ربما هو المؤتمر أو الملتقى الأول من نوعه الذي يقام في رحاب مملكة البحرين في بداية شهر فبراير المقبل ويتناول موضوعاً هو في غاية الأهمية أو للدقة نادراً ما يحصل على الاهتمام اللازم من صناع القرار وأصحاب المال والأعمال . الملتقى الذي أعنيه هو الملتقى التعلمي الثالث لاقتصاد الإلهام ) الذي ستستضيفه البحرين من الأول إلى الخامس من شهر فبراير تحت شعار "صناعة الإلهام في الأوقات الصعبة",
وابتداء فإن اقتصاد الإلهام هو مصطلح جديد بدأ يغزو العالم ويستقطب أصنافاً وفئات عديدة صارت تسعى لصناعة الإلهام من خلال الإبداع والابتكار وطرق التفكير الحديثة بحيث أصبح لهذا الاقتصاد اليوم خبراء ومستشارين سيلتقي مايزيد على الـ (40) في هذا الملتقى وهم من دول عدة منها : السعودية ومصر والكويت ولبنان وماليزيا والهند وفلسطين والولايات المتحدة وفلسطين وكرواتيا والبوسنة وسلوفينيا، سينتظمون جميعاً في خمس ورش عملية تتعلق بتعريف الإلهام ومصادره ونماذج من مبادراته على مستوى العالم وكيفية التعايش والتكيف مع المتغيرات والظروف الصعبة .
سيشهد هذا الملتقى الهام أيضاً تدشين كتاب ( اقتصاد الإلهام ) من تأليف الخبير البحريني الدكتور محمد جاسم بوحجي مدير مركز البحرين للتميز سابقا، والمحاضر بجامعة البحرين حاليا، وراجعه البروفيسور توماس بريشان . الكتاب سيكون إضافة علمية متميزة في مجاله فضلاً عن أنه سيمثل موسوعة مرجعية تؤصل للإلهام وتعتبره منهجا للتعلم وثقافة مجتمعية يُتوقع لها المزيد من الانتشار في ظل الطفرات العلمية والتقنية اللامتناهية . خاصة أن مؤلفه الدكتور بوحجي هو من أوائل الذين كتبوا في اقتصاد الإلهام ونظّر له وأصدر المجلّة العلمية العالمية المحكمة من خلال جامعة البحرين باسم مجلة اقتصاد الإلهام .
أتوقع أن هذا الملتقى الفريد من نوعه فرصة يستحقها المكان والزمان ؛ أما المكان فإن منطقتنا عموماً تمتلك من الطاقات والكفاءات البشرية ما يمكن أن يكونوا روّاداً في صناعة الإلهام وبناء اقتصاديات قويّة قائمة على هذه الثقافة الجديدة . وأما الزمان فإن ما تمر به المنطقة من أزمة اقتصادية خانقة باتت مصدر قلق من تأثيراتها وتداعياتها على مناحي معيشية وتنموية كثيرة أصبح من المفيد – ربما – البحث لها عن حلول خارج النطاق التقليدي ومعالجات لتحدياتها تتعلق بابتكارات قد نجدها في اقتصاد الإلهام .
سانحة :
"من دون الإلهام تبقى أفضل الطاقات الذهنية معطلة ، هذه الطاقات هي وقود يحتاج فقط إلى شرارة لإشعاله ". يوهان غوتفريد هيردر