عواصم – ش
لاشك ان جائزة نوبل للسلام تكتسب طبيعة خاصة تنبع في الاساس من نوعية الشخصيات التي تحوزها وجهودهم الانسانية التي قد تنعكس على طبيعة تصرفهم في قيمة الجائزة حيث تكرر تبرع حائزيها بقيمتها مواصلة لجهودهم الانسانية وسار الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس اخر الفائزين بالجائزة على الدرب نفسه حينما أعلن أنه يعتزم التبرع بالمبلغ المالى المقدم مع جائزة نوبل للسلام التى فاز بها الأسبوع الماضى إلى ضحايا الحرب الأهلية فى بلاده.
ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) امس الاثنين عن سانتوس قوله أن "جائزة نوبل للسلام التى تصل قيمتها المالية إلى قرابة مليون دولار تتعلق بالكولومبيين خاصة أولئك الذين عانوا فى الحرب".
كانت "كاسى كولمان فايف" رئيسة اللجنة المانحة لجائزة نوبل قررت منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الكولومبى لجهوده الحثيثة لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة فى بلاده منذ أكثر من 50 عاما.
وقد أدى الصراع فى كولومبيا إلى مقتل 260 ألف شخص وإلى تشريد أكثر من ستة ملايين آخرين.
كرمان على الخطى
في العاشر من اكتوبر عام 2011 أعلنت الثائرة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام 2011، توكل كرمان، تبرعها بالجائزة المالية التي تسلمتها من لجنة جائزة نوبل إلى أبناء الشعب اليمني. ونقل موقع «مأرب برس» اليمني عن كرمان القول في كلمة لها خلال مهرجان احتفالي بساحة التغيير بمناسبة فوزها بالجائزة إنها ستضع كامل المبلغ المالي الذي ستحصل عليه من جائزة نوبل في الخزينة العامة للدولة، بعد رحيل الرئيس علي عبدالله صالح ونظام حكمه.
وأضافت كرمان أن جائزة نوبل التي فازت بها منحت للشعب اليمني، وأن قيمتها ستكون لأبناء الشعب اليمني، وقالت إن جائزة نوبل ستكون أول الأموال التي ستورد إلى الخزينة العامة للدولة تمهيداً لاستعادة جميع الأموال التي نهبت من قبل نظام صالح.
وتعهدت كرمان بملاحقة صالح ونظامه قضائياً لاســتعــادة جميع الأموال المنهوبة وإعادتها إلى خزينة الدولة ليتم تسخيرها لمصلحة أبناء الشعب اليمني.
من جانبه أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمبادرة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل لسنة 2011 توكل عبد السلام كرمان للتبرع بقيمة هذه الجائزة البالغة نحو 500 ألف دولار لفائدة أعمال الخير.
وأكد الرئيس هادي، خلال استقباله توكل كرمان ورئيسة "صندوق رعاية أسر وجرحى شهداء الثورة الشبابية" المستفيد من التبرع، وفريق من الباحثين الشباب، على نبل "هذه المبادرة الإنسانية التي تعكس الوفاء الديني والأخلاقي للثورة الشبابية والتغيير اليمن".
وشدد، في هذا السياق، على أهمية "إخراج اليمن من الأزمة والظروف الصعبة وإنجاح الحوار وما سينبثق عنه من دستور والاستفتاء عليه من أجل إجراء الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية لضمان مستقبل مشرق وأفضل لليمن".
من جانبها، أكدت توكل كرمان أن ما قامت به "هو استحقاق ووفاء للشباب من جرحى الثورة الذين قدموا التضحيات بسخاء من أجل التغيير وبناء المستقبل الجديد القائم على الحرية والعدالة المساواة والحكم الرشيد".
وتوكل كرمان، المزدادة في 7 فبراير 1979، كاتبة صحافية يمنية، وهي رئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود" وناشطة حقوقية، لعبت دورا كبيرا في قيادة ما يعرف في اليمن بÜ"الثورة الشبابية" سنة 2011.
أوباما ولأعمال الخيرية
في مارس 2011 أعلن البيت الأبيض أمس الأول أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تبرع بقيمة الجائزة المالية التي فاز بها مع جائزة نوبل للسلام وتقدر بـ 1,4 مليون دولار للأعمال الخيرية.
وقسم أوباما قيمة الجائزة بين عشر مؤسسات خيرية فازت منها مؤسسة “فيشر هاوس”، وهي مؤسسة لا تسعى إلى الربح توفر مساكن لأسر المرضى الذين يتم علاجهم في المستشفيات العسكرية، بنصيب الأسد حيث نالت ربع مليون دولار. كما خصص مبلغ 200 ألف دولار لصندوق إغاثة هايتي الذي أسسه الرئيسان الأميركيان السابقان بيل كلينتون وجورج دبليو بوش.
