عواصم –
يبدو أن الأفلام التي تتحدث عن روبوتات محاربة على وشك التحقق حيث بدأ الجيش الأمريكي في اختبار شاحنات عسكرية قادرة على التحرك دون سائق بشري وذلك في إطار خطط لنشرها في مناطق القتال المختلفة.
التجربة تعد نتاج مشروع مشترك بين وحدة أبحاث تطوير الدبابات بالجيش الأمريكي وشركة «لوكهيد مارتن» و»تارديك»، وقد تم اختبار قدرة كل مركبة تكتيكية بدون سائق على السير عبر المناطق الخطرة والعوائق بما فيها تقاطعات الطرق والسيارات المتوقفة والمتحركة والزحام والمشاة وقد نجحت قافلة المركبات بدون سائق في الوصول للمرحلة النهائية من الاختبارات، وفقا لما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويهدف البرنامج التطويري إلى إضافة قدرات القيادة الأتوماتيكية للمركبات العسكرية بالجيش الأمريكي وقد اعتمدت التكنولوجيا الجديدة على استخدام رادار ليزر وأجهزة الاستشعار عن بعد ولاتي يمكنها مسح الطرق أمام المركبات وقياس المسافات بواسطة توجيه الليزر نحو الأهداف المختلفة وتحليل الضوء المنعكس من عليها.
في السياق نفسه ذكر موقع «إسرائيل ديفنس» الإسرائيلي أن الجيش ينوي البدء باستخدام سيارات مصفحة تعمل بدون سائق في دوريات على الحدود مع قطاع غزة خشية تعريض حياة الجنود للخطر.
وقال الموقع إن السيارات العسكرية من نوع «F-350» حيث جرى تهيئتها عبر شركة «إلبيت» العسكرية الإسرائيلية لتأدية مهمتها على حدود القطاع وتقاد بدون سائق.
وتشمل مهمة هذه السيارات مهمات «الأمن المستعجل» والذي يتمثل بدوام التحرك على حدود القطاع تحسبا لأي طارئ. كما ستزود السيارات بنظام بصري 360 درجة، حيث بدأت عملية تجربة هذه السيارات في صيف العام 2015 ودخلت الخدمة خلال شهر فبراير من العام الجاري.
وتكمن الخطة النهائية بتشغيل مركبات على كافة الحدود الإسرائيلية، في حين يجري التحكم بها عبر غرفة تحكم عن بعد.
سيارات استكشاف
في يونيو الفائت أعلنت كل من وزارة التسليح الحربي ومركز التطوير والهندسة فى ميتشجان «TARDEC» عن تعاونهما في إجراء اختبار لسيارات استكشاف بدون سائق على الطرق السريعة بالولاية.
ويعتبر الاختبار حتى الآن مخصصا للمسافات القصيرة، ويعتمد في الأساس على النسخة الأولى من السيارة التي أطلق عليها اسم 2X والتي تعمل بدون قائد لتوصيل المعلومات، ويتم التحكم في السيارة لاسلكيا عن طريق أجهزة استشعار مزروعة على الطريق.
يمكن للسيارة من خلال الاتصالات إرسال واستقبال المعلومات عن تطورات السرعة والطرق والأحوال الجوية لحظة بلحظة، وتعتبر هذه التكنولوجيا ليست حديثة، حيث إن مرسيدس تعمل على إدراجها في سيارتها فئة E الجديدة.
ووفقا لموقع «ماشابل» الأمريكي، ستشمل الاختبارات الأولية قافلة من 4 شاحنات الجيش للسفر على امتداد 21 ميلا، بجانب السيطرة الكاملة من سائقين على المركبات في جميع الأوقات، ويعتبر الهدف الأساسي من الاختبارات هو جمع المعلومات عن الطرق لتفادى العقبات أمام سيارات الجيش الأمريكي.
واصبحت ولاية ميشيغان الأمريكية مرتعاً لاختبار المركبات ذاتية القيادة في الآونة الأخيرة، للعديد من شركات صناعة السيارات وجامعة ميشيغان الذين يعملون في هذا المجال. وقام الجيش الأميركي الآن بالاستفادة من موقف الدولة القائم على استيعاب اختبارات القيادة بدون سائق.
