قضية الرسائل تعود الى الواجهة في اسوأ الاوقات لعنة البريد الالكتروني تطارد هيلاري

الحدث الاثنين ٠١/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
قضية الرسائل تعود الى الواجهة في اسوأ الاوقات
لعنة البريد الالكتروني تطارد هيلاري

واشنطن – ش – وكالات

عادت قضية البريد الالكتروني الخاص لهيلاري كلينتون الى الواجهة في اسوأ الاوقات قبل ثلاثة ايام من اول اقتراع في اطار الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، مع اعلان الخارجية الاميركية انها وجدت رسائل سرية مرسلة من قبلها عندما كانت وزيرة للخارجية.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي عن نشر دفعة جديدة من الف صفحة من هذه الرسائل التي ارسلت او استقبلت عبر الخادم الخاص للمرشحة الديموقراطية عندما كانت وزيرة للخارجية مساء امس الاول الجمعة.
لكنه اضاف ان وزارة الخارجية "ستعترض على نشر سبع مجموعات من الرسائل تتضمن 22 وثيقة تقع في 37 صفحة".
وسببت هذه القضية عاصفة سياسية في الولايات المتحدة وتشكل احدى النقاط المفضلة لدى الخصوم الجمهوريين لمهاجمة كلينتون. وينتقد هؤلاء خصوصا استخدامها لبريدها الخاص لغايات مهنية وهو امر تحظره قواعد الادارة وقد يضر باسرار دولة.

مفاجئة صادمة
وقال كيربي ان "هذه الوثائق لم تكن مصنفة سرية عندما ارسلت". واضاف "لكن نستطيع ان نؤكد انه في اطار نشر الرسائل البريدية لوزيرة الخارجية السابقة شهريا، لن تبث الوزارة سبع مجموعات من هذه الرسائل".
واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور كندا حاليا من جهته ان "هذه الرسائل اعيد توصيفها بطلب من اجهزة الاستخبارات". واضاف "لكن لا استطيع ان اذكر اي تفاصيل اخرى".
ويمكن ان تسبب هذه التطورات ضررا لحملة السيدة الاولى السابقة التي تطمح للوصول الى البيت الابيض وتزور حاليا ولاية ايوا (وسط) حيث تنظم غدا الاثنين اول عمليات اقتراع في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين.
واثار الاعلان غضب فريق حملة كلينتون الذي عبر عن معارضته لهذا القرار. وقال "انها عملية اعادة تصنيف جنونية. معارض منع نشر هذه الرسائل الالكترونية"، مشيرا الى ان "هيلاري كلينتون ومنذ ان سلمت هذه الرسائل الى وزارة الخارجية طلبت باستمرار وضعها بتصرف الناس".

جدل واسع
من جهة اخرى ابقيت 18 رسالة الكترونية تم تبادلها بين هيلاري كلينتون والرئيس باراك اوباما سرية ولم تنشر الجمعة. وقال كيربي ان هذه الرسائل لا تتضمن معلومات سرية وعدم نشرها ناجم عن الرغبة في حماية الخاصة للرئيس خلال وجوده في منصبه.
واضاف الناطق باسم الخارجية الاميركية ان هذه الرسائل ستنشر العام المقبل بعد انتهاء ولاية الرئيس اوباما.
وتواجه كلينتون منذ مارس الماضي جدلا حادا حول عشرات الالاف من الرسائل الالكترونية التي ارسلتها او تلقتها عندما كانت وزيرة للخارجية من 2009 الى 2013.
وتنشر وزارة الخارجية بانتظام لضمان الشفافية آلافا من نحو ثلاثين الف رسالة سلمتها لها كلينتون.
ويتضمن العديد من هذه الرسائل معلومات سرية وبعضها مصنفة على انها "سرية للغاية" مما يثير قضية امان هذه الرسائل.
ونظام المراسلات الكترونية هذا اكتشفه المحققون البرلمانيون الذين كانوا يطالبون بالاطلاع على مراسلات كلينتون المتعلقة بليبيا وبهجوم بنغازي الذي وقع في ايلول/سبتمبر 2012. وتؤكد كلينتون من جهتها ان اي معلومات حساسة لم تتعرض للخطر باستخدامها هذا البريد الخاص.
وقال زعيم الحزب الجمهوري راينس بريبوس في بيان "بهذه التفاصيل الجديدة التي تفيد ان معلومات +سرية للغاية+ عثر عليها على خادمها السري، ازالت كلينتون كل الشكوك: لا يمكننا ان نثق بها للرئاسة".
واضاف بريبوس ان "محاولات هيلاري كلينتون الالتفاف على القوانين الشفافة لحكومتنا باعتمادها حصرا على خادم غير مؤمن في قبو منزلها، عرضت امننا القومي وجهودنا الدبلوماسية للخطر. اذا لم يكن ذلك يجعلها غير مؤهلة للرئاسة فلا اعرف ما هو".
ورأى السناتور مارك روبيو احد المرشحين الجمهوريين للرئاسة، ان كلينتون يجب ان تلاحق قضائيا. وقال "اذا فعل عضو في فريقي ما فعلته، هل تعرفون ماذا يحدث؟ سيطرد ويلاحق". واضاف "هذا الامر وحده يجردها من الاهلية" للوصول الى البيت الابيض.
اما خصم كلينتون لانتخابات الحزب الديموقراطي بيرني ساندرز فقد علق باعتدال داعيا الى "عدم تسييس" قضية الرسائل هذه.