وكانت اللجنة المانحة لجائزة نوبل، منحت الرئيس الأميركي الجائزة لنجاحه في تغيير لهجة الخطاب الأميركي. لكن فوزه بالجائزة أثار تساؤلات الكثير من النقاد لاختياره لنيل الجائزة بعد أقل من عام على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.
ملالا تتبرع لغزة
في اكتوبر 2014 أعلنت ملالا يوسف زاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام تبرعها ب 50 ألف دولار لإعادة بناء مدرسة تابعة للأونروا تضررت خلال القتال الأخير في غزة.
وأشارت ملالا إلى أن أعمار أكثر من نصف سكان غزة تقل عن 18 عاما، وقالت إنهم يريدون ويستحقون التعليم الجيد والأمل والفرص الحقيقية لبناء المستقبل.
وجاء هذا الإعلان من ستوكهولم حيث تلقت يوسف زاي جائزة أطفال العالم المرموقة. ويمثل هذا التبرع القيمة الكاملة للجائزة من أجل مساعدة الطلاب والمدارس في غزة.
وقالت ملالا "إنني أقدم هذه الأموال إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتي تقوم بعمل بطولي لخدمة الأطفال في غزة تحت ظروف "صعبة للغاية.
وأشارت ملالا إلى أن هذا التمويل سيساعد أيضا في إعادة بناء 65 مدرسة قد تضررت خلال النزاع الأخير.
وأكدت على أنه بدون التعليم لن يكون هناك سلام، وحثت الجميع على ضمان حصول الفتيان والفتيات الفلسطينين وجميع الأطفال في كل مكان على تعليم جيد في بيئة آمنة.
وشكر المفوض العام للأونروا، بيير كراينبول ملالا يوسف زاي على هذا التبرع وقال، إن هذا الدعم سيرفع من الروح المعنوية لحوالي ربع مليون طالب في مدارس الأونروا في غزة ومعنويات أكثر من تسعة آلاف شخص من أعضاء هيئة التدريس التابعة للوكالة.
الاتحاد الأوروبى والأطفال متضررى الحروب
في ديسمبر 2012 تبرع الاتحاد الأوروبى بقيمة جائزة نوبل للسلام 2012 التى حصل عليها، إضافة إلى مليون يورو أخرى إلى آلاف الأطفال المتضررين من الحرب فى سوريا وكولومبيا والكونغو وباكستان.
وقال رئيس الاتحاد هيرمان فان رومبوى "فى النزاعات غالبا ما يكون الأطفال هم الأكثر ضعفا .. ولذلك فإنه من الصواب أن تذهب هذه الجائزة إلى الصغار من ضحايا النزاعات المسلحة".
وكان فان رومبوى تسلم الجائزة وقيمتها 930 الف يورو (1,2 مليون دولار) فى اوسلو قبل اسبوع برفقة رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس البرلمان الاوروبى مارتن شولتز.
وقال الاتحاد انه سيضيف الى هذا المبلغ تبرعا بقيمة مليون يورو الى الاطفال المتضررين من النزاعات.
وتم توزيع الاموال على اربعة مشاريع لمساعدة 23 الف طفل من بينهم نحو 4000 طفل سورى فى المخيمات على الحدود بين العراق وسوريا، واكثر من 5000 طفل كولومبى معظمهم لاجئون فى الإكوادور.
كما شملت تلك المساعدات 11 الف طفل كونغولى مشردين فى جمهورية الكونغو الديموقراطية الشرقية ولاجئين فى اثيوبيا، و3000 طفل باكستانى متضرر من النزاع فى شمال البلاد.
وتولى الاتحاد الاوروبى بالتعاون مع صندوق رعاية الطفولة الدولى (يونيسف) تنفيذ المشروع فى باكستان، بينما ستعمل منظمة "انقذوا الأطفال" و"مجلس اللاجئين النروجي" على مساعدة الاطفال فى الكونغو واثيوبيا، فيما ستقوم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بتنفيذ المساعدات فى كولومبيا والاكوادور، بينما ستعمل منظمة وكالة المساعدة فى التعاون الفنى والتنمية "اكتيد" الفرنسية فى مخيم دوميز للاجئين فى شمال العراق لمساعدة الأطفال السوريين.
وحصل الاتحاد الاوروبى على جائزة نوبل للسلام لمساهمته فى تحويل قارة كانت تشهد حربا الى قارة يعمها السلام خلال 60 عاما تلت الحرب العالمية الثانية.