حوار: ليلى العامرية
هو شاب طموح ومبدع استطاع بموهبته في تصميم وتنسيق الأفراح والحفلات أن يضع بصمة خاصة له حيث ترجم موهبته إلى الواقع لتصبح الموهبة مجال عمل آخر.
حسام بن حارث السليماني أحد الشباب العمانيين الذين استطاعوا أن يبحروا في سفن الأعمال الحرة ليجدوا مصدر رزق آخر، فقد استطاع حسام أن يفتتح محلا خاصا بالتصميم والتنسيق الخاص بالأفراح ليثبت أن نجاح اي مشروع خاص يجب أن يحاط بالصبر وتحمل كل السلبيات التي ستقود بعدها إلى النجاح المثمر مع تخطي العقبات التي تواجه الشخص بحكمة وعزيمة.
- متى بدأت مشروعك؟
بدأ مشروعي نهاية عام 2007 في المنزل ثم أسست الشركة في 2010 باسم "مدينة الإبداع للخدمات" وهي مسجلة بالملكية الفكرية بمسمى "لوس كلاريتا" بعد 3 سنوات من العمل في المنزل والحمدلله.
- لماذا اخترت مجال تنسيق وتجهيز الحفلات والأفراح بالذات؟
في الحقيقة أنا خريج هندسة اتصالات ولكن مجال الديكور كان موهبة منذ صغري فكنت احب الديكور والزهور وكنت امارس هذه الهواية في كل مكان مع العائلة والمدرسة والكلية، ثم قدر الله ان أسلك طريق الفن والإبداع في مجال الأعراس وتنسيق الزهور الطبيعية.
- هل هناك إقبال من الناس على الاستعانة بمثل هذه المحال؟
هناك إقبال كبير خاصة في هذه الفترة والحمدلله.
- من يتجه إلى مشروع مثل هذا يجب أن يمتلك الكثير من الخبرة في هذا المجال لعدم الإضرار بالزبائن خاصة في ليلة العمر، ما تعليقك على ذلك؟
هذا المجال أسميه أمانة، لأن مصمم الأعراس يتكفل بتوفير الأشياء الجيدة والمناسبة بصدق وشفافية لأن ليلة العمر ليلة لا تتكرر عند العروس فكل ما تتمناه السعادة وسط العائلة، فإن ابدع المصمم وأرضى العروس وأهلها فقد أكمل الأمانة ولكن إن لم يوفر ما طلبوه ولم يتفق معهم فهنا اعتبرها خيانة للأمانة وهي مسألة صبر وعمل بضمير وليست مسألة مادية ابداً، فالعمل متعب وصعب ويتطلب من كل من سلك هذا المجال ان ينظر للمستقبل من نواح معنوية وليست مادياً منذ بداية مشروعه.
- مجال تنسيق الحفلات يحتاج إلى مهارات فكرية وإلى تصاميم فنية من أين تستهلم أفكارك؟
استلهم أفكاري في بعض الأوقات من الخبراء ومن الطبيعة او السفر
فأنا دائما أسعى لتعلم المزيد لتطوير مهاراتي فكلما حصلت على شيء ينفعني استخدمه.
- ما هي النصائح التي تقدمها للعروسين اللذين يرغبان في عمل ترتيبات حفل زفافهما بنفسيهما؟
أنصحهما بإن يلجأا إلى اختيار الأساسيات واعطائها الاهتمام ثم الكماليات والإكسسوارات والأمور الأخرى كما أنصحهما باختيار الشيء البسيط والراقي والبعد عن التكلف ويجب عليهما أيضا أن يخصصا ميزانية معينة للحفل بحيث لا
تتعدى طلباتهما تلك الميزانية حتى لا يلجأا إلى القروض والمشاكل المالية، فالزواج بركة وكلما عمل الشخص شيئا بسيطا وراقيا كلما زادت البركة.
- في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة أو الميزانية البسيطة للزوج. كيف يمكن للعروسين الحصول على تنسيق مميز لحفل زفافهما بتكاليف وميزانية أقل؟
هناك عدة خيارات مقدمة من قبلنا بأسعار مرضية، فنحن هدفنا إرضاء كل من يقدم على التعامل معنا، فهناك أسعار متوسطة لحفل متوسط وهناك أسعار مرتفعة في كل الخدمات للأعراس الملكية وإن شاء الله أسعارنا سوف تتلاءم مع الزبائن، فنحن نحاول -قدر المستطاع- أن نراعي كل من تمنت أن تحصل على خدماتنا في يوم زفافها.
- ما هي أبرز التصاميم التي قمت بها من اجل تنسيق وتجهيز إحدى الحفلات؟
التصاميم الفكتورية، وتصاميم الحدائق، وتصاميم الطبيعة، والتصاميم التقليدية والكثير من التصاميم المميزة.
- هل واجهت مواقف ظريفة في مجالك؟
كثيرا جدا بعضها جميلة وبعضها محزنة وبعضها مفرحة، فهناك مواقف أحزنتني مثل فراق زملائي وعمالي في المجال وهناك مواقف الحوادث وسط العمل وهناك مواقف مفرحة مثلا زواج إحدى عاملاتي.
- ما هي طموحاتك المستقبلية؟
أن أصل للعالمية بإذن الله وأن أقف وقفة مواطن مفتخر باسم بلدي
سلطنة عمان بالتحديد حيث إن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أمرنا نحن الشباب بالعمل ويفرحه أن يرانا نبحث عن الرزق الحلال بالعمل، ومهما كانت الصعاب التي نواجهها ما دمنا صبورين سوف نتخطى كل الصعاب بإذن الله، فدائما في الطريق مطبات تتطلب أن نستخدم عقولنا لتخطيها وألا نعتبرها فشلا فنحن نتعلم من اخطائنا.
- ما هي النصيحة التي توجهها للشباب العماني الراغب في دخول هذا المجال؟
أن يتحلوا بالصبر والعزيمة وألا يتعجلوا بالربح المادي، فقد قمت بافتتاح مشروعي منذ 2007 وكنت لا اصل للربح حتى 2014، وفي بعض الأوقات كنت أفكر في إغلاق المشروع لأنه يوجد به الكثير من التعقيدات فأنت ينبغي أن تدفع كثيرا لأشياء ليس لها عائد مادي كبير، إذن فيجب على المتوجه للمشروع أن يدرس الموضوع من كل النواحي، وأن يتحلى بالصبر والتعاطف مع الناس وتحمل كل ما يحدث وعدم الاستسلام لأن الله مع الصابرين، واتمنى التوفيق لكل من فكر في إقامة أي مشروع وانصحه بكلمة واحدة "لا تستسلم".
- ما الذي تتمناها أخيرا؟
اتمنى أن نحصل على الدعم من قبل الحكومة وتشجيع مشروعنا ليس مادياً ولكن عملياً فهناك تعقيدات كثيرة نشكو منها منذ فترة طويلة ولا نرى لها حلا بالتحديد في طلبات العمال فعملنا عبارة عن خدمة للمواطنين وعادة تكون لها ساعات معينة في العمل وكل ما نطلبه أن نحصل على عدد اكبر من العمال الذين يكونون تحت كفالتنا، فلا يمكننا أن نتطور أكثر وأن نخرج للعالمية إن كان ينقصنا العمال، كما أننا نود ان نسافر مع طاقم عماني وغير عماني للإبداع باسم عمان بدلاً من الاعتماد على الايدي العاملة التي تعمل في الخارج. إن حصلنا على هذا الطلب فقد يسهل علينا الكثير من الأمور.