ليفربول .. «الشغف» وحده لا يكفي!

باسم الرواس
basemraws@hotmail.com

أما وقد مضى على انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث جولات فقط، فإن أي قراءة فنية للنتائج التي أفرزتها المباريات الـ30 التي أقيمت حتى كتابة هذه السطور ستكون «أولية» ولا يُعتد بها، لكنها أقرب إلى «مؤشرات» مرتبطة بوقائع موضوعية ذات صلة بالميادين الخضراء.

مانشستر سيتي، تشلسي، ومانشستر يونايتد ..»تواليا» هم ثلاثي أضواء المسرح بعد مرور ثلاثة أسابيع على العرض الموسمي الممتع للدوري الممتاز، وقد تكلل ذلك بعد نجاح الأندية الثلاثة بحصد 9 نقاط ممكنة في بداية فنية «منطقية» قِياسا الى حجم الاستعدادات والتعاقدات التي أبرمها «الثلاثي» على صعيد المدربين أو اللاعبين، وكانت أولى «الثمار» تصدر الثنائي الارجنتيني سيرجيو اغويرو (السيتي) والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش (اليونايتد) لصدارة ترتيب الهدافين بـ 3 أهداف لكل منهما.

أين أرسنال؟ ماذا عن ليفربول ؟
هل انكفأ ليستر البطل ..!؟ ولماذا تراجع توتنهام الوصيف؟
كُلها أسئلة بدأت تطفو على السطح رغم إدراك أصحابها أنه من المُبّكر جدا الحُكم على المستوى العام للأندية فضلا عن «الميزة» التي تحكم مسار الدوري الممتاز الذي غالبا ما يمتاز بـ»الجنون» ويحمل معه مفاجآت غير متوقعة كتلك التي حققها فريق ليستر سيتي الموسم الفائت عندما خالف المنطق.. وتُوِج بطلا (...) !
«الجنون» الذي نتحدث عنه، لا بد أن يُجابه ببعض «العقلنة» أو»التروي» من قبل المدربين، وتحديدًا أولئك الذين يطمحون لوضع أنديتهم على منصة التتويج باللقب، إذ لا يمكن ان تكون المباراة التي خاضها فريق ليفربول أمام أرسنال في بداية الموسم مثالا يُحتذى لتحديد قوة «الريدز» خصوصا أن نتيجة الـ (4-3) حملت في مضمونها رسائل بالغة الأهمية عن الخلل الكبير الذي سيعاني منه دفاع ليفربول بعدما ظهر بـ»أسوأ» حالاته .. نعم، فاز كلوب بمباراة القمة على أرسنال، وتفوق على فينجر بالمفهوم العام لكن المباراة كانت مناسبة لكشف العيوب أيضا(...) !
على جماهير ليفربول المتأملة خيرا في زمن كلوب أن تكون أكثر واقعية في نظرتها إلى الأمور .. فالمدرب الألماني يميل الى استثمار ما لديه من لاعبين عوضا عن التعاقدات الكبيرة، وقد يكون أكثر الناس فرحا صباح اليوم (1 سبتمبر) مع إغلاق باب الانتقالات الصيفية التي أثقلت كاهله وأتعبت تفكيره..!
لطالما كانت جماهير «الريدز» مِثالا يُحتذى للانتماء والتشجيع .. والجنون أحيانا، وقد جاءها اليوم مدرب يُشبِهها الى حد كبير - بطموحه وشغفه وولائه لكن هذا لا يكفي خصوصا أن عصر الكرة الحالي يعترف بالكثير من الواقعية.. وما تيّسر من الحماس فقط . التقط كلوب الإشارة وحرّر نفسه من الضغوط مبكرًا عندما ابتعد عن التعاقد مع أسماء كبيرة .. بالتأكيد هو لا يبحث عن لقب الدوري هذا الموسم لكنه يسعى لتوكيد «شرعية» وجوده بـ»هدم» هوة توسعت عبر السنوات، وخلقت جفاءً بين «الريدز» وبين لقب الدوري.

حسن الختام :

بلغت كلفة الانتقالات الصيفية في الدوري الإنجليزي مليار يورو في زمن تعيش فيه الأندية الإنجليزية «بحبوحة» تُحسد عليها .. كيف لا وصاحب المركز الأخير في «البريميرليج» سيحصل على مبلغ يتجاوز مكافأة البطل في الدوري الفرنسي . إنه عصر المال يا عزيزي.