم التزامه بالخدمة.