تقدم ساندرز
وفي الواقع لم تكن هيلاري كلينتون بحاجة الى هذه التطورات الجديدة قبل ثلاثة ايام من المجالس الانتخابية في ايوا حيث تشير استطلاعات الرأي الى تقدم ساندرز.
وكانت هيلارى كلينتون قد اكدت،في وقت سابق ، إنها لم تطلب إرسال معلومات سرية عبر نظام كمبيوتر غير مؤمن حين كانت وزيرة للخارجية وذلك ردا على التطورات الأخيرة فى قضية ألقت بظلالها على حملتها الانتخابية لشهور
. وقالت كلينتون مرارا إنها لم تتعامل مع مواد سرية من خلال حساب بريدها الإلكترونى الشخصى حين كانت وزيرة للخارجية. لكن دفعة جديدة من المراسلات نشرت تظهر أنها أصدرت تعليمات لأحد مساعديها فى 2011 لإرسال مذكرة لها بالبريد الالكترونى بعد أن تعذر إرسالها من خلال فاكس مؤمن.
وفى حديث إلى برنامج (فيس ذا نيشن) قالت كلينتون إنها كانت تطلب معلومات غير سرية وليس مواد سرية لا يفترض إرسالها عبر حسابات البريد الإلكترونى الشخصية أو أى قنوات أخرى غير حكومية..
وقالت "بالطبع ما أطلبه هو ما يمكن إرساله."
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تتمكن من العثور على دليل على أن الوثيقة ذات الصلة قد أرسلت إلى كلينتون بالبريد الإلكتروني.
وأضافت أن مسألة أنه كان من المفترض إرسالها من خلال فاكس مؤمن لا تعنى بالضرورة أنها كانت سرية. وكانت كلينتون التى تتصدر المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة التى تجرى فى نوفمبر 2016 تعرضت لانتقادات واسعة لاستخدامها حساب بريد إلكترونى شخصيا على جهاز كمبيوتر شخصى حين كانت وزيرة للخارجية. وقال الجمهوريون إنها تجاهلت القواعد وعرضت الأمن القومى للخطر. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادى فيما إذا كان قد أسيء التعامل مع مواد سرية.
يذكر ان وزارة الخارجية الأمريكية، كانت قد نشرت 2900 صفحة تحتوى على 1262 رسالة كانت قد أرسلتها هيلارى كلينتون من بريدها الإلكترونى الخاص أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية.
وقد احتوت الدفعة الجديدة من الرسائل التى أفرجت عنها الخارجية الأمريكية على 66 رسالة اعتبرتها الخارجية الأمريكية سرية لاحتوائها على معلومات حساسة ليرتفع بذلك عدد الرسائل التى تم اعتبارها سرية إلى 1340. وتضمنت إحدى الرسائل التى بعثت بها هيلارى إلى أحد كبار مستشاريها إرشادات حول كيفية إرسال معلومات مؤمنة خارج القنوات المؤمنة وهو ما آثار انتقادات وسائل الإعلام الأمريكية.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربى بأنه بنشر الدفعة الأخيرة من مراسلات هيلاري، تكون الخارجية الأمريكية قد نشرت 82 بالمائة من مراسلات هيلارى التى تتعلق بعملها كوزيرة للخارجية والتى تم إرسالها من حسابها الشخصى وهى النسبة التى كان قد طالب حكم قضائى بنشرها بنهاية عام 2015.

..............................

هيلاري ... البيت الابيض حلمها الاساسي خلال السنوات العشر الاخيرة

واشنطن – ش نجحت هيلاري كلينتون السيدة الطموحة التي كانت تسعى للحصول على اوسمة وتولي مسؤوليات منذ ان كانت في المدرسة الثانوية والجامعة، خلال حياتها المهنية في السياسة في كل المجالات باستثناء الوصول الى البيت الابيض الذي يشكل هاجسها الرئيسي منذ عشر سنوات.
في 2008، ترشحت كلينتون لهذا المنصب لكنها هزمت امام باراك اوباما. لكن في هذه الحملة الجارية حاليا تغيرت هيلاري كلينتون وليس في مظهرها فقط.
وكلينتون تتصرف كما تبدو بصورة الجدة وتؤكد انها تحمل شعلة النساء في السياسة وفي المجتمع في التزام يعود الى السنوات التي كانت تعمل فيها محامية. وتعرض هذه "المناضلة" على الاميركيين نسيان الماضي وانتخاب امرأة على رأس بلدهم.

