ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
صلالة واحة غناء حباها الله طبيعة بكراً فموسمها الذي يمتد بين شهري يوليو وسبتمبر هو حدث استثنائي تنفرد به عن بقية الاقطار السياحية في دول المنطقة.. والمدهش حينما تصل إلى صلالة والحرارة في ذلك الوقت قد بلغت أشدها في الدول المجاورة يقابلك ذاك الطيف الجميل ( الضباب) وكأنه السحر لتفاجأ حين ينقشع رويداً رويدا كأنك في حلم جميل فترى كل ماهو حولك كأنه بساط أخضر. سبحان الله... نعم هي صلالة هبة الرحمن في فصل الخريف.
ولكوني زائرا لصلالة منذ حقبة الثمانينيات وعلى فترات متباعدة والي زيارتي الأخيرة هذا الخريف فقد لاحظت مثلما لاحظ غيري أن هناك تطورا ملحوظا فيما يخص السياحة في محافظة ظفار لاسيما أثناء فصل الخريف ولكنه تطور يمشي ببطء لا ندري هنا هل هو راجع إلى كينونة المنطقة وخصوصيتها الاجتماعية حيث إن عدم الانفتاح المباشر مقصود لكي لا يصطدم بالعادات والتقاليد وبتقبل السكان الذين ربما سيتقبلون الأمر لو حدث تدريجيا أم أنه راجع لعملية التفكير بمبدأ رمي قطعة حلوى في كل مرة بمعنى أن هناك حدثا سياحيا جديدا في كل موسم.
وقد يرى البعض أن التأني والتدرج مطلوبان في هذه الأمور لاسيما إن كانت هناك خطط معدة سلفا وعلى مراحل. ولكن في اعتقادي أن هذا الوضع لا يتناسب مع ما تشهده الساحة السياحية من تطور ولا نرضى أن نكون متأخرين عن الركب.
أنا في هذا المقال لا أدعي أنني خبير سياحي ولا أقول إنني أدرى من سكان محافظة ظفار ولكن لكوني من أبناء البلد وزرت المحافظة أكثر من مرة كما ذكرت سلفا ومن باب المساحة الممنوحة لي في هذا العمود فقد قررت أن أسلط الضوء على بعض الملاحظات في موسم الخريف الحالي. ولكي أكون أمينا مع نفسي ومع القراء الأكارم في طرح الموضوع فقد ارتأيت أن أجري استطلاعا أو استبيانا لعينة عشوائية اخترتها عن طريق الأصدقاء الموجودين لدي ممن عرفت أنهم زاروا المحافظة خلال هذا الخريف وطرحت عليهم أسئلة محددة منتقاة وكانت مجمل الإجابات والاقتراحات والملاحظات متشابهة إلى حد ما ألخصها في التالي:
- الإسراع في تهيئة الجزء المتبقي من طريق نزوى ثمريت للحد من حوادث الطرق المأساوية التي تقع. صحيح أن بعض المسارات شهدت تحسنا ملحوظا وأن جهود شرطة عمان السلطانية ملموسة ويشهد لها ولكننا نعتقد أن الانتهاء من الشارع المزدوج من شأنه أن يزيد من نسبة عدد السائحين خلال موسم الخريف ويقلل من حوادث السير، كما أن إقامة محطات متنقلة تحوي مقاهي ودورات مياه ومحلات خدمة للسيارات يديرها شباب عماني من شأنه أن ينعش الجانب الاقتصادي على هذا الطريق الطويل.
- السكن - وما أدراك ما السكن - فليس الجميع لديهم المقدرة على الذهاب للفنادق والاغلب وبخاصة العوائل يفضلون الشقق أو المنازل المستقلة ولكنهم يصطدمون بسيطرة الوافدين وبخاصة من الجنسية الآسيوية على إدارة أغلب الشقق الفندقية خلال فصل الخريف والتي لا تهتم لا بالجودة ولا النظافة. فقط كل همها هو العائد المادي. ولا أدري هنا هل تشرف وزارة السياحة على هذا الجانب حتى لو من خلال تصنيف الشقق بحسب النجوم بدلا من ترك الحبل على الغارب للوافد الذي يسرح ويمرح كما يشتهي ويرفع وينزل الأسعار على هواه.
- السماح بإنشاء مكاتب سياحية تخدم السائح على مدار الساعة توفر مرافق وشاليهات ثابتة أو متحركة يمكن للسائح استئجارها في الاماكن السياحية المطلة على المواقع الخلابة وإيجاد حدائق وملاه للاطفال حتى ولو كان ذلك نظير مبلغ رمزي.
ونظرا لأننا استنزفنا المساحة الممنوحة لنا في هذا العمود فسوف نستمكل لكم ما تبقى في حلقة أخرى قادمة خلال الأسبوع المقبل. دمتم بود.