مسقط - ش
في ظل المخاوف الاقتصادية التي تسيطر على العالم، لأظهر استبيان أن الحيازات النقدية حافظت على مستوياتها المرتفعة خلال سبتمبر الجاري كنتيجة طبيعية للنظرة التشاؤمية التي تسيطر على الأسواق، ما يدفع الكثير من المستثمرين إلى تخفيض الإنفاق والحفاظ على الحيازات النقدية تحسباً لأي نقص في السيولة.
وقال تقرير أصدره بنك اوف أميريكا ميريل لينش بعد تحليل اسبيان أجراه لاستطلاع آراء مديري صناديق الاستثمار إن مستويات الحيازات النقدية ارتفعت من 5.4% في أغسطس الفائت إلى 5.5% في سبتمبر، وتمثل أبرز سببين تم ذكرهما لارتفاع مستوى الحيازات النقدية في "النظرة التشاؤمية للأسواق" (42%) و"تفضيل الحيازات النقدية على نظائرها منخفضة العائدات" (20%)
وفي ما يعد اقتصادياً "طفرة مرتفعة تاريخياً"، أكد 54% من المستثمرين أن أسعار الأسهم والسندات الحالية مبالغ بها مما يؤثر بشكل سلبي على الاستثمارات.
وأوضح التقرير الذي حصلت "الشبيبة" على نسخة منه أن النسبة الفعلية لمخصصات الاستثمار بلغت في الأسهم م أدنى مستوياتها في 4 سنوات قارنة مع الحيازات النقدية ووصلت الآن إلى مستويات لطالما كانت تعتبر تاريخياً مواتية للاستثمار في الأسهم.
وأعرب 83% من المستثمرين عن اعتقادهم بأن بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي سيحافظان على أسعار فوائدهما السلبية خلال الشهور الاثني عشر المقبلة
في المقابل واصلت توقعات انتعاش نمو الاقتصاد العالمي الارتفاع حيث توقع 26% من المستثمرين تحسن أداء الاقتصاد العالمي خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، وأشار المستثمرون إلى أن الأسهم عالية الجودة الخاصة بالاستثمار طويل الأجل تستقطب أعلى معدلات الاقبال من المستثمرين تليها سندات الشركات الأمريكية / الأوروبية "آي جي" الخاصة بالاستثمار طويل الأجل وسندات الأسواق الصاعدة الخاصة بالاستثمار طويل الأجل والتي تعتمد جميعاً على استمرار سريان سياسات فائدة سلبية
ويظهر التقرير أن صناديق التحوُّط على الأسهم كشفت أعلى مستوياتها منذ مايو 2013 بسبب انحسار موجة الاقبال الجنوني على الاستثمار في الأسهم ما يؤكد وجود خطر لتعرض الأسواق إلى صدمة سندات. وهبطت حصة مخصصات الاستثمار في الأسهم الأمريكية إلى 7% أقل من حصص مخصصات الأسهم الأخرى مقارنة مع حصة بلغت نسبتها 11% أعلى من مخصصات الأسهم الأخرى خلال الشهر الماضي
تحسن في اليورو
ورغم الأرقام السلبية التقرير تحسنا في مخصصات الاستثمار في أسهم دول منطقة اليورو انما بنسب معتدلة تبلغ 5% أعلى من مخصصات الأسهم الأخرى مقارنة مع 1% خلال الشهر الفائت. هذا وارتفعت مخصصات الاستثمار في أسهم الأسواق الصاعدة إلى أعلى المستويات خلال 3.5 سنة، لتتفوّق حصصها في المحافظ الاستثمارية على حصص سائر الأسهم من 13% خلال الشهر الماضي إلى 24% هذا الشهر.
في المقابل يشير التقرير إلى هبوط حصص مخصصات الاستثمار في الأسهم اليابانية إلى 8% أقل من سائر الأسهم في المحافظ الاستثمارية، في أكبر انخفاض من نوعه منذ ديسمبر 2012
وفي سياق تعليقه على هذه التطورات، قال كبير المحللين الاستراتيجيين للاستثمارات العالمية في شركة بنك أوف أميريكا ميريل لينش للبحوث العالمية مايكل هارتنِت: "يلاحظ المستثمرون وجود خطر غامض لتعرض الأصول عالية المخاطر لاحتمال حدوث صدمة سندات، حيث ستكون التعاملات بالأصول ذات الفائدة السلبية والأكثر استقطاباً وأسهم الأسواق الصاعدة الأكثر عرضةً لذلك الخطر إذا لم يقم بنك الاحتياط الفدرالي الأمريكي وبنك اليابان بتخفيض معدلات تذبذب أسعار السندات في سبتمبر"
من ناحيته قال محلل الأسهم الأوروبية والمحلل الاستراتيجي لعناصر التقييم المالي الكَمّيمانيش كابرا:"عزز المستثمرون الأوروبيون حصص مخصصاتهم من الحيازات النقدية في محافظهم الاستثمارية لتغطية حصص مخصصاتهم للاستثمار في أسهم قطاعي البنوك والسلع الأساسية والتي تعتبر أقل من حصص مخصصاتهم للاستثمار في سائر قطاعات الأسهم. وقد عاد التفاؤل بتحسن أداء الاقتصاد الكلّي إلى مستويات ما قبل الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" وبلغت توقعات استئناف النمو الاقتصادي أعلى مستوياتها منذ يونيو الماضي".