مسقط - ش
أكد رئيس مركز المراقبة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني ناصر بن سالم المزروعي بأن المركز شهد نقلة نوعية كبيرة في نوعية الأجهزة والأنظمة الحديثة وذلك لإستيعاب الحركة المتزايدة والتي تقدر من 8-10% سنويا في منطقة الشرق الأوسط .
وأضاف المزروعي بأن خدمات المراقبة الجوية تقع ضمن دائرة خدمات المراقبة الجوية بالمديرية العامة للملاحة الجوية والتي تتفرع إلى ثلاثة أقسام تقدم خدمات المراقبة الجوية بالسلطنة .
القسم الأول وهو قسم برج المراقبة الذي يقع في موقع مطار مسقط الدولي الجديد الذي يشيّد على مستوى عال والمزود بالأجهزة والتقنية الحديثة التي تتواكب مع الحركة الجوية المضطردة ، حيث أن مسؤولية برج المراقبة تبدأ من حركة الطائرة من أرض المطار وهي تقلع من مطار مسقط متوجه إلى أي دولة مجاورة، وأن هذه العملية تبدأ بعد أن يتم جلوس المسافرين على الطائرة والإطمئنان عليهم يقوم قائد الطائرة بأخذ الإذن من بتشغيل محركات الطائرات من برج المراقبة فيبدأ عمل المراقب الجوي من هذه اللحظة مباشرة حيث أنه يدير هذه الطائرة بأمان ويوجهها في الممرات الصحيحة إلى المدرج الصحيح إيذانا بالإقلاع حتى تقلع الطائرة بأمان ، حيث تقع مسؤولية تنظيم حركة جميع الطائرات في المطار على المراقب الجوي ومنع تقارب أو تصادم الطائرات بإعتبار أن المراقب يتحكم في جميع الطائرات على أرض المطار .
وأشار رئيس مركز المراقبة الجوية أنه بعد اقلاع الطائرة تتحول المسؤولية لمراقب آخر يسمى مراقب الإقتراب الراداري وهو قسم آخر من أقسام المراقبة الجوية له مسؤولية معينة حول دائرة قطرها تقريبا 50 ميل حول المطار وعلى ارتفاع لا يتجاوز 15 ألف قدم ومسؤوليته أن يستلم الطائرات المغادرة والطائرات القادمة سواء كان من مطار مسقط الدولي وكذلك في مطار صلالة نفس التمثيل ونفس العملية ، كما يلاحظ كثرة الحركة الجوية في الفترة المسائية وهذا يتطلب مسؤولية كبيرة من المراقب الجوي في الإقتراب من ناحية عملية التنظيم وترتيب الطائرات في مرحلة نزول الطائرات للنزول الآمن والمرحلة النهائية حتى يحولها لبرج المراقبة والإذن بالنزول .
كما أوضح ناصر المزروعي أنه بعد مراقبة الإقتراب ننتقل إلى مركز المراقبة الجوية ، حيث أن مركز المراقبة الجوية يعتبر من المراكز الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحجم الجغرافي للمجال الجوي العماني وكثافة الحركة الجوية التي تستخدم المجال الجوي العماني ، وكون المجال الجوي العماني في المنطقة الجغرافية بإعتباره البوابة الأولى لإستقبال الطائرات القادمة من آسيا وشرق آسيا والمتجهة إلى أوروبا أو إلى الشرق الأوسط. تقطع الطائرة في المحيط الهندي مئات الأميال بمحدودية في أجهزة الملاحة الجوية كونها تقطع في محيط، وعندما تدخل هذه الطائرة في الأجواء العمانية تتوفر لدينا أجهزة ملاحية عالية المستوى وأجهزة اتصالات ذات جودة وأجهزة استطلاع وهي الرادارات حيث تكون هذه الطائرة تحت متابعة المراقب الجوي على شاشة الرادار، فعلى سبيل المثال الفصل بين الطائرات في المحيط الهندي بين كل طائرة وطائرة على نفس الإرتفاع ونفس المستوى 10 دقائق ، بينما عند الدخول في المجال الجوي العماني فإنه بالإمكان تقليص هذه العشر دقائق إلى 5 أميال وهي مسافة قصيرة جدا وذلك بسبب جودة الإتصالات والأجهزة الموجودة في مركز المراقبة الجوية مما تجعلنا نستقطب حركة كثيفة قادمة من جهة آسيا وشرق آسيا المتجهة لأوروبا أو مطارات الشرق الأوسط.
