مسقط -
تختتم فعاليات دورة الإدارة الرياضية والشبابية وإدارة العمل التطوعي ظهر اليوم بفندق مجان وبرعاية المكرم المهندس خلفان بن صالح الناعبي عضو مجلس الدولة والتي تستضيفها وزارة الشؤون الرياضية ممثلة في دائرة مركز إعداد القيادات الرياضية وتشهد مشاركة 50 مشاركا يمثلون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبعض الدول العربية ويحاضر فيها أكاديميون من ذوي الاختصاص والخبرة، حيث حملت الدورة في طياتها جلسات نقاشية تمحورت حول 3 محاور رئيسية في الإدارة الرياضية والإدارة الشبابية وإدارة العمل التطوعي.
زيارة للمتحف الوطني
زار المشاركون في الدورة صباح أمس المتحف الوطني والذي افتتح رسميا الشهر الفائت، وقام المشاركون بجولة للتعرف على محتويات المتحف وعلى الكم الهائل من المعلومات التي يحتويها المتحف والتي يمكن أن تختصر تاريخ السلطنة منذ العصور السابقة وحتى عصرنا الحالي حيث من الممكن أن يتعرف عليها خلال جولته للمتحف، وقد أبدى المشاركون انبهارهم وإعجابهم بالمحتويات التي توجد بداخل المتحف ويعتبر أحد أجمل المتاحف وذلك لزياراتهم المتعددة لمختلف المتاحف في مختلف دول العالم.
رحلة بحرية
وقام المشاركون كذلك مساء أمس الأول برحلة بحرية استمتعوا خلالها بالمناظر الخلابة التي تمتاز بها محافظة مسقط والجانب الساحلي لها، حيث انطلقت الرحلة من بندر الروضة مرروا بفندق قصر البستان وقرية يتي ووصولا إلى جزيرة الخيران وكذلك أيضا الاستمتاع برؤية قصر العلم من البحر وقلعتي الجلالي والميراني وأيضا المقابر التي توجد خلف الجبال وأيضا التشكيلات الصخرية والتي نتجت عن النحت والمد والجزر وتشكلت الصخور على أشكال حيوانات مختلفة.
مهارات التعامل مع الشباب
وقد ألقت الدكتورة ميمونة الزدجالية أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، محاضرة حملت عنوان مهارات التعامل مع الشباب، حيث إن الشباب مرحلة عمرية يمر بها الإنسان، تبدأ من سن البلوغ (أي حوالي سن الخامسة عشرة من العمر) وتنتهي تقريباً في سن الأربعين، وهناك من يجعلها تنتهي قبل الأربعين، وآخرون يوصلونها إلى الخمسين، ولكن الراجح من هذا التحديد أن مرحلة الشباب تنتهي في سن الأربعين من العمر؛ لأن الإنسان في هذه السن يصل إلى حده في النمو، وقد تطرقت الدكتورة إلى مبادئ في المشاركة وتتمثل في أن المشاركة تهدف إلى تمكين الشباب وبناء قدراتهم ويجب ألا تتحول إلى استغلال لهم، كما أنها لا تكون شكلية (ديكور تجميلي للبرنامج)، ويجب ألا نتوقع النجاح من أول تجربة وبالتالي نحبط ونرتد عن المشاركة من أول تعثر أو فشل فهي مهارة يتم تعلمها بالتدرج، وأيضا المشاركة لا تعني الفوضة ولا تعني إلغاء دور الكبار، كما أن المشاركة في معرفتنا لاحتياجات الشباب وخصائصهم النمائية مقدمة مهمة لإشراكهم ولا توجد مشاركة بدون مواقف إيجابية من الشباب وقدراتهم وعدم التميز وإتاحة المجال لكل الشباب.
ثم انتقلت الزدجالية للحديث حول فوائد المشاركة على الشباب أنفسهم وتتمثل هذه الفوائد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، تزيد من الدافعية الإنجاز وبالتالي زيادة تقديرهم لذاتهم وتلبية احتياج أساسي لهم، كما أنها تدعوهم لمواجهة الحياة بأنفسهم تدريجيا ومساعدتهم على التحول من معتمدين على غيرهم إلى مستقلين ومتعاونين مع الآخرين وتساعدهم على إقامة توازن بين حاجاتهم وحقوقهم وبين حاجات وحقوق الآخرين.
