"الشبيبة" ترصد تقييم خبراء وكتاب لخمس سنوات مابعد الغضب الربيع العربي ...سنوات عجاف وحصاد مر

الحدث الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
"الشبيبة" ترصد تقييم  خبراء وكتاب لخمس سنوات مابعد الغضب
الربيع العربي ...سنوات عجاف وحصاد مر

مسقط – محمد البيباني

السابع عشر من ديسمبر 2010.... مشهد لم يكن احد يتصور ان يكون مقدمة لاكبر زلزال سياسي يضرب المنطقة العربية في تاريخها القديم والحديث .... بائع الفاكهة التونسي يضرم النار في نفسه بعد أن صادرت السلطات بضاعته وضربته.
محمد بو عزيزي كان كلمة السر التي أطاحت خلال أسبوعين بالاستبداد الفاسد في تونس ونشرت عدوى المظاهرات في مصر وليبيا واليمن وسوريا .

الرابع عشر من يناير 2011 .. المشهد الثاني والذي لايقل اهمية عن سابقه حين نجحت الثورة التونسية على اجبار زين العابدين بن علي الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة على مغادرة البلاد بشكل مفاجئ إلى السعودية .
ربما لو لم يجتمع المشهدان معا لسارت الامور في اتجاه اخر ولما اعقبت الثورة التونسية بثورة غضب عارمة في مصر ما لبثت ان امتدت الى باقي دول الربيع العربي ، وربما لو سارت الامور في اتجاه حقق اهداف هذه الثورات لتأججت في العديد من دول المنطقة ولكن عثرات مابعد التنحي مثلت رسالة للجميع " توقفوا فالقادم الجديد ليس دائما جيدا "
شعارات واحدة تقريبا صرخت بها حناجر غاضبة تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ... خمس سنوات كاملة مرت ولم تجد تلك هذه الشعوب الغاضبة عيشا ولاحرية بل زاد اختلال ميزان العدالة الاجتماعية اكثر مما كان ..
خمس سنوات كاملة من عدم الاستقرار السياسي والانفلات الامني وتراجع الاقتصاد وازدياد شوكة الارهاب لم يدفع ثمنه الا الشعوب التي خرجت طلبا للحرية والعدالة والكرامة ...
ربما هذا ما دفع الكثيرون خطوات الى الخلف ليس تعاطفا مع الانظمة التي اسقطتها الانتفاضات ولكن خوفا من مستقبل غامض ومصير مجهول تواجهه بعض الدول كسوريا واليمن وليبيا ...
وليس ادل على ذلك من تاكيد الشرطية التونسية التي صفعت محمد البوعزيزي واشعلت شرارة الثورة على ندمها على فعلتها حيث قالت فادية حمدي في مدينة سيدي بوزيد التونسية:"أحيانًا أتمنى لو لم أفعل ما قمت به حيث بدأت مع الصفعة سيل الدماء الذي تسببت به".
وأضافت في مقابلة مع صحيفة "تليجراف" :"أشعر بأنني المسؤولة عن كل شيء، وألوم نفسي فأنا التي صنعت هذا التاريخ، لأنني أنا التي كنت هناك، وما فعلته هو السبب في هذا الحال..