وأكد رئيس مركز المراقبة الجوية بأن المجال الجوي العماني مخطط بمسارات جوية دائما نحاول أن تكون هذه المسارات الجوية آمنة وسلسة بمعنى أنها تقلل من الوقت المحدد الذي تقطعه الطائرة داخل الأجواء وذلك تقليلا لإستخدام الوقود وتسهيل الحركة الجوية بإيجاد مسارات بخط مستقيم قدر الإمكان ، فهذه المسارات المتشابكة في صورة قد تسمى بالشبكة العنكبوتية بحاجة إلى كادر ومراقب جوي مؤهل تأهيل عالي لإدارة هذه الحركة الجوية في الأجواء العمانية . حيث تبلغ متوسط الحركة الجوية العابرة حاليا 1400 طائرة يوميا بمقدار 43 ألف رحلة شهريا.
وأكد ناصر المزروعي بأن الهيئة العامة للطيران المدني تحاول أن تحقق الرؤية التي وضعتها وهي أن تتميز بسلامة وأمن الطيران المدني وكفاءة العنصر البشري بما تحققه من فوائد العملاء ، حيث أن هذه الرؤية تم تطبيقها على أرض الواقع من خلال الأجهزة الحديثة المستحدثة في مراكز المراقبة الجوية سواء كانت في الأقسام الأخرى كالأبراج في مطاري مسقط الدولي وصلالة من ضمن تطوير مشروعي مطار مسقط الدولي وصلالة الذي تشرف عليه وزارة النقل والإتصالات ، كون هذه الأجهزة تمنح الأمان في الحركة الجوية وأيضا الدقة في الإستطلاع وتأهيل الكادر البشري المراقب الجوي لإدارة هذه الحركة الجوية المتنامية بشكل مستمر ، مؤكدا بأن مستخدمي الأجواء العمانية تنبعث لديهم الثقة عند دخول الأجواء العمانية ودائما ما ترد إلينا رسائل الشكر من شركات أو جهات معنية لبعض البرامج ، حيث أن الثقة تنبعث من حسن الإدارة وما يتلقوه من خدمات. وأشار المزروعي بأن المجال الجوي العماني مجال كبير ومساحته كبيرة وشاسعة لا يمكن أن تدار هذه المساحة من قبل مراقب جوي واحد . حيث يوجد داخل مركز المراقب الجوي أو المجال الجوي العماني حاليا 5 قطاعات ويوجد في كل قطاع مراقب جوي مسؤول عن ادارة الحركة في هذا القطاع وكل تركيزه وعمله هو كيفية العمل على انسيابية الحركة في قطاعه بشكل آمن وكيفية ايصال هذه الحركة إلى القطاع الآخر داخل أجواء السلطنة ومن ثم إلى المجال الجوي الآخر للدولة المجاورة . فتنظيم هذه الحركة داخل الأجواء تحتاج إلى يقظة وإلى معرفة تامة بالأحوال الجوية أو المناخية التي تتاثر بها السلطنة.
مضيفاً بأن المراقب الجوي العماني وصل إلأى مستوى عال جدا من الكفاءة والقدرة لإدارة الحركة الجوية حيث أن رسائل الشكر تشهد لهم ذلك . مؤكدا بأن تأهيل المراقب ليس بالسهل ويحتاج إلى فترة طويلة ويخضع إلى اختبارات دقيقة ويخضع إلى فحص طبي بشكل سنوي أو كل سنتين يعتمد على العمر لأنه متطلب دولي وعالمي بأن يكون المراقب لائقا طبيا وعلى مستوى عال من اليقظة وسرعة اتخاذ القرار والهدوء في أداء عمله ، حيث تم اتباع برامج تأهيل للمراقبين الجويين ويخضع المراقب بعد اكتمال دراسته الأكاديمية إلى دورات مكثفة ، بعد اجتياز الدورات الأكاديمية يتدرب على رأس عمله مده لاتقل من 4 إلى 6 أشهر تحت مسمى متدرب خبير في المجال المتخصص فيه ، فهذه الفترة الطويلة من التدريب والتأهيل تجعل المراقب قادر فعلياً ومهيئ لإدارة الحركة الجوية. فالمراقب لديه مسؤولية كبيرة حيث في بعض الأحيان كل مراقب يكون تحت ادارته في القطاع الواحد لا تقل من 20 وأحيانا أكثر من 20 طائرة في الساعة الواحدة وهو يتحدث إلى جميع هذه الطائرات ويوجههم في الإتجاهات الصحيحة والتحكم حتى في سرعة الطائرة عند التقاء مسارات جوية في نقطة واحدة على ارتفاع واحد فالطيار معلوماته قليلة عن الطائرة الأخرى أما بالنسبة للمراقب فهو الذي يتحكم في الفصل بين الطائرات فهذه التفاصيل الدقيقة يجب أن يكون هذا المراقب على معرفة وتأهيل تام وملم بكل جزئيات العمل.