الامم المتحدة – ش – وكالات
أدان مجلس الأمن الدولي بشدة كوريا الشمالية لقيامها بإطلاق صواريخ بالستية، ووافق على اتخاذ "تدابير مهمة" للرد على التجارب الأخيرة.
وأعرب المجلس الذي يضم 15 دولة بأشد العبارات عن إدانته في بيان صدر بالإجماع وبموافقة الصين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ.
ووفقا للبيان، وافق أعضاء المجلس على "مواصلة مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ المزيد من التدابير المهمة"، من دون الخوض في التفاصيل.
وسبق أن فرضت الأمم المتحدة خمس حزم من العقوبات على كوريا الشمالية منذ قيامها بأول تجربة نووية في العام 2006.
تبنى مجلس الامن في مارس عقوبات اقتصادية وتجارية اشد وغير مسبوقة بحق بيونغ يانغ، تستهدف تجارة المعادن وتشديد القيود المصرفية.
وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة الأربعاء بعدما أطلقت بيونغ يانغ صاروخا من غواصة باتجاه اليابان.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي الجديد يشكل "تهديدا جديا لامن اليابان وعملا غير مسؤول لا يمكن التسامح معه".
وأدان المجلس عملية إطلاق صاروخ باليستي في الثاني من آب/أغسطس، سقط للمرة الأولى في المياه اليابانية، بالإضافة إلى تجربتين أخريين في 9 و18 تموز/يوليو.
واعتبر الأعضاء أن كل هذه التجارب تشكل "انتهاكا خطيرا" لقرارات الأمم المتحدة.
وتحظر قرارات عدة للامم المتحدة على كوريا الشمالية اي نشاط نووي او صاروخي، لكن ذلك لم يمنعها من اجراء اربع تجارب نووية آخرها في يناير وعدة تجارب صاروخية.
واعتمد المجلس بيانه بعد جولات عدة من المفاوضات مع الصين، التي أصرت على مدى الأسابيع الأخيرة على ضرورة تجنب تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون اعتبر أن الصاروخ البالستي الذي أطلقته بلاده من غواصة شكل "نجاحا كبيرا".
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون قد اعتبر في وقت سابق ان الصاروخ البالستي الذي اطلقته بلاده من غواصة شكل "نجاحا كبيرا
وقال كيم جونغ اون في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية ان البر الاميركي والمحيط الهادئ اصبحا "ضمن مدى ضربات" جيش الشمال.
اطلق الصاروخ من غواصة مقابل سواحل ميناء سينبو الاربعاء، على ما اعلنت كوريا الجنوبية، واجتاز 500 كلم في اتجاه اليابان عابرا مسافة تتجاوز اي تجربة صاروخية من غواصة في السابق.
واعتبر كيم ان الصاروخ الاخير اثبت ان كوريا الشمالية انضمت "الى طليعة القوى الكبرى عسكريا والمجهزة بالكامل بقدرات هجومية نووية".
بث التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي فيديو قصيرا صور من مختلف الزوايا بدا فيه الصاروخ وهو ينطلق من تحت الماء ثم يشتعل قبل ان يواصل ارتفاعه افقيا.
كما نشرت صحيفة رودونغ سينمون الاكثر انتشارا في كوريا الشمالية 24 صورة لكيم وهو يشاهد التجربة، وبدا في احداها واضعا يديه على خصره وهو ينفجر ضاحكا في احد مراكز المراقبة، وفي اخرى وهو يراقب بالمنظار.
وعلقت الصحيفة بالقول ان كيم "قدر التجربة الصاروخية واعتبرها اعظم نجاح ونصر".
و دعا كيم علماء بلاده الى السعي الى تركيب رؤوس نووية على مختلف انواع الصواريخ البالستية والنجاح في اطلاقها من اجل "التعامل مع الحرب الشاملة والحرب النووية غير المتوقعة مع الولايات المتحدة الامبريالية".
اضاف "لن اتكهن باي ملاحظات مثيرة للسخرية ستصدر عن الولايات المتحدة واتباعها حول هذه التجربة، لكن يمكنني القول ان أفعالهم الطائشة لن تؤدي الا الى تسريع تدميرهم الذاتي".
قد يؤدي النجاح المثبت لنظام صواريخ بالستية تطلق من غواصات الى رفع التهديد النووي لكوريا الشمالية الى مستوى جديد يمنحها القدرة على ضرب اهداف خارج شبه الجزيرة الكورية وتسديد "ضربة ثانية" للرد في حال الهجوم على قواعدها العسكرية.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن مصدر عسكري ان تجربة الاربعاء جرت باطلاق الصاروخ بزاوية حادة للحد من مدى الصاروخ.
اضاف المصدر ان اطلاق الصاروخ بالزاوية الفضلى وبملء حاجته للوقود قد يتيح له تجاوز 2500 كلم.
وكانت الوكالة نقلت عن مصدر عسكري ان اعتماد الزاوية الفضلى لاطلاق الصاروخ يجيز له تجاوز 1000 كلم، من دون تحديد ان كان مليئا بالوقود.
اشار معهد الولايات المتحدة - كوريا في جامعة جونز هوبكينز على موقعه "38 نورث" ان بيونغ يانغ ما زالت تواجه تحديات تكنولوجية كبرى منها بناء غواصات جديدة قادرة على حمل الصاروخ.
لكن كوريا الشمالية "على طريق التمكن من اصابة اهداف في المنطقة، منها اليابان، مع حلول 2020"، بحسب المعهد.
اثر اطلاق الصاروخ ردت هيئة الاركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان مؤكدة ان الشمال عازم بشكل واضح على تصعيد التوتر وان التجربة الاخيرة تمثل "تحديا خطيرا" للامن في شبه الجزيرة الكورية وانتهاكا خطيرا لقرارات الامم المتحدة.
وجاءت التجربة الاخيرة بعد ايام على تهديد كوريا الشمالية بشن ضربة نووية وقائية ضد القوات الكورية الجنوبية والاميركية التي بدأت مناوراتها العسكرية السنوية "اولشي فريدوم" الاثنين.
وتمنع قرارات الامم المتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية لكن بيونغ يانغ واصلت القيام بالعديد من عمليات الاطلاق في اعقاب تجربتها النووية الرابعة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وردت كوريا الجنوبية بالموافقة على نشر نظام "ثاد" الاميركي المتطور المضاد للصواريخ، في خطوة اساءت بشكل خطير الى العلاقات مع الصين، الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية.