مسقط - عزان الحوسني
عادت الحركة السياحية إلى سوق مطرح مجدداً مع بدء الموسم السياحي وقدوم السياح من خارج السلطنة وبخاصة الأوروبيين منهم الذين تحرص الشركات السياحية في السلطنة على إدراج سوق مطرح ضمن برنامج زياراتهم السياحية.
وفي سوق مطرح قامت محلات خصيصاً للزبائن والسياح من خارج البلاد إذ تعرض هذه المحلات البضائع التقليدية العمانية كالخناجر والحلي التقليدية والسيوف وغيرها، إضافة إلى المحلات الأخرى التي تهتم ببيع العطور والبخور بالإضافة إلى الأزياء والملابس القديمة جداً والفضيات والنحاسيات، ويلاحظ الزائر أن بناء السوق ذاته قد تم وفق الأسلوب العمراني العماني القديم، كما تم تجديد السوق عن طريق تدعيمه بالخدمات والمرافق التي تخدم السائحين والمواطنين على حد سواء، وتسمح لهم بالتجول في أرجاء المكان بسهولة، وتم وضع خطط واستراتيجيات لتطوير واجهة السوق التي تطل على البحر التي سيعمل بها في قادم الوقت.
«الشبيبة» زارت السوق ورصدت الحركة خلال العيد حيث يقول «كوان سيرا»، وهو أحد المهتمين بالدراسات الشرقية عن سوق مطرح: يتميز السوق بملامح التاريخ العماني وأصالته، ويمثل قيمة أثرية يستفيد منها العديد من الدارسين والباحثين والسائحين، وذلك لأن السوق يتسم بغطاء من الأخشاب المزخرفة والمنقوشة يدوياً بشكل رائع.
ويضيف: رغم جماليات السوق التراثية إلا أنه يحتاج إلى الكثير من العمل لإظهاره بالصورة المناسبة للسائحين، وإن أكثر ما يحتاجه السوق هو التوسعة من الخارج والتخطيط السليم لمرافق الكورنيش المطل عليه. كما تحدث سائح نمساوي لـ «الشبيبة» عن السوق فقال: إنه سوق تراثي جميل وله سمعة طيبة في بلدان العالم إلا أنه يفتقر إلى الورش والمشغولات التقليدية التي يتم فيها صنع هذه الأدوات والزخارف والنقوش والمنسوجات وكل ما يمثل تاريخ هذا البلد. وأضاف أن باستطاعة السلطنة أن تنشئ مراكز حرفية في مثل هذا السوق ليعطي جماليات أكثر للمكان وكذلك لتعليم السائحين كيفية إنشاء وصنع هذه الأدوات الجميلة. توماس، وهو كندي الجنسية، يقول: أحببت سوق مطرح بسبب الأدوات التراثية الموجودة فيه، ولكنني تعجبت من وجود باعة وافدين في معظم السوق، ما يجعل أصالة الموروث العماني غير مكتملة.
ويضيف: لو كان كل الباعة من العمانيين وكل المحلات يكسوها الطابع العماني لانتعش السوق أكثر ولكان هناك جذب للزائرين بشكل أكبر. وأشار أحد السائحين إلى أن ما لفت انتباهه هو الظلمة في سوق مطرح حيث قال: يعتبر هذا من أجمل الأسواق التراثية المظلمة التي مررت بها حول العالم.
ويضيف: هو يشبه الأسواق الإسلامية الشرقية في ممراته وأزقته، ذات الأضواء الخفيفة، وهذا سبب تسميته بسوق الظلام في السابق كما سمعت. ويشير أبو حسين، أحد السائحين الخليجيين من دولة البحرين إلى طيب الروائح الجميلة في السوق قائلا: تنبعث في جميع ممرات السوق دوماً روائح العطور الزكية كاللبان والبخور والعطور المحلية. ويضيف: تتوافر في السوق أيضاً منتجات الحرف اليدوية كالحلي الفضية ولاسيما «الحروز» التي تأتي كقطعة كبيرة توضع في داخلها حروز لإبعاد العين والحسد. وذكر أن هناك الخناجر والأواني النحاسية والفخارية، بالإضافة إلى الأقمشة والملابس المطرزة بالنقوش العمانية الزاهية، وكذلك رائحة الحلوى العمانية التي تأتي بأشكال وأنواع مختلفة.
ويقول حسين عبد الرحمن، وهو أحد الباعة: أكثر السائحين المقبلين على السوق في هذه الفترة هم من المواطنين والمقيمين ومن دول المنطقة فقط.
ويضيف: نسبة الأجانب القادمين إلى السوق كثيرة إلا أنهم يكتفون بالتقاط الصور في أغلب الأحيان.
ويذكر عبد الرحمن أن أغلب المعروضات لديهم تتركز في الفضيات والنحاسيات كالسيوف والخناجر والمباخر واللوحات المطعمة بالزجاج المزركش. من جانبه قال محفوظ الريامي، أحد أقدم البائعين في السوق: كان هذا السوق قديماً يعتمد على القادمين للشراء من مختلف المحافظات بالسلطنة، وقديماً كان السوق يمد تلك المناطق بما تحتاج إليه. ويضيف: كانت أكثر البضائع التي تأتي إلى السوق تستورد من الخارج بالإضافة إلى بعض المنتجات التي تأتي من داخل السلطنة مثل الخضار والفواكه ومنتجات النخيل والأنسجة.