هيثم خليل
تابعنا عن قرب دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو حيث جعلتنا مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» قريبين جدا وإن كانت المسافات تفصلنا عن موقع الحدث، وأيضا قربنا من الشاشة الصغيرة ونقل الأحداث الرياضية المختلفة وحقيقة أفرحني مؤخرا فوز البطل العربي الأردني أحمد أبو غوش بذهبية رياضة التايكواندو، وهنا لابد أن أقف عند هذه النقطة تحديدا فما يصرف من أموال في دول عربية أخرى ربما أكبر لصناعة بطل أولمبي على الرياضة، وهناك دول لها باع في المسابقات والبطولات لكنها فشلت في حصد ولو ميدالية واحدة من البرونز على الأقل. أبو غوش أمر محفز للعرب في الأولمبياد المقبل ليحذوا حذوه وهو إنجاز تاريخي يحسب للأشقاء فصناعة البطل لا تكلفك أكثر من هدر الأموال على منتخبات الفرق الجماعية، وبالتالي تخرج خالي الوفاض وعلى مقولة «من المولد بلا حمص».
الذهب حققته البحرينية «روث جييت» برياضة ألعاب القوى ولا ننسى البطل الخليجي الكويتي فهيد الديحاني الذي حقق ذهبية الحفرة المزدوجة وهو إنجاز تاريخي كبير للأشقاء العرب في دولة الكويت، ويحسب للبطل الذي شارك في ريو وأصرَّ على تحقيق الذهب رغم الحظر المفروض على الأشقاء في الرياضة وهناك ميداليات متنوعة كثيرة حققها شبابنا في دول المغرب العربي لكن يبقى الذهب بواقع مغاير ومختلف وربما أكبر المفاجآت للعرب تحديدا هو إخفاق البطل الأولمبي السباح التونسي أسامة الملولي في الأولمبياد الحالي بعد أن عقدنا عليه آمالاً عريضة لتكرار إنجازه اللندني، لكن يبقى التخطيط أمراً مهماً للغاية للحصول على بطل أولمبي أو بذل الجهود على الرياضات الفردية لأننا في الجماعيات لا نستطيع المنافسة مع الآخرين رغم أننا كنا نعول أيضا على الأشقاء في قطر وتحديداً منتخبهم لكرة اليد وصيف بطولة العالم الأخيرة.
وبغض النظر عن بعض التعليقات لبعض المغردين العرب في مواقع التواصل الاجتماعي حول قضية تجنيس الرياضيين لبعض الدول العربية فالوصول للمنصة ورفع اسم أي بلد هو قمة ما يصبوا إليه الجميع، والدليل أن دول العالم والأوروبية تحديداً تعتمد على رياضيين مجنسين حققوا إنجازات كثيرة وخصوصا في لعبة كرة القدم، ونتذكر فرنسا ببطلها العربي الجزائري الفذ زين الدين زيدان الذي ساهم في إحراز بطولة كأس العالم لبلده الحالي فرنسا.
كنا نعول على منتخب العراق الأولمبي لكرة القدم خصوصا أنه سبق أن حقق المركز الرابع في أولمبياد أثينا، وكان قريبا من إحدى الميداليتين في ذلك الوقت ورغم أنه أوقف نيمار ورفاقه في أولمبياد ريو الحالية وفرض عليهم التعادل في عقر دارهم وأمام جماهيرهم غير أن ضعف القراءة الفنية لمدرب الفريق وضعتهم خارج الحسبة، بعد أن كانت الفرصة كبيرة لهم للتنافس وخرجوا دون خسارة. في السلطنة كان الحديث كثيراً والآمال معلقة على البطل بركات الحارثي لكنه علل فيما بعد أسباب عدم المنافسة للزميل فهد الزهيمي موفد البعثة الإعلامية إلى الأولمبياد خلال الرسالة الصحفية التي نُشرت في الصحف المحلية ومنها أنه بحاجة إلى مدرب ذي مواصفات عالمية، وأيضا الأجواء المناخية ساهمت بعدم تحقيق طموحه، دول الخليج العربي قالت كلمتها وفرضت نفسها بتحقيق الميداليات المتنوعة في الأولمبياد، وتبقى صناعة البطل الأولمبي هاجس بعض المخططين فالعملية ليست معقدة ولا تحتاج لحسابات لوجاريتمية أو تنظيرات فقط تحديد الهدف وأموال قليلة وصبر.
haesamsports@yahoo.com