خريجات علم الاجتماع.. بلا عمل

بلادنا الاثنين ١٥/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٢ م
خريجات علم الاجتماع.. بلا عمل

مسقط – خالد المحروقي

ناشدت خريجات متخصصات في علم الاجتماع الجهات المختصة تعيينهن حيث مضت فترة ليست بالقصيرة على تخرجهن من جامعات من داخل السلطنة وخارجها وما زلن يبحثن عن عمل.
عمل هؤلاء الخريجين والخريجات ارتبط غالبا بالعمل كأخصائي اجتماع في المدارس وعدد من الوزارات الحكومية الاخرى كالتنمية الاجتماعية.
وأوضحت خريجات لـ "الشبيبة" أنهن توجهن كذلك الى عدد من الشركات والجامعات الخاصة للبحث عن عمل بحسب تخصصاتهن لكن دون جدوى وما زالت هذه المشكلة مستمرة دون وجود حل لها مع تقلص فرص التوظيف الحكومي.
وفاء الغاربية، خريجة جامعة الشارقة في تخصص علم الاجتماع دفعة 2011 - 2012، تقول: أحلام جميلة كنا نرسمها بعد تخرجنا ونحن نأمل الانخراط في مجال العمل بأسرع وقت لكن سرعان ما بدأت الآمال تتلاشى والسنوات تمر من عمرنا دون توظيف مع العلم بتعدد مجالاته وتشعبه.
وأضافت: نسعى للحصول على التوظيف ولكن دون جدوى ونحن بين من يتذرع بـ "عجز مالي" وبين من يشير الى "عدم وجود شواغر"، وإن توفرت فهي شاغر واحد أو شاغران. فإلى متى يبقى حال الأخصائي الاجتماعي دون توظيف والخريجون في تزايد مستمر.

عناء وتعب

أما عن العناء والتعب للحصول على العمل فتقول الخريجتان أميرة المقبالية وحليمة الخروصية: في ظل المتغيرات الحاصلة وزيادة أعداد الخريجين من قسم الاجتماع والعمل الاجتماعي وشح الوظائف المطروحة للقسم منذ سنوات عديدة فإن ذلك دفع بالخريجات للبحث عن العمل بأنفسهن لعلهن يحصلن على فرصة عمل تضمن لهن العيش الكريم مثل باقي حاملي الشهادات الجامعية بالرغم من تردد الخريجين على أبواب الوزارات الحكومية وانتظارهم للمسؤولين لفترات طويلة حيث يقابل طلبهم للتوظيف بالرفض بحجة الأزمة المالية وعدم وجود درجات مالية لخريجي القسم وإعطائنا بدائل كالعمل في القطاع الخاص أو فتح مشروع خاص.
وأضافتا بالقول: دفعنا ذلك لطرق أبواب الشركات ومؤسسات التعليم العالي الخاصة ولكن دون جدوى وبشروط تعجيزية ورفض تام لشهاداتنا كونها دُرست باللغة العربية وذلك بسبب ضرورة دراستها باللغة الأم للحصول على الاعتراف بحسب ما قيل لنا أثناء دراستنا للتخصص.
الخريجة نورة بنت عبدالله البلوشية (تخصص علم اجتماع والخدمة الاجتماعية دفعة 2015) تقول: نعاني من أمرين الأول: شُح الوظائف في التخصص في العديد من مناطق السلطنة والثاني: طرح وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية أرقاماً وظيفية شاغرة سنوياً لأقسام مختلفة، ما عدا خريجي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية حيث لم تُطرح لنا أرقام وظيفية ما دعانا للعمل في احدى المدارس كمتطوعات وفي المدارس الخاصة لاكتساب الخبرة والتكيف مع الحياة المعيشية لارتباط العديد منا بأسر يجب علينا تلبية احتياجاتها.
وتقول فاطمة بنت خميس الشرجية (خريجة جامعة السلطان قابوس دفعة 2013):' هناك تأخر في توظيف الاخصائيين الاجتماعيين في أغلب المؤسسات الحكومية واستبعاده نهائيا في المؤسسات الخاصة فنلاحظ طرح وظائف تحمل تخصصنا يشترط بها تخصصات أخرى في الوقت الراهن فضلا عن السنوات الفائتة.
وتضيف: نرى المؤسسات الخاصة وقد اشترطت تخصص موارد بشرية كبديل دون تردد في حين أن هناك اختلافا بعيدا بين التخصصين.
وتتابع: تفتقد الكليات والجامعات الخاصة لخريجي تخصصنا ولا وجود للخدمة الاجتماعية رغم وعي الاداريين بأهميتها ومطالبة الطلاب بوجودها وان وجد موظف فتخصصه بعيد كل البعد.

