سالم الحبسي يكتب: تفاصيل المرحلة المفصلية للكرة العمانية..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٥/يونيو/٢٠٢٥ ١٩:٥٠ م
سالم الحبسي يكتب: تفاصيل المرحلة المفصلية للكرة العمانية..
سالم الحبسي

بالحبر السري..

🔹 اللقطة الأولى: وداعٌ يليق بالمسيرة

في لحظة مليئة بالمشاعر، غادر الشيخ سالم الوهيبي سدة رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم، بعد سنوات من العطاء والقيادة. ووسط التصفيق والاحترام، التقطت عدسات الكاميرا لحظة مؤثرة لزميلٍ يودّعه بقوة، يعانقه بحرارة وكأنها رسالة امتنان تختصر كل الكلمات.

🔹 اللقطة الثانية: استقبال البدايات الجديدة

وفي مشهد آخر من ذات اليوم، استقبل السيد سليمان البوسعيدي، الرئيس الجديد للاتحاد العماني لكرة القدم، تهاني زملائه بعد فوزه في الانتخابات. وكان أبرزها عناق حار من أحد داعميه، في لقطة رمزية تعكس التفاؤل والثقة بالمستقبل، إيذانًا بمرحلة جديدة للكرة العمانية.

تحوّل مفصلي في الكرة العمانية: الشيخ سالم يترجل… والبوسعيدي يبدأ المشوار بخطى واثقة

في يوم من أيام الكرة العمانية التي ستُحفظ في أرشيف الذاكرة الرياضية، شهدت قاعة انتخابات الاتحاد العماني لكرة القدم مشهدًا مزدوجًا جمع بين لحظة وداع مؤثرة ونقطة انطلاق تحمل الكثير من التطلعات والطموحات. فقد ودّع الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي منصبه كرئيس للاتحاد بعد (٩ سنوات ) حافلة بالتحديات والإنجازات، فيما استقبلت الأسرة الكروية العمانية السيد سليمان بن ناصر البوسعيدي رئيسًا جديدًا للاتحاد، بعد فوزه بثقة الجمعية العمومية في الانتخابات التي جرت وسط أجواء تنافسية مسؤولة.

وداع يليق بالتاريخ: مسيرة الشيخ سالم الوهيبي

تولّى الشيخ سالم الوهيبي رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم في عام 2016، وجاءت ولايته في مرحلة دقيقة تطلّبت قرارات جريئة، وإعادة هيكلة للمنظومة الفنية والإدارية. منذ البداية، كان واضحًا أن الرجل يملك رؤية تستند إلى الواقعية، مع محاولة إحداث توازن بين الطموح والإمكانات المتاحة.

خلال فترته، أحرز المنتخب العماني الأول لقب كأس الخليج 23 في الكويت عام 2018، في واحدة من أنجح اللحظات الكروية في العقد الأخير. كما شهدت الكرة العمانية تطورًا تدريجيًا على صعيد الفئات السنية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، لا سيما الملاعب والمراكز الفنية. وقد سعى الاتحاد في عهده إلى تعزيز الاستقلال المالي وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، مع توسيع الشراكات مع القطاع الخاص ؛ ونجح الوهيبي في اعادة المنتخب إلى الواجهة .. واعادة العلاقات القارية والدولية في وقت قياسي لم يتعدى ( ٧ أيام)..!!

لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. فقد واجه الوهيبي انتقادات في ملفات عدة، منها أداء المنتخبات في تصفيات كأس العالم، والجدل حول تنظيم المسابقات المحلية، فضلاً عن بعض التحديات الإدارية المتعلقة بالشفافية والتواصل الإعلامي.

وفي مشهد الوداع، التقطت الكاميرات لحظة عناق حار بين الوهيبي وأحد زملائه، مشهدًا لخص الاحترام الذي يكنه كثيرون للرجل رغم التباينات والاختلافات، وترك انطباعًا صادقًا عن نهاية مرحلة بدأت بطموح وانتهت بتقدير.

بداية جديدة: السيد سليمان البوسعيدي ومرحلة الطموح المحسوب

أما الوجه الجديد في قيادة الاتحاد، السيد سليمان البوسعيدي، فقد دخل المشهد بقوة، مدعومًا بتحالفات واضحة وخطة تستند إلى “التطوير المؤسسي والاستثمار في الكفاءات الفنية والإدارية”. ويُعرف البوسعيدي، الذي شغل سابقًا مناصب رياضية متعددة، برؤيته الإدارية الحديثة وسعيه إلى بناء منظومة أكثر استقرارًا وشفافية، ومن أولويات ملفاته ( المنتخب الوطني والطريق إلى كأس العالم)

وفي لحظة استقباله، عبّرت صورة العناق الحار بينه وبين أحد داعميه عن حجم الثقة التي وضعها كثيرون في قدرته على إعادة الزخم للكرة العمانية. وقد وعد في خطابه الأول بعد الفوز بأن تكون الأولوية في فترته “لبناء منتخبات تنافسية، وتطوير دوري محلي أكثر احترافية، وإعادة صياغة علاقة الاتحاد بالأندية بما يحقق الشراكة الحقيقية لا التبعية”.

وإذا كان من المبكر الحكم على ما ستقدمه الإدارة الجديدة، فإن المؤشرات الأولى تدعو للتفاؤل، خاصة مع تعهده بإشراك اللاعبين السابقين في صنع القرار، وتدشين لجان فنية مستقلة، إلى جانب تركيزه على التسويق الرياضي كمورد حيوي للنهوض بالمنظومة.

تحديات المرحلة القادمة

يتعين على البوسعيدي وفريقه التعامل مع مجموعة من الملفات العاجلة: تأهيل المنتخبات الوطنية للمشاركات العالمية والإقليمية القادمة، إعادة النظر في شكل الدوري وهيكلته، واستمرارية العلاقة بين الاتحاد والأندية التي كثيرًا ما طالبت بزيادة الدعم الفني واللوجستي.

كما يتوقع الشارع الرياضي خطة واضحة للاستثمار في الفئات السنية، وتحقيق نتائج ملموسة في برامج إعداد المدربين والحكام، وتعزيز الوجود الإعلامي للاتحاد بطريقة تعكس احترافية المرحلة.

الختام

تداول القيادة في المؤسسات الرياضية، إن جرى بسلاسة واحترام كما شهدناه، لا يمثل مجرد انتقال إداري، بل هو علامة نضج وتطور في البنية الرياضية الوطنية. وبين وداع الوهيبي واستقبال البوسعيدي، كتبت الكرة العمانية فصلًا جديدًا من فصولها، تُعقد فيه الآمال على المستقبل، دون أن يُنسى فيه الماضي بكل ما فيه من تجارب ودروس.