- من الطبقة الوسطى
ولدت هيلاري دايان رودام في 26 اكتوبر 1947 في شيكاغو وعاشت في ضاحية بارك ريدج البيضاء والهادئة في وسط الغرب الاميركي في كنف عائلة متوسطة.
وهي تحب والدتها دوروثي وتصف والدها هيو رودام وهو ابن مهاجرين بريطانيين بانه عنيد وقاس. الا انه نقل اليها اخلاقيات العمل والخوف من الفاقة. وحتى الآن تعيد الزيتون الى وعائه خوفا من التبذير وهي نكتة اوردتها في سيرتها الذاتية "قصتي" التي نشرتها في 2003.
ومن والدها ورثت ايضا القناعات الجمهورية التي بقيت تعتنقها حتى سن العشرين عاما ثم تخلت عنها لتصبح ديموقراطية. والعائلة من اتباع الكنيسة الميتودية وما زالت هيلاري كلينتون الى اليوم متمسكة بكنيستها.
وفي 1965 قبلت هيلاري كلينتون التي تتصف بالذكاء والطموح في جامعة عريقة للشابات هي ويلسلي كوليدج غير البعيدة عن هارفرد.
وخلال الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، فتحت سنواتها الدراسية الاربع في الجامعة عينيها على حقوق السود والنضال من اجل الحقوق المدنية وحرب فيتنام والمساواة بين الرجل والمرأة.
وانتخبت الطالبة التي تتمتع بقدرات قيادية وشخصية قوية من قبل زميلاتها لتمثيلهن في الادارة. وفي 1969 التحقت بكلية الحقوق في ييل حيث التقت بيل كلينتون.
وبعد اقامة في واشنطن في 1974 حيث وظفتها لجنة التحقيق في فضيحة ووترغيت، تبعت بيل كلينتون الى اركنسو (جنوب) حيث انتخب هو نائبا عاما ثم حاكما للولاية بينما التحقت هيلاري بمكتب كبير للمحاماة. وفي 1980 ولدت ابنتهما تشيلسي.

- سيدة اولى مسيسة
وتحت الضغط تخلت هيلاري في نهاية المطاف عن اسمها قبل الزواج واصبحت هيلاري كلينتون السيدة الاولى لولاية اركنسو ثم للولايات المتحدة بعد فوز زوجها في الاقتراع الرئاسي في 1992.
وشكل اسلوبها الحديث والثابت تغييرا عن سابقاتها. فهي تلعب دورا سياسيا يرمز اليه مكتبها في الجناح الغربي من البيت الابيض. واتسمت علاقاتها مع البرلمانيين والصحافيين بالتوتر. وقد كلفها زوجها باصلاح للنظام الصحي اثارت بسببه غضب اعضاء الكونغرس الذين رفضوه.
وواجهت الخيانة والاهانة في قضية مونيكا ليونسكي في 1998. وقد روت بنفسها غضبها على زوجها الكاذب ومحاولاتها للطلاق وخضوع الزوجين للعلاج. لكن شعبيتها لم تكن ابدا بهذا المستوى المرتفع، لا قبل القضية ولا بعدها، مع 67 بالمئة من الاراء المؤيدة حسب معهد غالوب في كانون الاول/ديسمبر 1998.

- العمل بمفردها
وتحت ضغط اصدقائها، انطلقت السيدة الاولى في العمل السياسي وانتخبت في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. ورفضت الترشح للانتخابات الرئاسية في 2004، لينتقدها السناتور باراك اوباما في الاقتراع التالي بلا توقف لتصويتها مع حرب العراق.
وحولت هيلاري كلينتون تجربتها الى شعار ووعدت بان تكون سيدة حديدية. لكن الاميركيين فضلوا عليها شاب اربعيني جديد يجسد التغيير اكثر من اي شخص آخر.
وفي حدث لم يكن متوقعا، اصبحت وزيرة للخارجية في حكومة باراك اوباما في ولايته الاولى.ويقول معارضوها انها لم تحقق اي نجاح يذكر.
وينتقدها الجمهوريون بشدة بسبب الهجوم الذي وقع في بنغازي وقتل فيه السفير الاميركي مختنقا مع ثلاثة اميركيين آخرين. ويغذي استخدامها لبريدها الالكتروني الشخصي بدلا من البريد الحكومي الشكوك في ان الزوجين كلينتون يعتقدان انهما فوق القانون الى جانب انهما يعيشان حياة اثرياء.
لكن سنواتها الاربع في الخارجية عززت صورتها كسيدة دولة. ويفيد استطلاع للرأي يجريه معهد غالوب سنويا انها تبقى بعد 14 عاما السيدة التي تثير اعجاب اكبر عدد من الاميركيين.