وتحدثت الدكتورة بأنه لكي ينجح الحوار مع الشباب يجب أن يحرص على توضيح أهداف النقاش وطرح أسئلة مثيرة للنقاش ولا توحي إلى إجابة محددة، وأيضا المساهمة في تهيئة مناخ آمن من خلال التذكير بأن المشاركين أحرار في التعبير عن آرائهم وأفكارهم الشخصية في الموضوع وتشجيع المشاركين على الاستماع والإنصات لبعضهم وتوزيع الأدوار وإتاحة الفرصة للجميع بعدالة ومساواة، والطلب من المشاركين باستمرار تقبل الأفكار، والتعامل مع الاختلاف والتنوع بشفافية وتوزيع محاور النقاش على الوقت حسب أهميتها، ويجب عليه أن يجتنب عدة أمور منها ألا تستأثر بالحديث أكثر من اللازم، ولا تحصر النقاش أو الموضوع في فكرة قالها أول المشاركين ولا تسمح بتحويل الحوار إلى رد ورد مضاد ولا تعرض رأيك الشخصي في كل نقطة بخاصة بداية الحوار ولا تتعجل في إرسال الأحكام وتقييم ما يقوله المتحدث، وأيضا لا تقول للمشارك المتحدث ما لم يقل ولا تسمح بتحول المناقشة إلى حوار طرشان أو «صراع ديكه» وأيضا لا تقاطع ولا تسمح للآخرين بمقاطعة زملائهم أثناء أخذهم دور الحديث.
الإدارة الرياضية
كانت أولى المحاضرات في الدورة عن مدخل إلى الإدارة الرياضية قدمها د.عماد البناني، وتحدث فيها البناني عن اتجاهات العمل والتخطيط له وأيضا الإدارة المالية وإدارة الوقت، كما تحدث البناني عن المفاهيم العلمية للإدارة والتي عرفت بأنها النشاطات التي يقوم بها الإداري من أجل تحقيق هدف معين لتميزه عن غيره، بعد ذلك انتقل البناني للحديث عن العناصر العلمية للإدارة والمتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وبعد ذلك استعراض الكثير من التعريفات والمصطلحات وتم الاستنتاج بأن الإدارة تعرف بأنها هي عملية التوجيه والتخطيط والتنظيم والتنسيق ودعم العاملين وتشجيعهم.
مهارات التواصل الفعال
وفي المحاضرة الثانية ألقى د.علي بن حسين البلوشي محاضرة بعنوان مهارات التواصل الفعال، وهدف البلوشي في محاضرته لتحقيق أهداف كثيرة وأهمها التعرف على ماهية التواصل ومكوناته، وإنشاء قائمة بأشكاله وعناصره، والتعرف على عملیته، وأسباب نشوئه، ومعوقاته، وفوائده وربط مفهوم التواصل بخبرة ذاتیة وإدراك ما یؤثر على عملیة التواصل واستنتاج بعض أخطار التواصل السیئ، وتطرق البلوشي إلى أنواع التواصل وهي أربعة: لفظي وغير لفظي ورسمي وغير رسمي، ثم تطرق البلوشي لأسباب التواصل والتي حصرها في 5 أسباب وهي تبادل المعلومات والقيام بعمل معين وتغيير سلوك معين وتأكيد فهم لموضوع معين وإقناع شخص ما بفكرة معينة.
إدارة الضغوط الإدارية
وقدم د.عماد البناني محاضرة بعنوان إدارة الضغوط الإدارية تحدث فيها عن إدارة الضغوط الإدارية وتطرق إلى أشكال هذه الضغوط والمتمثلة في كثرة العمل وإدمانه وقلة العمل وسوء التوجيه والحماس الزائد وعدم وجود الفراغ والاستراحة، ثم تحدث البناني عن أسباب هذه الضغوط والتي قد تتسبب في القلق والاضطراب وجهد العمل، كما أنها قد تتسبب في أمراض عديدة كالضغط والحساسية الجلدية وآلام الأسنان والمفاصل وقرحة المعدة، بعد ذلك تطرّق المحاضر لخصائص المدير السيئ وتتمثل في أنه مشوش الأهداف ومركزي ومدمن اجتماعات وتنبيهات ومحابي وينكر الحياة الخاصة لغيره، ولا يؤمن بأهمية تدريب الآخرين لا يثيب ولكنه يعاتب ويلوم كثيرا أيضا بابه مقفل ولا يقبل نقدا ولا نصيحة، في الجانب الآخر تطرّق البناني عن الكيفية التي من الممكن أن تصبح بها مديرا جيدا كتقديم حوافز للمجد أمام الموظفين والتشجيع على اتخاذ المبادرة والقرار، وأيضا عقد اجتماعات منتظمة وتسهيل أمور التدريب لموظفيك.