تكلفة مرعبة
ارقام مرعبة تضمنها تقرير «تكلفة الربيع العربي» الذي أصدره المنتدى الاستراتيجي العربي حول نزيف وخسائر الاقتصاد العربي خلال خمس سنوات هي كل عمر هذا الربيع حيث اشار التقرير الى ان التكلفة بلغت 833.7 مليار دولارشاملةً تكلفة إعادة البناء وخسائر الناتج المحلي والسياحة وتكلفة اللاجئين وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات.
وتناول التقرير بالأرقام نتائج هذه التداعيات وانعكاساتها السلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
لم تاتي هذه الارقام اعتباطا بل انها استندت إلى تحليل المعلومات الواردة في تقارير عالمية صادرة عن البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والأمم المتحدة (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمركز التجاري العالمي التابع لمنظمة التجارة العالمية.
محمد عبدالله القرقاوي رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي علق على الارقام قائلا " سواء اتفقنا مع الربيع العربي أو اختلفنا معه كشعوب عربية، لكن من المهم النظر للربيع العربي في سياق حضاري وتاريخي أدى إلى تراجع تنموي حاد في المنطقة، وتسبب في ضياع فرص اقتصادية وتنموية هائلة خلال السنوات السابقة، ودمر بنى تحتية استثمرت فيها الشعوب عقوداً وقروناً طويلة لبنائها.
وكشف التقرير حجم التكلفة الكبيرة التي تكبدها العالم العربي نتيجة لأحداث الربيع العربي من خلال تغطية عدة محاور هي: الناتج المحلي الإجمالي، والقطاع السياحي، والعمالة، وأسواق الأوراق المالية، والاستثمار الأجنبي المباشر، واللاجئون، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
وأشار التقرير إلى أن التكلفة التي تكبدها العالم العربي بفعل الربيع العربي بين العام 2010 و 2014 وصلت إلى حوالي 833.7 مليار دولار أمريكي، بالإضافة إلى 1.34 مليون قتيل وجريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية. وبلغ حجم الضرر في البنية التحتية ما يعادل 461 مليار دولار عدا ما لحق من أضرار وتدمير للمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن. وبلغت الخسارة التراكمية الناجمة عن الناتج المحلي الإجمالي الذي كان بالإمكان تحقيقه، 289 مليار دولار عند احتساب تقديرات نمو الناتج الإجمالي المحلي نسبةً إلى سعر صرف العملات المحلية.
كما بلغت خسائر أسواق الأسهم والاستثمارات أكثر من 35 مليار دولار حيث خسرت الأسواق المالية 18.3 مليار دولار وتقلص الاستثمار الأجنبي المباشر بمعدل 16.7 مليار دولار.
ومن اللافت أن التغير في اقتصادات دول الربيع العربي يختلف عن التغير الذي سجل في المنطقتين الجغرافيتين اللتين تنتمي إليهما هذه الدول، أي شمال إفريقيا وغرب آسيا. وبيّن التقرير أن عدم استقرار المنطقة والعمليات الإرهابية تسبب في تراجع تدفق السياح بحدود 103.4 مليون سائح عما كان متوقعاً بين 2010 و2014. وتسبب الربيع العربي بتشريد أكثر من 14.389 مليون لاجئ. أما تكلفة اللاجئين فبلغت 48.7 مليار دولار.

الاحباط سيد الموقف
"الشرق الأوسط اليوم ما يزال أقل استقرارًا وأقل تفاؤلًا ممَّا كان قبل الربيع العربي" كان هذا العنوان العريض لرؤية صحيفة وول ستريت جورنال بعد خمس سنوات من اندلاع الثورات العربية .
وترى الصحيفة ان كل دول الربيع العربي تعيسة على نحوٍ مختلف، تونس محل ميلاد الربيع العربي اصبحت أكبر مُصدِّر للمقاتلين لداعش في العالم والأمور أسوأ كثيرًا في اليمن وليبيا، اللتين لم تعودا دولتين موحدتين .
اما صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية التي خصصت صفحتها "الأولى" لذكرى الربيع العربي معنونة : "بعد خمس سنوات من كارثة ثورات الربيع العربي" مشيرة إلى أن تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن غالبا ما تلاشت فيها أحلام الديمقراطية التي حملتها ثورات شعبية. وساد العنف فيها مخلّفا تأثيرات تشكل خطرا حتى على أوروبا.
وقالت اليومية الفرنسية إن سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 من يناير 2011، أطلق في العالم العربي رياح الثورة والأمل... ولكن بعد خمس سنوات حلّت الفوضى محل أحلام الديمقراطية في معظم بلدان الربيع العربي، ففي سوريا- تضيف "لوفيغارو" – تحولت الاحتجاجات السلمية إلى حرب شاملة خلفت 250 ألف قتيل وزُرع فيها سرطان داعش الإرهابي .
وعن حال دول الربيع العربي الأخرى تقول الصحيفة: اليمن أيضا في حالة حرب، ومصر عاد الجيش للسلطة أما تونس ولو انها استطاعت عبور المرحلة الانتقالية ببعض النجاحات، إلا أن خطر الإرهاب يتهددها.
وفي تعليق لجورج مالبرينو المتخصص في قضايا العالم العربي، تخلُص "لوفيغارو" إلى أن شعوب بلدان الربيع العربي، ومن دون أن تتخلى عن حلم حياة أفضل أصبحت تطمح خاصة إلى الاستقرار على حساب مزيد من الحرية.

الإذاعة الألمانية دخلت على الخط بمحاورة الباحثة الألمانية موريل أسيبورغ ، لتضع يدها على أسباب فشل ثورات الربيع العربى وركزت بوجه التحديد على الثورة المصرية .
والتي اكدت ان نظام مبارك لم ينهار أبدا في مصر. فما حدث هو الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ومحيطه، وحزبه. ولكن أهم أركان النظام ظلت مستمرة ، وهى الدولة العميقة ورات الباحثة ان الدولة العميقة نجت فى مصر ويمكن العثور على أتباعها أيضا داخل إدارة الأمن الداخلي، والسلطة القضائية.
واضافت ان أوضاع الكثير من الناس ازدادت سوءاً. لكن في نفس الوقت، فالأسباب التي دفعت قبل خمس سنوات الناس للخروج إلى الشارع باقية.
وفي صحيفة الجارديان اعربت الكاتبة المصرية أهداف سويف عن عدم أملها بنجاح الثورة ومعتبرة أن الوضع أصبح مستحيلاً لنجاح الثورة المصرية .
وقالت سويف ،في مقال لها بالصحيفة البريطانية إن النظام الحاكم يحاول أن يحوز كل شيء، فهو ينسب نفسه إلى "ثورة 25 يناير المجيدة"، كما أنهم يتغنون بحمد "شباب مصر"، ولكنهم يشنون حربهم ضد كل شخص كانت له علاقةٌ بالثورة.
وأصبح كل ما تريده سويف في ذكرى الثورة الخامسة هو أن تنقضي دون مزيد من قتل أو اعتقال أو اختفاء الشباب؛ وأن يبقى النيل والشمس في مكانهما يوم 26 من يناير.

لم يحن وقت التقييم بعد
الباحثة البريطانية التونسية الاصل والتي عملت في مجلس اللوردات البريطاني والأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي انتصار خريجي ترى ان موضوع نجاح الثورات العربية في إقامة حكومة أكثر خضوعًا للمساءلة وأكثر تمثيلًا للشعب لا يمكن إثباته إلا من خلال تكشف نتائج الثورات؛ فالثورة الأمريكية لعام 1776 والتي يعود لها الفضل بإنشاء نظام ديمقراطي، لم تستطع أن تعطي حق التصويت لأكثر من نصف السكان، من النساء والعبيد، إلا بعد أكثر من 100 عام على اندلاعها، كما أن الثورة الفرنسية التي تمخضت عن نظام ديمقراطي جديد ومفاهيم جديدة في التاريخ، أفسحت المجال أيضًا أمام نشوب الحرب الأهلية، أحكام إعدام المقصلة، وفاة أكثر من مليون رجل وامرأة فرنسية
ومن هذا المنطلق – كما ترى خريجي - الثورات العربية ليست استثناءًا من تاريخ الثورات، التي تنطوي جميعها على صراعات على السلطة بين الثوار والمناهضين للثورة .
وتضيف خريجي ان الثورات لا تحمل نهايات تعريفية واضحة، ولا "مؤشرات" قابلة للتقييم البسيط، أو "معايير" لمقارنة التقدم، إنها عمليات فريدة لتغيير الهياكل السياسية والإدارية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما يميزها عن الانقلابات، التي تعد مجرد استبدال لمجموعة من الأفراد الحاكمة بمجموعة أخرى، وهذه التحولات ليس لها جدول زمني محدد مسبقًا، وفي الوقت الحالي، تحمل الحالة التونسية بذور التفاؤل .
اما الكاتبة التونسية وخبيرة شؤون الشرق الأوسط و ابنة رئيس حركة النهضة الإسلامية سمية الغنوشي
فترى إن مشروع التغيير المجهض والمحاصر في العالم العربي لم تنته قصته تماما كما يحلو للكثيرين أن يتوهموا.
فالعالم العربي يعيش مخاض تحول كبير بطابع درامي ومأساوي بفعل تضارب الاستراتيجيات الكبرى وثقل التدخلات الخارجية والتجاذبات الإقليمية وتنازع مراكز النفوذ والمصالح، وقد تمضي سَنَوات طويلة قبل أن يستعيد توازنه المفقود على ضوء المعطيات الجديدة.
هذا الأمر يجعل العالم العربي منفتحا على إمكانيتين تراهما الغنوشي : إما عقد تسوية تاريخية حقيقية تحقن الدماء والتضحيات وتراعي مصالح مختلف عناصر الصراع، ومثل هذا الخيار يتطلب قدرا من العقلانية وإرادة المساومة والتسوية بين مختلف هذه المكونات، وهو أمر صعب المنال في أغلب البلاد العربية التي تمر بأزمات اليوم، أو أن يستمر الصراع مفتوحا حتى يُستنزَف أحد أطرافه وتُكسَر شوكته. من ثم تتمكن من إعادة تشكيل الواقع وفق موازين القوى الجديدة، وهذا يعني فيما يعنيه استمرارَ الحرب المفتوحة إلى أمد بعيد.
الا ان الأكيد من وجهة نظرها هو أن المعادلة الراهنة لا تسمح للقوى القديمة بالعودة إلى ما كانت عليه، كما لا تتيح للقوى التي تعاندها وتتربص بها التقدم وإعادة تشكيل المشهد وفق رغباتها.
اما رئيس تحرير قناة الجزيرة سابقا أحمد الشيخ فيرى ان ثورات الربيع العربي ما تزال حية, بعد خمس سنوات من أول هتاف دوى في الميادين بسقوط أنظمة تأبدت وطالت سكناها على الكراسي, وفتك فسادها بالأمة أيما فتك.
وأما الحديث عن النجاح, فتلك مرحلة متأخرة لا يمكن الخوض فيها ما لم يكتمل الفعل الثوري ويتبوأ السلطة, ويضع حدا للنظام العميق المتحكم بمفاصل الحياة وبآليات التطور في مجتمعات بلدان الربيع العربي.
ولكن لماذا لم تفرز تلك الثورات حتى الآن قيادات سياسية وثورية وشعبية تستلهم وتلهم وتقود ولو على المستوى القُطري
ويرى الشيخ ان الازمة كانت في أن ثورات الربيع العربي لم تفرز حتى الآن نماذج قيادية جديدة فكرا وثقافة وتجربة

