القدس المحتلة – زكي خليل
نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس تقريرا حصريا حول المخيم الصيفي الذي نظمته حركة "لهباه" اليمينية اليهودية المتطرفة لشبيبة التلال، على احدى التلال المجاورة لجبل الخليل بالضفة الغربية، وبشكل سري. وتكتب ان المشاركين يتعلمون هناك المصارعة واللغة العربية والتعقب، ويتلقون محاضرات حول كيفية مواجهة التحقيق لدى جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" والشرطة، وينامون في البر ويخرجون لنشاطات ليلية.
وهذه هي السنة الثانية التي يقام فيها هذا المشروع، وبسبب الطلب الواسع عليه قامت لهباه بتنظيم خمس مخيمات خلال الصيف بمشاركة فتية وشبان تتراوح اعمارهم بين 14 و22 سنة، والذين يصلون لتلقي التدريب على مدار ثلاثة ايام.
ومن بين النشاطات التي تجري في المخيم، تعليم اللغة العربية لمواجهة الجمهور العربي. ويقوم رئيس حركة "لهباه" بنتسي غوفشتاين بتوفير المضمون ضد الفلسطينيين وضد الاسلام وضد المسيحية. وبعد ذلك يتعلم الفتية اللغة العربية من اجل القيام بالمهام التي يلقيها عليهم التنظيم. وقال احدهم: "يعلموننا كيف نتوجه الى عربي يخرج مع يهودية. انا اعرف قول اعطني رقم هاتف اختك، ومن ثم التوضيح له بأن عليه ان يتوقف عن العلاقة مع الشابة اليهودية".
بعد ذلك تأتي الدروس الخاصة بهذا الجمهور: "كيفية مواجهة التحقيق في الشرطة"، حيث يشرف على التدريب المحامي ايتمار بن غفير، و"كيفية مواجهة التحقيق في الشاباك" باشراف نوعم فيدرمان. وكما يتضح فان لكل تحقيق اساليبه.
فدرمان، ناشط اليمين اليهودي المتطرف الذي اعتقل اداريا لمدة تسعة اشهر، يشرح للشبان بأن التحقيق لدى الشرطة يشبه لعب الاطفال مقارنة بالتحقيق لدى الشاباك، ويقول لهم: "في الشرطة، اذا سكت، سيتم بعد عدة ايام احضارك لتمديد اعتقالك، الصمت يقودك خلال عدة ايام الى البيت. اما لدى الشاباك فلديهم اساليب والكثير من الوقت. التحقيق في الشاباك شيء مختلف ويجب الاستعداد له بشكل جيد".
ويقدم فيدرمان مثالا شخصيا. "هدف محقق الشاباك هو جعلك تتعلق به في كل شيء. اذكر انني دخلت الى احدى التحقيقات مع قناع للتزلج وضعوه على وجهي في الطريق. اجلسوني على كرسي مشدود الى الأرض، وقيدوني. وكنت احتاج اليهم حتى اذا اردت احتساء الماء. في مرات اخرى اخذوني الى المعتقل وجففوني داخل زنزانة صغيرة. الزنزانة متعفنة لأن المراحيض في داخلها تماما، واذا لم تغتسل سيصبح كل شيء منتنا. اذا كنت قويا بما يكفي لكي تصمت ولا تجعلهم يلعبون بك، فانك ستفكك لهم كل شيء. بعد عدة ايام جففوني خلالها كانوا متأكدين بأني اصبحت جاهزا للتحقيق، وعندما استدعوني قلت لا، فحطمهم ذلك نهائيا".
ويحكي فيدرمان للطلاب عن صديقه يتسحاق فاس، الذي قتلت ابنته شلهيبت في عملية إطلاق للنيران في الخليل، وهي في الشهر العاشر من عمرها. في 2003، تم اعتقال فاس مع شخص اخر وفي حوزتهما ثماني عبوات تخريبية. وحوكما وقضيا عامين في السجن. وقال فيدرمان: "اذكر ان يتسحاق جاء الي وطلب نصيحتي فقلت له: قل لهم انك عثرت على العبوات في الطريق وانك كنت متوجها الى الشرطة لتسليمها لها".
ويلخص قائلا: "في قضية دوما، (قتل عائلة دوابشة) كان هناك شاب كنا نعرف انه سيتم اعتقاله. لقد صرح امامي بأنه لن يتحدث مع محققي الشاباك ولو بكلمة واحدة. بعد يومين تم اعتقاله، ومن ثم، بعد عدة ايام من التحقيق سكب امامهم كل شيء. ولذلك يجب ان تطرح امام نفسك ورقة يمكنك الالتزام بها".
اما بن غفير فيشرح للفتية عن حقوقهم اثناء التحقيق في الشرطة وخلال اعتقالهم في المظاهرات. ولا يقلل من وصف انتصاراته الشخصية: "من يعرف القانون ويعرف يكف يخدع الشرطة يمكنه ان يربح المال ايضا. لقد دفعوا لي تعويضات بقيمة الاف الشواكل. يجب معرفة القانون فقط. مثلا، يجب ان تعرفوا ان مظاهرة يقل عدد المشاركين فيها عن 50 لا تحتاج الى تصريح، ولا يمكنهم اعتقالكم. يمكنكم مطالبة افراد الشرطة بابراز هوياتهم".
المسؤولون عن المخيم يعتقدون انه لا توجد فيه أي مشكلة. المحامي بن غفير يقول: "يأخذون هنا الشبيبة ويعلمونها قيم ارض اسرائيل الكاملة وكيف يجب التصرف ضد الاختلاط. هذا مشروع مبارك يجب على الدولة المشاركة في تمويله". اما غوفشتاين فيقول: "كل ما نفعله هنا هو حسب القانون. لا يوجد هنا استخدام للسلاح. هؤلاء الفتية يأتون للحفاظ على الكرامةاليهودية".