الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – ش – وكالات
أكد وزير خارجية كوريا الشمالية الجمعة امام الامم المتحدة ان تطوير البرنامج النووي لبلاده هو الوسيلة الوحدية لحمايتها، مشددا على عزمها مواصلة تطوير قدراتها النووية.
وقال ري يونغ-هو امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان بلاده "ستواصل اتخاذ اجراءات لتعزيز قواتها المسلحة النووية الوطنية كما ونوعا".
وجاء خطاب ري يونغ-هو بعد اسبوعين على التجربة النووية الخامسة والاقوى التي اجرتها كوريا الشمالية واثارت ادانة دولية مما دفع مجلس الأمن الدولي الى بدء العمل على مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة عليها.
واضاف ري يونغ-هو الذي تسلم مهامه وزيرا للخارجية في مايو ان "سياسة بلادنا هي أن نصبح قوة نووية".
واردف "طالما هناك دولة نووية تبدي عدائية تجاه جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، فإن امننا القومي والسلام في شبه الجزيرة الكورية لا يمكن الدفاع عنهما سوى بالردع النووي".
وكانت كوريا الشمالية اختبرت الاسبوع الماضي بنجاح محركا جديدا لصاروخ فضائي، ما يشكل تقدما اضافيا في اطار جهودها للتزود بصواريخ بالستية عابرة للقارات.
واتت تلك التجربة بعد اطلاق كوريا الشمالية اكثر من 20 صاروخا واجرائها تجربتين نوويتين هذه السنة ما يعطي الانطباع بان الدولة المعزولة تسرع تطوير ترسانتها رغم المعارضة الدولية الشديدة.
وأقر ري بأن التجارب النووية الخمس التي اجرتها كوريا الشمالية حتى اليوم والتي ادت الى فرض سلسلة عقوبات دولية عليها "قد لا تكون مفهومة جيدا من بعض الدول الاوروبية" لان هذه الدول اضحت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية "اقل حساسية" ازاء الشعور بضرورة حماية نفسها.
ووصف التجارب النووية بأنها "اجراءات مضادة" للولايات المتحدة وتاكيد على ارادة الشعب والحزب الحاكم في كوريا الشمالية "القوية اكثر من اي وقت مضى".
ناقوس الخطر
استغلت اليابان وكوريا الجنوبية كلمتيهما امام الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الأسبوع لدق ناقوس الخطر ازاء تهديد كوريا الشمالية.
ودعا رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي العالم الى ايجاد "وسائل جديدة" لوقف كوريا الشمالية بعد تجاربها النووية والبالستية الاخيرة.
وقال في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء ان "التهديد الذي يستهدف المجتمع الدولي بات ملموسا واكثر خطورة. لا بد من وسائل جديدة للرد عليه تكون مختلفة عن تلك التي استخدمت حتى الان".
من جهته اقترح وزير خارجية كوريا الجنوبية يونغ بيونغ-سي تجريد كوريا الشمالية من عضويتها في الأمم المتحدة بسبب رفضها قرارات مجلس الأمن.
وقال في خطابه الخميس "اعتقد ان الوقت حان لإعادة النظر بشكل جدي بما اذا كانت كوريا الشمالية عضوا محبا للسلام في الأمم المتحدة".
لكن اقتراحا كهذا من المرجح ان تعارضه الصين حليفة بيونغ يانغ والتي دعت مرارا الى وقف تصعيد التوتر.
وتعود عضوية كوريا الشمالية في الأمم المتحدة - المنتدى الدولي الرئيسي الوحيد حيث تملك بيونغ يانغ صوتا - الى 35 عاما حين تم قبول الكوريتين في وقت متزامن.
وتدفع الصين التي تتفاوض مع الولايات المتحدة على قرار بفرض عقوبات جديدة، نحو استئناف المحادثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.
واتهم يونغ الحكومة الكورية الشمالية بالانخراط في برنامج نووي وصاروخي بشكل "متهور ومتطرف" مما دفع البلاد الى حال من الفقر والقمع.
وفي تصريح يشكل تحذيرا، أعلن وزير خارجية كوريا الشمالية أن شبه الجزيرة الكورية قد "تحولت إلى بقعة ساخنة في العالم" يمكن أن تشهد "اندلاع حرب نووية".
واعتبر ان واشنطن هي "السبب الرئيسي" للازمة، وعبر مجددا عن احتجاجه اثر المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي اجريت مرتين هذا العام.
عقوبات جديدة
من جانبه قال دانييل راسل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا إن نشر الولايات المتحدة المزمع لنظام ثاد المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية غير قابل للتفاوض في إطار الجهود الرامية إلى الاتفاق على فرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد خامس تجربة نووية لها ولكن واشنطن واثقة من أنه سيتم الاتفاق على إجراءات أكثر صرامة قبل مرور وقت طويل.
وتعارض الصين بشدة نشر نظام ثاد ويقول بعض الخبراء إنه يجب أن يكون جزءا من المحادثات الخاصة بتطبيق الأمم المتحدة إجراءات جديدة.
ويعد دعم الصين الكامل أمرا حاسما كي تكون العقوبات على كوريا الشمالية فعالة.
ولكن عندما سئل راسل عما إذا كان نظام ثاد محل تفاوض أشار إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن نشر هذا النظام.
وقال لرويترز "لا .البلدان اتخذا قرارا."
وتجري مباحثات بشأن احتمال إصدار الأمم المتحدة قرارا جديدا بفرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد أن أجرت خامس وأكبر تجاربها النووية في التاسع من سبتمبر أيلول.
وقال راسل فيما بعد خلال مؤتمر صحفي إن المباحثات مازالت في مراحلها الأولى ولكنه أبدى ثقته في أنه سيتم الاتفاق على قرار جديد من الأمم المتحدة قبل مرور وقت طويل ليفرض عقوبات أكثر ويشدد العقوبات الحالية.
وسيكون من بين أهداف العقوبات منع سوء استخدام كوريا الشمالية للتسهيلات الدولية بما في ذلك التسهيلات المصرفية والملاحية لتعزيز برنامجها النووي.
والصين هي الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية ولكن تجاربها الصاروخية والنووية المتكررة أثارت غضبها وأيدت عقوبات صارمة فرضتها الأمم المتحدة على بيونجيانج في مارس آذار.
وقالت بكين إنها ستعمل في إطار الأمم المتحدة لصياغة رد ضروري على أحدث تجربة نووية ولكن مازالت هناك تساؤلات بشأن ما إذا كانت الصين مستعدة للموافقة على اتخاذ خطوات صارمة بما يكفي لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن سلاحها النووي .