سول-(يونهاب) - قال سعادة سفير سلطنة عمان في كوريا الجنوبية محمد الحارثي إن كوريا يمكن أن تكون أكثر تفضيلا بتذليل بعض العقبات كالعائق اللغوي ويمكن ذلك بتوفير الإرشادات باللغة العربية في الأسواق والمطاعم والمناطق السياحية والمستشفيات والفنادق وان الجهود المبذولة من قبل السفارة لتعريف الشعب الكوري بالسلطنة وجدت إقبالا ايجابيا من كلا الكوريين والمقيمين هنا.
وجاءت تعليقات السفير محمد هذه أثناء لقاء صحفي آجرته معه وكالة يونهاب للأنباء اليوم الاثنين في مقر السفارة بمناسبة حلول العام الجديد للاستماع إلى أبرز أنشطة السفارة خلال العام الماضي وخطة العمل للعام القادم، فيما يلي أهم ما جاء في اللقاء.
س: نود من سعادتكم تعريفنا بأهم أنشطة السفارة خلال العام الماضي؟.
ج: من منطلق دور السفارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية كوريا والسلطنة، تحرص السفارة على إقامة الأنشطة المختلفة التي تلعب دورا كبيرا في التقارب والتفاهم والتعارف وهي من شأنها أن تسهم إسهاما كبيرا في تعزيز العلاقات بين البلدين . ومن هذا المنطلق أطلقت السفارة منذ العام الماضي برنامج " مرحبا بكم في عمان " وهو عبارة عن سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والترويجية السياحية والاستثمارية طوال العام وأهمها على سبيل المثال لا الحصر:.
*الملتقى الشهري بالسفارة: نظمت السفارة عام 2015 عدد من الملتقيات في مقرها، حيث قام عدد من الطلبة والطالبات من عدد من المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والمجتمع المدني بزيارة السفارة، وتضمن البرنامج استقبال الحضور برائحة اللبان الزكية، وتقديم كلمة ترحيبية من السفير وعرض مرئي عن السلطنة ثم عرض بعض المقاطع الوثائقية عن السلطنة، والإطلاع على الهندسة المعمارية الفريدة للسفارة و المعروضات الثقافية والتراثية بمتحف السفارة وتناول القهوة والتمور والحلوى العمانية وتقديم المطويات السياحية والتعريفية عن السلطنة.
* المهرجان الثقافي ومعرض كتاب الأطفال الدولي بجزيرة نامي: شاركت السفارة في شهر أبريل الماضي 2015في مهرجان الثقافة والمعرض الدولي لكتب الأطفال في جزيرة نامي.
* المشاركة في المهرجانات الثقافية والفنية : شاركت السفارة في مهرجان الصداقة الدولي الذي تنظمه بلدية العاصمة سيئول،ومهرجان الأيام الثقافية للسفارات الذي تنظمه المؤسسة الدولية للتبادلات الثقافية والفنية والمهرجان الثقافي الذي ينظمه المركز الثقافي لحي إيتاوان وحي سونغ بوك في مدينة سيئول.
* المشاركة في معرض السياحة الدولي بالتعاون مع وزارة السياحة ومهرجان الثقافة العربي وتقديم المحاضرات التعريفية في الجامعات بإقامة معرض ملامح من عمان وتقديم المحاضرات التعريفية في الجامعات . ففي هذا العام تم تقديم محاضرة تعريفية عن السلطنة بعنوان " مرحبا بكم في عمان " في كل من جامعات بوسان و جانكوك وسن مون .
* معرض التسامح " رسالة الإسلام من عمان " بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: بالتنسيق والتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية نظمت السفارة معرض التسامح رسالة الإسلام من عمان في كل من المؤسسة الثقافية التابعة لوزارة الخارجية الكورية وفي متحف الثقافات المتعددة بالعاصمة سيئول وفي بوسان بالتعاون مع جامعة بوسان للدراسات الأجنبية. وتميز المعرض بشموليته كمعرض ديني وثقافي وفني متكامل تضمن عدة أركان ،فبجانب ركن لوحات التسامح أشتمل على ركن التراثيات ، ركن المخطوطات، ركن الخط العربي، ركن الصور، ركن الفنون التشكيلية بجانب ركن عرض الأفلام الوثائقية وتقديم المحاضرات في الجامعات.
* ملتقى الاستثمار الكوري- الخليجي: شاركت السفارة في ملتقى الاستثمار الكوري الشرق الأوسطي للسفارات المتعددة في كوريا الجنوبية والذي نظمته هيئة التجارة الكورية KITA حيث شاركت السفارة للعام الثالث على التوالي في الملتقى بتقديم عرض مرئي عن المشاريع والفرص الاستثمارية في السلطنة وتضمنت ملامح الاقتصاد في السلطنة والبنى التحتية والحوافز المشجعة .
س: لاحظنا الأنشطة الكبيرة التي تقوم بها السفارة العمانية خلال السنوات الماضية الأخيرة، فما هي خطة العمل للسفارة في العام الجديد في كوريا ؟.
ج: نأمل بمشيئة الله مواصلة الجهود لبرنامج : مرحبا بكم في عمان " للعام الثالث على التوالي والذي سوف يتضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية وسوف يتم التركيز على الترويج السياحي والاستثماري من خلال المشاركة في المعارض والملتقيات المتخصصة ، بجانب تنظيم ملتقيات خاصة في السفارة. كما نأمل أيضا في الاستمرار في البيت المفتوح ودعوة الطلبة والطالبات من المدارس والجامعات وكذا من المجتمع المدني لزيارة السفارة والتعرف على الهندسة المعمارية للسفارة والجوانب التراثية والثقافية والحضارية لسلطنة عمان بهدف التبادل الثقافي والتعريف بالمجتمع الكوري بالسلطنة.
