غدًا يوم آخر !

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٧ م

باسم الرواس

باستثناء نجاح الأخضر السعودي في خطف فوز متأخر على حساب أسود الرافدين، ولولا نجاح «نسور قاسيون» في العودة من ماليزيا بتعادل بطعم الفوز مع الشمشون الكوري، لكانت الجولة الثانية من تصفيات آسيا المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 «خالية الدسم» عربيا بعدما أخفق الأبيض الإماراتي في مواصلة رحلة النجاح التي بدأها بالفوز على السموراي الياباني في عقر داره فيما تكبد العنابي خسارة قاسية أمام أوزبكستان في الدوحة مما أبقى رصيده خاليا من النقاط !

فعليا، يمكن القول إن الأرض خذلت أصحابها، بعدما أفرزت المباريات الست التي أقيمت يوم الثلاثاء معادلة جديدة مفادها أن مسألة الأرض والجمهور لم تعد أولوية في كرة القدم الجديدة، إذ بدأ النهار الآسيوي الطويل بفوز الأخضر على العراق في ماليزيا (أرض العراق) كما فشلت الصين باستثمار عاملي الأرض والجمهور وتعادلت مع ايران فيما خسرت تايلند أمام اليابان على أرضها، وتعادلت سوريا مع كوريا الجنوبية في ماليزيا (أرض سوريا) قبل أن يختتم اليوم الطويل بخسارة الأبيض والعنابي في أبوظبي والدوحة أمام استراليا واليابان تواليا.

كيف تبدو الأوراق العربية، وهل تبعثرت آمال التأهل؟
على الورق، من المبكر الحديث عن هذا الأمر خصوصا أن هناك 24 نقطة لاتزال في الملعب، لكن بطبيعة الحال يمكن البناء على مؤشرات عدة قد تساهم في توضيح الصورة.
لا شك أن المنتخب السعودي، وعلى الرغم من تواضع الأداء الذي قدمه وظفر من خلاله بالنقاط الست أمام تايلند والعراق، لكنه حقق معنويا أكثر مما كان يتمنى بالنظر الى المساحة الزمنية الفاصلة التي تبعده عن الجولة الثالثة وهي فرصة متاحة للمدرب مارفيك لاستثمار الروح المعنوية العالية عند اللاعبين فضلا عن عودة النجوم المصابين، في حين تبدو الصورة «تشاؤمية» بالنسبة للمنتخب العراقي الذي بدا فاقدًا للثقة الكفيلة بوضعه في مصاف المنافسين الجدّيين على التأهل.
.. وبالحديث عن هذه المجموعة لا بد من التوقف عند حالة المنتخب الإماراتي الذي ينتظره المزيد في قادم الجولات اذا ما وضعنا في عين الاعتبار ما قدمه أمام أقوى منتخبات القارة ، وإن كان سوء الحظ قد رافقه امام استراليا في أبوظبي بعدما أسعفه أمام اليابان في سايتاما.
في المجموعة الأولى، فإن أشد المتفائلين في أوزبكستان لم يتوقعوا أن يُنهي منتخب بلادهم الجولة الثانية متصدرا بالعلامة الكاملة. وعلى النقيض تماما لم يكن أشد المتشائمين في قطر يتصور أن يستقر العنابي في قاع المجموعة برصيد خال من النقاط.
صحيح أن المنتخب السوري باشر بلعب دور «المعطل» للمنتخبات المنافسة بعدما نجح بـ»قضم» نقطة بتعادله مع الشمشون الكوري لكن صورة العنابي بدت مهزوزة على مستوى النتائج خصوصا أن الأداء الجيد في مباراتي إيران وأوزبكستان لم يُترجم الى أهداف ما جعل المسؤولية مضاعفة على كاهل المدرب دانيال كارينيو في الجولات المقبلة لانتشال اللاعبين أولا من الحالة النفسية والمعنوية الصعبة التي سيعيشها اللاعبون بعد الخسارتين، وللعمل ثانيا على فك طلاسم العجز الهجومي، وتدعيم القدرات التهديفية بعدما أخفق العنابي في تسجيل أي هدف في أكثر من 180 دقيقة!

حسن الختام:

الكرة لاتزال في الملعب وغدًا يوم آخر.