واشنطن –
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن البنتاجون يخشى من أن يتحول فيلم «terminator» الشهير إلى حقيقة، وأن يصبح هناك إمكانية لبرمجة الأسلحة على القتل بشكل آلي دون تدخل من البشر، حيث يشير أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية إلى أننا على بعد عقد أو ما يقرب من ذلك للوصول إلى هذه اللحظة، مع وجود خلافات عميقة حول كيفية التعامل مع هذا الأمر.
وتوضح الصحيفة أن الفكرة التي قام عليها فيلم «terminator» هي أن البشر هم العدو، وهذه الفكرة ليست بعيدة، كما يقول أحد كبار الضباط الأمريكيين. ويقول الجنرال بول سيلفا نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة إننا على بعد عقد أو ما يقرب من الوصول لهذه الإمكانية، الخاصة بميكنة الأشياء.
وبعدما أصبح هذا الاحتمال القادم من الخيال العلمي يلوح في الأفق، فإن كبار المفكرين العسكريين ودعاة المبادئ بدأوا يدرسون العواقب العملية لهذا الأمر. لكن كلما فعلوا ذلك، كلما اتضح أن هناك خلافا كبيرا حول مقدار الحرية التي يجب إعطاؤها للآلات لاتخاذ القرارات بأنفسهم.
وقال الجنرال سيلفا: «علينا أن نكون حذرين للغاية وألا نصمم أنظمة آلية بطريقة يمكن أن نوجد بها موقفا تصبح بها هذه الأنظمة قادرة على إعفاء البشر من القرار الخاص باستخدام القوة من عدمه، مشيرا إلى أننا ربما نكون قد اقتربنا بدرجة خطيرة من هذا الخط. وأضاف في تصريحات أدلى بها الأسبوع الفائت أن فكرة وجود نظام آلي بالكامل يمكن أن يتخذ القرار بشأن إلحاق الأذى بعدو من عدمه موجودة بالفعل.
الذكاء الاصطناعي
مع التطور النوعي في العلاقات العسكرية التي تحكم الدول في العالم، وارتفاع وتيرة العنف المتزايد على امتداد الحدود الجغرافية بين البلاد، برز نوع جديد من الأسلحة التي يمكن من خلالها الاستعاضة عن العنصر البشري في المعارك العسكرية، وهي «أسلحة الذكاء الاصطناعي»، كي تكون وسيلة من وسائل التفوق العسكري، فضلًا عن تكلفتها المُنخفضة. أسلحة الذكاء الاصطناعي هي «أسلحة التحكم الإلكتروني الذاتي»، والتي تشمل الروبوتات المحاربة والطائرات بدون طيار، وهي قادرة على أن تختار، حال تشغيلها، أهدافا معينة وتشتبك معها دون الحاجة إلى تدخل إضافي من العنصر البشري، بحيث يتم إحلالها محل الجندي شيئًا فشيئًا.
وتشمل هذه الأسلحة آلات ومنظومات تكنولوجية مصنوعة، وهي مُزودة بأجهزة استشعار تسمح لها بقدر من إدراك الظرف، وبواسطة المعالجة أو الذكاء الاصطناعي تقرير الاستجابة لحافز مُعيّن، والشروع في تنفيذ القرارات.
ومعظم الدول تفتح طريقها نحو بناء جيشها والتسلح بالجنود الآلية، وأجهزة التحكم الذاتي، وستصبح رخيصة جدًا بسبب توافر المواد الخام التي تُصنع منها تلك الأسلحة، وسهولة استخدامها.
ويرى جيمز بارات، مؤلف كتاب «آخر اختراعاتنا: الذكاء الصناعي ونهاية البشرية» أننا على بعد 15 عامًا من سيناريو فيلم |Terminator|، الذي يتولى فيه الروبوت خوض الحروب بشكل كامل، ويؤكد على وجود سباق مستعر لتطوير أسلحة ذكية. وإذا ما كان الجيش الأمريكي يحلم بتطوير جنود آليين، فهذا سيعني مستقبليًا أن الروبوتات هذه ستتخذ القرارات بنفسها ولن تكل ولن تملّ وقد تكون لها فوائد أخرى. أسلحة الذكاء الاصطناعي .. أخطر على البشرية من الأسلحة النووية
خطر مضاعف
تمثل أسلحة الذكاء الاصطناعي خطرًا يزيد عن خطر الأسلحة التقليدية الخاضعة، حيث ستؤدي أسلحة الذكاء الاصطناعي عن طريق استخدام تعديلات واختراقات يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت إلى تحويل الكثير من أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى ماكينات قتل قادرة على إحداث أسوأ ممارسات الأسلحة الكيميائية، والأسلحة البيولوجية، والرصاصات المتفجرة خصوصًا أنها ليست خاضعة لتحكم البشر.
