محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com
قبل أن أبدأ تشغيل السيارة كنت أبحث عن سماعة الهاتف، كنت قبلها لست جادّا تماما، فربما مكالمة سريعة سأنهيها بدونها، أو سأجد وقتا حتى أضع السماعة وأكمل المحادثة..
يا لها من فطرة إنسانية، خشيت من عقوبات المرور الجديد، ولم أخش من خطورة ما أفعل على حياتي، وحياة كثيرين من الممكن أن يصادفوا في طريقهم سائقا "مثلي" يرتكب حماقة الانشغال عن قيادة سيارة مندفعة.. بمحادثة أو كتابة رسالة سيعض عليها أصابع الندم لاحقا، وكما يقال.. ولات حين ندم، حيث لا ينفع الصوت بعد فوات.. الفوت!
**
ننعم بالأمان بتمسكنا بأخلاقيات كثيرة من بينها احترام قوانين السير، تلك التي تلاحقنا بالمخالفات المالية، أو التي تغض الطرف عنّا حيث يمكننا أن نرمي "المخلفات" من نافذة السيارة، أو نأخذ حق الآخرين كأنما نحن الوحيدون تنتظرنا التزامات عاجلة، أو أذكى من أولئك المنتظرين أمام إشارة مرور!
إنه الأمان النفسي حيث نشعر بأننا نعمل.. الصواب، هذا الصواب الخاضع لمعايير الآخرين أيضا، وليس رؤيتنا الشخصية فقط.
**
الأصدقاء الذين يسخرون "أحيانا" من ترويج مقولة أننا نعيش في أمن وأمان، متهمين الدولة بأنها وراء هذا الترويج لمواراة أخطاء تحدث، فساد ومحسوبيات وغيرها مما نشارك في ارتكابه جميعا، بكيفية ما!!.. أولئك الأصدقاء لم يجربوا فعل "الخوف" نتيجة الحماقات السياسية والعسكرية المرتكبة في بلدان أخرى، نعم الأمان نعمة عظيمة، ونحتاج من أجل أن تستمر إلى "ميثاق شرف" مع وطننا.. أعطانا الأمان، ويستحق أن نعطيه جهدنا.. من دون خيانة مبادئ المواطنة!
**
من يأخذ حق غيره فإنه، بطريقة ما، يسحب الأمان منه.. فالشعور بالمساواة والعدل يحقق الأمان أكثر، واسألوا الفقراء والبسطاء، فعلى أفواههم تكمن أجوبة واقعية، فنحن، المترفين والمحظوظين في الحياة، لا نملك الإجابة كما هي مرّة في حلوقهم، ما يحتاجونه هو أن نشعرهم بالأمان.. بوقوفنا معهم، فعلا.. وليس بالأقوال!
لينعموا بالعيد وهم في.. أمان أكثر.
**
من يزرع الخوف ستذروه العاصفة..
قد تتأخر، ربما، لكن لا يمكن أن ينام بأمان من خطف ابتسامة من قلب ما، وفي أزمنة الحروب فإن السرقات منقولة عبر الهواء مباشرة حيث يتكدس الضحايا، بينما يأمل القتلة أن يناموا بأمان تام.
**
كل عيد وعُمان، أرضا وشعبا، في أمان دائم، وكل فرحة عيد وجلالة السلطان المعظم بألف عافية.