إن مركز التطوير والأبحاث الهندسي للدبابات والسيارات، الواقع مقابل مركز وارن للتقنية التابع لشركة جنرال موتورز، يستخدم تكنولوجيا الاتصالات قصيرة المدى بحيث تتمكن المركبات من أن «تتحدث» مع بعضها البعض، وذلك وفقا لتقارير نشرتها صحيفة The Detroit News. حيث يمكن للمركبات أن ترسل موقعها وسرعتها وظروف القيادة بين بعضها البعض، وبين سلسلة من أجهزة الاستشعار على جانب الطريق، وتسمح هذه البيانات للمركبات بالتقاط أضواء المكابح، والمنحنيات، وارتفاعات الجسور، وإغلاق الممرات، وغيرها من العوائق، وذلك وفقاً لنفس الصحيفة.
وفي حديثه للصحيفة أخبر Doug Halleaux مسؤول العلاقات العامة في TARDEC «في المستقبل، عندما نقوم بدمج ميزات آلية أكثر في المركبات، يجب علينا أن نتأكد من أنها تعمل على الطرق العامة، إنها الخطوة الأولى للوصول إلى تلك المرحلة». سيتم تشغيل القافلة المكونة من أربع مركبات على امتداد 21 ميلا من الطريق السريع 69 بي سانت كلير ومقاطعات لابير.
الإرهاب على الخط
طوَّر تنظيم «داعش» بتطوير سيارات دون سائق في محاولة لتنفيذ هجمات تفجيرية ضد الغرب، وقد استخدمت الجماعة علماء وخبراء مقذوفات لخلق أسلحة جديدة متطورة تهدف إلى سفك الدماء في أوروبا.
وأشارت «ديلي ميل» البريطانية في مارس الفائت إلى «الجامعة الجهادية» في مدينة الرقة السورية، حيث يعملون على بناء سيارات يمكن التحكم فيها عن بعد، والتي يمكن استخدامها كقنابل متنقِّلة في خلال غارات مدمِّرة.
وفاجأ «داعش» في تطور سلبي آخر، الأجهزة الأمنية الغربية عن طريق تعديل صواريخ مبيدة، بحيث تكون قادرة على إسقاط طائرات الركاب أو الطائرات العسكرية. وتم الكشف عن منتجات وحدة البحوث والتطوير في الجماعة الإرهابية، بعد ثماني ساعات من تسليم أشرطة فيديو لتدريب الجماعة لـ»سكاي نيوز» على يد واحد من أسرى «داعش».
وأعلن كريس هنتر، وهو جندي سابق في القوات الخاصة البريطانية ومستشار للجيش البريطاني، انه صُدم من بعض التطورات التي كشفتها لقطات الفيلم.
وأوضح: «أعتقد أن هذا هو واحد من الاكتشافات الاستخباراتية الأهم عن «داعش».
وأكد: «ما رأيناه في أشرطة الفيديو الدعائية أنها ذات جودة عالية جدا. إنها مصممة لإلهام الناس، وتلمس أعصاب أي شخص يراها، وقد صُمِّمت تلك التدريبات لإعطاء المعلومة الصحيحة عن مدى تقدم وتطور التكنولوجيا التي تستخدمها تلك الجماعة الإرهابية.
ووفقًا للقطات الفيلم، أنتج فريق يعمل بالكامل سيارات من دون سائق، والتي يمكن أن تكون معبّأة بالمتفجرات وتقاد ذاتيًّا مباشرة إلى الهدف، مما يتسبَّب في أضرار مروعة.
ويدّعي الإرهابيون أنهم يضعون في مقعد السائق، عرائس لعبة مع ترموستات لانتاج الحرارة البشرية، في محاولة للسماح للمركبة لخداع أجهزة المسح الضوئي التي تحمي المباني الرئيسية في الغرب.
وستُلهم مقاطع الفيديو الخلايا الإسلامية النائمة في المدن الأوروبية الذين سيستخدمون تلك التعليمات عندئذ لبناء السيارات المفخخة الخاصة بهم، وهذا من شأنه أن يسمح للجماعات الإرهابية بتدبير مذبحة دون المخاطرة بحياتهم.
وتُظهر اللقطات أيضًا أبرز العلماء ينتجون بطارية حرارية محلية الصنع لصواريخ أرض-جو. الرؤوس الباحثة عن الحرارة يمكن استخدامها لمهاجمة المسافرين والطائرات العسكرية.
وكانت جماعات الإرهاب، على مدى عقود، بما في ذلك الجيش الجمهوري الايرلندي يستخدمون هذه الأسلحة، ولكن تخزينها والحفاظ على البطارية الحرارية، وهي عنصر أساسي في الرأس الحربي، كان من المستحيل تقريبًا.
وأعلن أحد المنشقين في تركيا، أن برنامج التدريب السري كان معروفًا في الرقة. وأكد لشبكة «سكاي نيوز» أن البرنامج صُمِّم لتنفيذ هجمات في أوروبا وأبعد من ذلك.