محمد بن سيف الرحبي alrahby@gmail.com www.facebook.com/msrahby/ malrahby
في شمال الشرقية ملتقى لمئة مبتكر، في قلب كل واحد منهم حكاية، ومحورها أن الأفق محدود أمامهم، وفي مواجهة تلك التحديات التي تعصف بهم، ولا يزال بنيانهم هشاً لحداثة سنهم، سيلتحقون بركب كثيرين من أمثالهم، دفنوا أفكارهم ومشاريعهم، وتحولوا إلى آلات جامدة في مسار الحياة الباحث عن لقمة عيش.
تمعنت في الأفكار المنفذة من قبل أولئك (الفتية) بما يدل على أن هذه العقول (النظيفة) لن تبقى كذلك مع وأد مشاريعهم، وغياب الأفق العلمي أمامهم، حيث لا مؤسسات وطنية تدعم تطورهم (مع الأخذ في الاعتبار مجلس البحث العلمي ودوره ربما بعيد عن مسارهم)..
ولا شركات خاصة تعمل على الاستفادة من (عقولهم) كون الدروب لا تجمع الطرفين، ولا مجالس الإدارات لديها الشعور بأهمية ذلك، إن لم يكن على المسار الاقتصادي البعيد المدى، فعلى المسار الوطني، الأعمق من كل مدى!
من تلك الأفكار: غرفة ألعاب افتراضية متعددة الأغراض كالتعليمي والترفيهي، وهذا تحتاجه مدارسنا على نحو واسع لو وجدت البيئة الاستثمارية، والموقف الذكي للسيارات، وأمان المنزل للتنبيه لمخاطر تسرب الغاز مثلا، والأمان في العمل، وشاحنة الرصف الآلي للطرق، والمدخنة الخضراء، والسخان الكهربائي الصديق للبيئة مع توفير 60 بالمئة من الطاقة الكهربائية، وهذا هدف كبير للاستفادة منه محلياً، وكان جديراً بالحكومة أن تتبناه كمشروع وطني واستراتيجي، وهناك غيرها من الأفكار التي تنضم إلى مئات من الاختراعات الأخرى التي مرت علينا خلال السنوات الفائتة، وربما ســـتتبعها أخرى، طالما أننا نلجأ إلى إهمال هــؤلاء، والتمسك بشيء واحد.. هو تعقيد إجراءات تسجيل براءات الاختراع.
يقول أحدهم إن تسجيل الإجراءات بطيء جدا، ويطالب بتوسيع الاعتراف بها خارج حدود منطقة الخليج، مع وجود رسوم لا يتحملونها، يقول أحدهم إن الحل أحيانا في تسجيل الاختراع خارج الحدود.. وتلك هي المعضلة.
عن الدعم يقول أحدهم إن مشروعه فاز بالمركز الأول على مستوى السلطنة لكنه لم يجد الدعم المادي لنقل المشروع إلى أندونيسيا للمشاركة في مسابقة دولية هناك، وتصرفوا بنقله لكنهم عجزوا عن إرجاعه، ربما لأنهم مخترعون وعلماء المستقبل، وليسوا فرقة فنون شعبية أو مصنع حلوى يذهب على نفقة الدولة للمشاركة في أســـابيع تسمى، تجاوزا، أنها ثقافية!
المبتكرون يعانون من غياب المظلة القادرة على تحويل أفكارهم إلى منتجات قابلة للاستخدام، حيث يعانون من عدم توفر الخامات والقطع المطلوبة، وهذا قـــد يتوفــر مع وجـــود مركز للاستكشاف العلمي.
افتحوا أمامهم أملا، ولعقولهم ما تنتفع به بلاد نريد أن ترتقي بالعلم.. وعقول هؤلاء قادرة على النضج ليتحولوا إلى علماء حقيقيين، يحتاجون حاضنة يكبرون فيها، نحو مستقبل يرفعنا عن مستوى جنون الاستهلاك.. نحو «عقل» المعرفة.