س: بذلت السفارة جهودا كبيرا للترويج للسياحة في عمان لجذب السياح الكوريين ، فهل هناك نتائج ايجابية؟ .
ج: نعم، تبذل السفارة جهودا كبيرة للترويج السياحي ولمسنا نتائج ايجابية ورغبة العديد من الكوريين والأجانب المقيمين في كوريا للذهاب لسلطنة عمان كما لمسنا رغبة العديد من وكالات السفر والسياحة في تنظيم رحلات سياحية لسلطنة عمان. ونأمل أن يتحقق ذلك والذي سوف يسهم في زيادة عدد السياح في الأعوام المقبلة.
س: ما هي المناطق السياحية في السلطنة التي ترشحها للسياح الكوريين؟.
ج:تتميز سلطنة عمان بمناطق سياحية فريدة ومتميزة، ففيها التاريخ، والتراث والطبيعة الجيولوجية الفريدة وغيرها من التضاريس المتنوعة والعجيبة بجانب الشواطئ الجميلة والأسواق التقليدية. وتعتبر السياحة الجيولوجية من أهم المقومات الفريدة للسلطنة من جبال وسهول وكهوف وتخييم في رمال الصحراء وتأمل الطبيعة أثناء طلوع الشمس والغروب وسكون الليل ومشاهدة النجوم والكواكب . كما تعتبر السلطنة من أفضل أماكن الغوص ومشاهدة الدلافين والسلاحف. ولا شك أن هناك المنتجات الشاطئية الجميلة بكافة المرافق والخدمات السياحية وفي عمان يلمس السائح عبق التاريخ والتراث والضيافة العربية الأصيلة وندعو الكوريين والمقيمين لزيارة سلطنة عمان.
س: ما هي السمات التي أعجبتكم في الكوريين وما هي المواقف المحرجة التي واجهتكم أثناء التعامل مع الكوريين؟.
ج:عندما أسأل عن كوريا والكوريين دائما أصفهم بقول الشاعر أحمد شوقي : " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" هذا ينطبق على كوريا، فبالأخلاق تتقدم الأمم وترتقي وتستمر، فالجوانب الأخلاقية للكوريين جعلتهم يتقدمون ويرتقون ويستمروون في تقدمهم. فالجوانب الأخلاقية هنا تندرج في أمور كثيرة كحب العلم، والاحترام، العمل المخلص والكادح، أي الأمانة والإخلاص والإتقان في العمل، التماسك الأسري، الهوية الوطنية، الفخر والاعتزاز والانتماء للوطن والثقافة واللغة، وغيرها. هذا يعزز العمل الوطني والذي ساهم في التقدم والرقي لكوريا. بشكل عام أنا معجب بكوريا والكوريين، لما أراه في كوريا وما تحقق من تقدم وتطور صناعي ولا شك أن هذا لم يأتي من فراغ إلا بسواعد أبناء الوطن الذين كافحوا من أجل ذلك بالعلم والمعرفة والعمل الكادح والجاد والمتواصل والتفاني.
س: ما هي نصائحكم لكي تصبح كوريا مفضلة أكثر لدى العرب؟.
ج: حقيقة أصبحت كوريا من الوجهات المفضلة للعرب والمسلمين لما تتمتع به مقومات سياحية وعلاجية وتسوقية وخدمات شاملة وتقدير واحترام وتقبل للثقافات المختلفة. ويمكن أن تكون أكثر تفضيلا بتذليل بعض العقبات كالعائق اللغوي ويمكن ذلك بتوفير الإرشادات باللغة العربية في الأسواق والمطاعم والمناطق السياحية والمستشفيات والفنادق، إن عائق الأكل ويمكن معالجته بتوفير الأكل الحلال والمطاعم العربية المتنوعة بفئات متوسطة وعالية وفي أماكن مختلفة، وتوفير قاعات الصلاة في مختلف المناطق السياحية وهنا أقترح التنسيق مع المجمعات التجارية وبعض الفنادق والشقق الفندقية بتوفير قاعة أو غرفة للصلاة ومكان للوضوء يكون متاحا للرجال وللنساء، وبالنسبة للسكن أقترح زيادة أعداد الشقق الفندقية، لان السياح العرب يأتون في الغالب في شكل عائلات وأسر ويجدون راحة أكثر والوسع في الشقق الفندقية الفسيحة والواسعة والتي تتوفر بها وحولها الخدمات المتكاملة من تسوق، ومطاعم ، وترفيه، وأماكن للصلاة، الخ.
س:ظلت سلطنة عمان في منأى عن التأثيرات السلبية من حركة الربيع العربي، فما هو السبب في ذلك في اعتقادكم؟.
ج:كما تعلمون أن سلطنة عمان منذ بزوغ فجر النهضة في عام 1970 بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه - شهدت نهضة حديثة عمت كافة مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا وتعليميا وصحيا ومختلف البنى التحتية والخدمية، واهتمت بالتنمية البشرية والشاملة. وعمان بسياساتها الحكيمة وحكمة جلالة السلطان في معالجة الأمور بالتسامح والحوار جعلها بلدا مستقرا سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومجتمع متماسك كنسيج واحد يشهد له القاصي والداني من مختلف دول العالم, وبحمد الله تنعم البلاد بنعم وخيرات وفيرة وجلالته - حفظه الله- والحكومة الرشيدة تتلمس احتياجات الوطن والمواطن والعمل على تلبيتها من خدمات وتعليم وصحة وتحسين لمستوى المعيشة وسبل العيش الكريم وتحقيق السعادة والرفاه للمجتمع وإشراك المواطن في التنمية واتخاذ القرار - كل هذا جعل عمان آمنة مستقرة ولاقى الإشادة والإعجاب محليا وإقليميا ودوليا.