إيان جونستون
ترجمة: أحمد بدوي
يبدو أن أول إنسان أصيب بالبرد قد التقط العدوى من الإبل وفقا لبحث جديد. وهو ما يعني أن نزلات البرد جاءت من نفس الحيوان الذي جاءت منه متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة باسم انفلونزا الإبل MERS. وكان باحثون في مستشفى جامعة بون في ألمانيا يجرون دراسة على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية عندما توصلوا الى تلك النتائج غير المتوقعة.
وقال البروفيسور كريستيان دروستين المشارك في البحث: خلال إجراء الدراسة قمنا بفحص حوالي ألف من الإبل للتأكد من وجود فيروس كورونا، وكانت مفاجأة لنا وجود ارتباط بين مسببات المرض وفيروس نزلات البرد الشائعة لدى الانسان HCoV-229E"" في ما يقرب من ستة في المائة من الحالات. وأخذ العلماء عينات من فيروسات البرد لدى الإبل واكتشفوا أنها كانت قادرة على إصابة البشر، وفقا للبحث الذي نشر في مجلة وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم. the Proceedings of the National Academy of Sciences.
إلا أن التجارب أظهرت انه لا يوجد خطر واضح من وباء برد جديد لأن نظام المناعة لدينا مهيأ بالنسخة البشرية من المرض للتصدي له.
ويعتقد أن عددا من الأمراض التي تصيب الإنسان كانت قد أصابت في البداية حيوانات أخرى قبل أن تتحور وراثيا لتكتسب خصائص تمكنها من إصابة البشر. والإنفلونزا على سبيل المثال، يعتقد أنها جاءت من الطيور إلى البشر عدة مرات في الماضي، وأن أول تفشي لها كان شديدا حيث لم يكن لدى الإنسان اي مناعة ضدها. وتشير تقديرات إلى أن ما يسمى بوباء الانفلونزا الاسبانية تسبب في عام 1918 في قتل 3-5 في المائة من سكان العالم.
وعلى أية حال فالفيروسات القاتلة للغاية تميل إلى الانقراض مع مرور الوقت لأنها تقتل مضيفها بسرعة كبيرة للغاية، ومن ثم أعقبها سلالات أكثر اعتدالا والتي تصيب الانسان بالمرض ولكنها لا تسبب الوفاة، ما يتيح للفيروس نقل العدوى للآخرين.
يذكر أن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي اكتشفت لأول مرة في عام 2012، تسبب إصابة شديدة وغالبا ما تكون قاتلة، إلا أنها لم تتطور الى شكل ينتقل بسهولة بين البشر. ويقول البروفيسور دروستن أن فيروس MERS هو فيرس مرضي غريب، وما يزال هناك تفشيا محدودا لهذا الفيروس يظهر اقليميا في المستشفيات على سبيل المثال.
ولحسن الحظ فإن الفيروس لم يتكيف جيدا بصورة كافية مع الانسان، ولم يكن قادرا على الانتشار عالميا، حتى الآن. إلا أنه يضيف أن الانتشار العالمي لفيروس البرد أظهر أن انفلونزا الإبل MERS قد تصبح مشكلة في مختلف أنحاء العالم يوما ما. واشار البروفيسور دروستن الى أن الدراسة الحالية تاتي بمثابة تحذير بشأن مخاطر وباء انفلونزا الإبل.
يذكر أن الإنسان قد ينقل أيضا الأمراض الى الأنواع الأخرى، ويعتقد علماء أن الإنسان نقل عدوى بكتيرية إلى القرود من خلال إطعامها الفول السوداني والاتصال بها في جامبيا.
الاندبندنت