أدم -علي بن سعود البوسعيدي
العادات الاجتماعية المتوارثة في مختلف المناسبات لا تزال باقية تنتقل من جيل إلى آخر وبخاصة تلك التي تؤدى من قبل الأطفال، والتهلولة المباركة التي يؤديها الأطفال ذكورا وإناثا منذ دخول العشر الأول من شهر ذي الحجة ظل أبناء ولاية أدم محافظين عليها وبشكل يومي، وتحظى بمشاركة واسعة من الأطفال من الجنسين، وتؤدى بعد صلاة المغرب مباشرة وفي تكاتف من مختلف أطياف المجتمع وللعام الثاني على التوالي أحيا مؤخرا عدد كبير من أبناء الولاية هذه العادة الجميلة (التهلولة الجماعية) التي انطلقت من أمام مجلس عام البوسعيد حتى المواقف العامة في مجلس حصن الهواشم في مشهد رائع تلهج ألسنتهم بذكر الله من خلال تكرار التكبير والتسبيح حيث يقرأ أحد الأشخاص كلمات التهلولة الجميلة ويردد الباقون وراءه سبحان الله لا إله إلا الله وسبحان الله تعوذنا من الشيطان، والتهلولة المباركة تشعر المشاركين فيها بالطمأنينة والخشوع والتقرب إلى الله أكثر ويسود بينهم التآلف والمودة والمحبة والسعادة.
ولقد ظلت هذه العادة المباركة باقية حتى وقتنا الحاضر بسبب ارتباطها بفضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وهي أيام الحج المباركة حيث تتجمع مجموعات الأطفال كل حسب جنسه في مكان متعارف عليه في وسط الحارة لتنطلق بعدها المجموعات في صفوف متساوية يتقدمهم شخص يجيد القراءة حيث تجوب الطرقات والسكك إحياء لهذه المناسبة التي ترتبط بأيام الحج المباركة ويبدأ أفراد المجموعات بالسير حاملين معهم المصابيح اليدوية وأثناء تجوالهم في سكك وأزقة الحارة أو في الطرقات العامة يقوم الأهالي بتوزيع بعض النقود والحلويات للأطفال المشاركين في التهلولة وبشكل يومي ما يزيد من فرح الأطفال.