القيادة في المجال الرياضي
وفي محاضرات أخرى لـ د.عماد البناني تحدث عن القيادة في المجال الرياضي وأخذها من 4 محاور رئيسية وهي مفهوم القيادة وعناصرها ونظريات القيادة وخصائص القيادة ومهارات القائد الإداري الناجح والمتمثلة في المهارات الفكرية والمهارات الإنسانية والمهارات الفنية، كما تطرق الدكتور إلى التوجيه مفهومه وأبعاده والتي تتمثل في القيادة والاتصال والدافعية، حيث إن هناك أنماطا للقيادة، وأحد هذه الأنماط القيادة الاتوقراطية وهو أسلوب نابع من اعتقاد القائد وعقيدته بأنه يجب أن يمارس سلطته كاملة بحيث تشمل كافة تصرفات الموظفين فهو لا يثق في قدراتهم على اتخاذ القرارات بمفردهم ويؤدي هذا الأسلوب إلى عدم تحفيز المرؤوسين وعدم إحساسهم بالرضا إلا أنهم يستمرون في أداء عملهم خوفاً من العقاب، وثاني أنماط القيادة هي القيادة بأسلوب الحرية وهو أسلوب غير عملي يتهرب فيه القائد من المسؤولية حيث يفوض سلطة إصدار القرار، ويصبح كمستشار لتلك العملية القيادية، وتحدث الدكتور بعد ذلك عن الدافعية وتتركز أهميتها في تحرر الطاقة الكامنة في الفرد وتحديد الغرض من النشاط أو السلوك أو التنبؤ بالنتائج المستقبلية يكون بمثابة تهيئة الظروف لعمل الدوافع، وأيضا الدوافع تجعل الفرد يستجيب لبعض المواقف ويهمل البعض الآخر، وللدوافع دور مهم في توجيه السلوك نحو الهدف الذي يشبع الدافع، كما تطرق الدكتور للحديث عن الاعتبارات التي تسهم في استثارة الدافعية كالاهتمام بالفروق الفردية للمرؤوسين والعمل على تقدير المرؤوسين واستخدام أسلوب التوجيه وأيضا العمل على توفير بعض الحوافز والاهتمام بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، بعد ذلك انتقل المحاضر للحديث عن الاتصال والمتمثل في مفهومه وأهميته وعناصره التي تندرج كمرسل ومستقبل والرسالة ووسيلة الاتصال ورد الفعل.
اهتمامات الشباب
أوضح د.عاطف الرواشد رئيس الوفد الأردني بأن المحاضرات التي شهدتها الدورة كانت تتناول اهتمامات الشباب العربي في كافة الأقطار العربية باعتبار أن هناك تشابها في التفكير والعادات والتقاليد إلى حد ما، وأيضا قدرة المحاضرين على إيصال الرسالة التي تهدف إليها الدورة بالصورة المناسبة، كما أن التفاعل والمناقشات التي كانت حاضرة من قبل المشاركين كان لها دور إضافي في إيجاد جو مناسب في هذه الدورة، وتابع رئيس الوفد الأردني بأنه لقد ساد روح الفريق الواحد بين المشاركين في هذه الدورة وتميزت الرحلات التي أقيمت بشكل علمي مدروس واستمتع المشاركون في هذه الرحلة، واختتم د.عاطف بشكره للسلطنة وللمنظمين على حسن الضيافة وطيب الإقامة وعلى الجهد الرائع والعمل الدؤوب والخدمة الممتازة والتنظيم العالي التي تشهدها الدورة.