التاريخ لن يعيد نفسه
قراءة معطيات الشهر الجاري تؤكد ان تاريخ الربيع العربي لن يعيد نفسه من جديد وان سيناريو عدوى الثورات لن يتكرر ، فرغم تكرار مشهد الاضطرابات في تونس خالل الايام الفائتة ودعوات الاخوان للتظاهر في العيد الخامس للثورة المصرية الا انه يبدو ان شعوب الربيع العربي لم يعد لديها استعدادا للتجاوب مع التحريض على العمل الثوري كما في السابق .
فبعد مرور خمس سنوات اعيد انتاج المشهد التونسي مع اختلاف مسرح الاحداث الذي اشتعل من ‏مدينة "القصرين" التي كانت شاهدة على انتحار "رضا اليحياوي"، الشاب التونسي الذي استكمل مسيرة "البو ‏عزيزي"، بانتحاره اعتراضًا على سوء الأوضاع الاقتصادية، وزيادة نسبة البطالة.‏
الشاب التونسي قام بالصعود على عمود كهربائي في حي الزهور بمدينة القصرين التونسية، وألقى نفسه ‏منتحرًا مودعًا الحياة برمتها، تاركًا خلفه موجة عاتية من الاحتجاجات، اشعلها هو بانتحاره واستكملها ‏الشباب التونسي العاطل، تنديدا بانتحار "اليحياوي" واعتراضًا على أوضاعهم الاجتماعية السيئة.‏
جاء انتحار "رضا" احتجاجًا على عدم انتدابه هو وعشرة معتصمين آخرين لم تدرج أسماؤهم فى قائمة ‏المنتدبين، بعد أن اعتصموا فى مقر الولاية، وعقب تشييع جثمانه، انطلقت التظاهرات والاحتجاجات، ‏وقام مجموعة من الشباب التونسي برشق عددًا من المقرات الأمنية بالحجارة، واشعال النيران بالإطارات ‏المطاطية.‏
وعلى إثر ذلك، قامت قوات الأمن بالتعامل السريع مع هذه الاحتجاجات، عن طريق إطلاق قنابل الغاز ‏المسيل للدموع لتفريق المحتجين، كما أعلنت وزارة الداخلية التونسية، فرض حظر التجوال بالمدينة بداية ‏من السادسة مساءً إلى الخامسة صباحًا.‏
وانتشرت الوحدات الأمنية والعسكرية لحماية المنشآت العامة، وقامت وحدات الجيش بتأمين المؤسسات ‏الحكومية، بعدما أغلق المحتجون الطريق الرئيسي، وهدد عدد كبير منهم بالانتحار جماعيًا، حال عدم ‏الاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة فى إيجاد وظائف لهم.
جاءت أزمة انتحار ‏"رضا اليحياوي" تحمل رائحة ثورة ‏تونسية من جديد وسط مخاوف من ان تشعل الغضب في القاهرة التي كانت تتهيا لذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير
الا انه رغم التصاعد السريع للاضطرابات في تونس حيث شهدت مدنا عديدة احتجاجات الا انه سرعان ما تمت السيطرة على الاوضاع نتيجة عدم وجود غطاء شعبي واسع لتلك الاتجاجات مما جعل احتوائها امرا مقدورا عليه .
وفي القاهرة لم تشهد الذكرى الخامسة للثورة المصرية احداث عنف باستثناء تظاهرات محدودة للغاية ولم تكن الاجراءات الامنية التي اتخذتها مصر سببا في مرور اليوم دون عنف بقدر ما كان الموقف الشعبي الرافض للتظاهر السبب الحقيقي في تخييم الهدوء على ميادين القاهرة .
وهو الامر الذي دفع حركة شباب 6 أبريل المحرك الرئيسي لتظاهرات العام 2011 الى اعلانها أنها لن تشارك في أية تظاهرات . ورغم تذرعها بالاجراءات الامنية الا ان الحقيقة ان عدم مشاركتها كان نابعا من فقدان الظهير الشعبي الذي يجعل الخروج امنا قبل ان يكون مؤثرا .