كما أن المسألة التي تضاعف من خطورة هذه الأسلحة هي سهولة اختراقها، حيث يظهر التاريخ أن أي جهاز حوسبة يمكن إخضاعه في النهاية لمحاولات الاختراق المثابرة الهادفة إلى تغيير وظيفته، بجانب أن استخدام ماكينة الذكاء الاصطناعي لأغراض مدمرة سيكون أسهل كثيرا من تطويع مفاعل نووي.
يقول يورغن ألمتان، المؤسس المشارك للجنة الدولية لمراقبة أسلحة الروبوت: «لقد حاولتُ التحاور مع صانعي الأسلحة ولكنهم غير مهتمين بصراحة بالقانون الإنساني الدولي».
أبرز الدول
تمتلك أمريكا طائرة X-47B بدون طيار، وهي تمثل شريحة تكنولوجية عالية في نظم الطائرات بدون طيار، وستكون ضمن سلسلة مشاريع تهدف إلى بناء أسطول طائرات مقاتلة بدون طيار. يبلغ طول الطائرة 11 مترًا والمسافة بين طرفي الجناح 18 مترًا وارتفاعها 3 أمتار ووزنها الصافي 6350 كجم. وتستطيع الإقلاع بوزن يناهز 20 ألف كجم. تبلغ سرعة الطائرة 45 ماخ وتستطيع التحليق على ارتفاع 12215 متر. الطائرة تعتبر التطوير لطائرة B2 القاذفة «الشبح». وقد أنفقت الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة 6 بلايين دولار سنويا على الأنظمة غير المأهولة المُستخدمة في الحروب، كما قامت وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية بتطوير الروبوتات العسكرية وتمويل المشاريع مثل روبوت LS3 المصَمَّم للسير على الطرق الوعرة، الذي ابتكرته شركة بوستون دَيناميكس الأمريكية.
أما روسيا فتمتلك منصة روبوتية مدرعة متحركة من المقرر الانتهاء منها بحلول نهاية 2015، وهي قابلة للاستخدام في البيئات الخطرة مثل ساحات المعارك، ومناطق الأنشطة النووية.
كما تستطيع هذه المنصة الجديدة أن تعمل في الظروف الجليدية الصعبة في القطب الشمالي أو مناطق إزالة الألغام. المنصة الجديدة تحمل الاسم URP-01G، وتزن ما يصل إلى 7 أطنان، وهذا يتوقف على مدى التجهيزات من المعدات والأسلحة التي تحملها. ويبلغ طولها حوالي 3.5 متر، وعرضها أقل من 2 متر. وتستطيع المنصة الروبوتية حمل ما يصل إلى 2 طن من الأجهزة والأسلحة، وسرعتها القصوى تصل إلى 40 كم/ساعة.
في العام 2012، نشرت إسرائيل نظام أسلحتها الدفاعية الأوتوماتيكية «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ ووضعها في منطقة تل أبيب، وتستطيع البطاريات داخل هذه الأنظمة توفير حماية من صواريخ مهاجمة يتراوح مداها بين 5 كيلومترات و70 كيلومترا إضافة إلى قذائف المورتر، كما أن هذه الصواريخ المضادة لا تنطلق إلا إذا رصد النظام صواريخ يمكن أن تسقط على منطقة عمرانية.
و تعد كوريا الجنوبية رائدة في مجال أسلحة الذكاء الاصطناعي، لأسباب مرتبطة بحالة الدولة التي تعيش حالة حرب دائمة مع جارتها كوريا الشمالية، كما يبرر المسؤولون السياسيون داخل الدولة.
ونشرت كوريا الجنوبية على الحدود بينها وبين كوريا الشمالية الروبوت «SGR-A1» بدوريته، الذي تقتصر مهامه حين يلاحظ وجود شخص ما يطالبه أوتوماتيكيًا برفع يديه، ويمكنه التعرف على الهدف على بعد ميلين. 30 ثانية هي المدة التي برمج عليها هذا الإنسان الآلي قبل أن يطلق النار على المتسللين عبر الحدود. وفي العام 2001، أعلنت كوريا الجنوبية عن مدفعها الأوتوماتيكي «سوبر إيجيس 2»، وهو أحد أكثر أسلحة الذكاء الاصطناعي تطورًا، حيث تتوفر لديه قدرات تحديد وتعقب وتدمير الهدف المُتحرك من مسافة بعيدة دون تدخل بشري.