في خانة الانتظار

مريم بنت سالم البادية، خريجة 2007 من جامعة بيروت العربية بكالوريوس علم اجتماع، تقول: منذ تخرجي وحتى الان لم أعمل بشهادتي الجامعية، ولم يتبق من دفعتي أحد لم يعمل غيري، وقد عملت مشرفة سكن بشهادتي الثانوية براتب 180 ريالا، وبعد ذلك قدمت استقالتي في تلك الفترة، وحتى الآن لم أحصل على أي وظيفة، بالرغم من تقدمي المستمر في التنافس على وظائف الخدمة المدنية التي يتنافس عليها مئات الاشخاص الباحثين عن عمل وفي الاخير يتم قبول شخص واحد.
وأضافت: غالبا ما يحالف الحظ من هم خريجو السنوات الحالية ونبقى نحن القدامى في خانة الانتظار ونتساءل متى سيتم تعييننا؟ وكم ستصبح أعمارنا عندما نلتحق بسوق العمل؟
وأشارت الى أعذار كثيرة تقال بحجة عدم التوظيف، وتساءلت: أما آن الوقت لأمضي قدما في صناعة مستقبل لطالما حلمت به، وأن أمضي بخطوة واثقة تعلوها معالم الفخر في بناء هذا الوطن؟ أنا لا أريد سوى الالتحاق بسوق العمل وبناء مستقبلي وخدمة هذا الوطن العزيز وأطلب منكم مخاطبة أصحاب الشأن بالتوظيف للنظر في موضوعي بعين الرأفة والاعتبار وتوفير الوظائف التي تناسب تخصصي في المؤسسات الحكومية دون تنافس واختبارات حيث إنني من القدامى في التخرج قبل أن يتقدم بي العمر وأخسر ما تعلمته واكتسبته من دراستي وقبل أن يفوتني قطار العمل.
أما عبير بنت يعقوب الرحبية، خريجة جامعة عين شمس سنة 2012، فتقول: عملت في دار الرعاية والطفولة لتحمل نفقات تحقيق الحلم المنتظر وعلى نفقتي الخاصة متحملة نفقة الجامعة والسكن والنقل وأعباء السفر والغربة لأربع سنوات لم تكد تنتهي حتى أواجه هذا المستقبل الضائع بدون توظيف مع زميلاتي في التخصص.
وتحمل د. مريم بنت خلف المعمرية درجة البكالوريوس من جامعة بيروت بكالوريوس تخصص علم اجتماع وحصلت من جامعة المنصورة على ماجستير سياسة ومن جامعة المنصورة أيضا على دكتوراة في تخصص إعلام عام 2011، وهي تقول: عندما فكرت في الدراسة كنت شغوفه بمبادرتي لاستكمال دراستي العليا، ما بات حلماً يراودني للحصول على أعلى الدرجات والشهادات، فبعت الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الحلم الذي عشت من أجله وصارعت مصاعب الحياة وتحديت بعزيمة وإصرار وكبدت نفسي مصاريف الدراسة بالاموال الباهظة على عاتقي والديون التي ما زالت عبئاً ثقيلاً علي حتى الان ولم أستطع أن أقضي ما علي منها.

/////////////////////////////////////////////

دائرة التهميش الوظيفي

تقول علياء بنت حمدان البداعية، من خريجات علم الاجتماع بجامعة الاسكندرية لعام 2009: بعد ترددنا المكثف على مجموعة من الوزارات المعنية بالتوظيف استنتجنا أن خريجي علم الاجتماع أصبحوا في دائرة التهميش الوظيفي وأن مخرجاته لا ينظر لها بعين الاعتبار لكونه تخصصا قديما، بحسب الكلمة التي ألقيت على مسامعنا وتسببت بقمة الاحباط النفسي لمواطن كانت جميع تطلعاته ان يكون له نصيب في خدمة وطنه المعطاء. وقد أفقدتنا هذه الكلمة العزيمة لسنوات كنا نأمل فيها تحسن الاوضاع والنظر إلينا بعين الاعتبار ولكن للأسف خابت الظنون. ونحن نناشد الآن الحكومة الرشيدة وبقوة أن ينظر في موضوعنا ولا يهمل لأن لدينا الرغبة الجامحة لخدمة وطننا الغالي في أي وظيفه حكومية تضعوننا فيها.
وقالت جميلة بنت علي السعيدية، خريجة جامعة السلطان قابوس دفعة 2014: 'قد يبدو للبعض أن رغبتنا في التوظيف حتى في غير مجالنا تنازل منا عن مهنتنا، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أن المهنة عينها هي التي علمتنا الطريقة العلمية في التعامل مع المشكلة منذ تحديدها وصوﻻ إلى مرحلة وضع الحلول والبدائل المناسبة، فإذا كان طول فترة البحث عن عمل دون جدوى هو مشكلتنا التي لم نحسب لها حسابا حين كان الجميع يبارك لنا نسبنا التسعينية وكرسينا الجامعي فإنه من أوجب الأمور أن نبدأ بتطبيق ذلك على أنفسنا ونواجه المشكلة فنضع لها البدائل التي نعتقد أنها الأنسب والأقرب إلى ما تعلمنا آملين في ذلك أن تجد الآذان الصاغية ممن لديه زمام التنفيذ.
وأضافت: تربويا يجب استحداث مناهج تربوية اختيارية كتلك التي تدرس في دول خليجية كعلم النفس والاجتماع والتطوع وفتح باب التأهيل للراغبين في تدريسها أو تلك المتاحة ولها علاقة بما تعلمنا كالمهارات الحياتية والتربية الفكرية الخاصة والتوجيه المهني. وفي مجالات أخرى نرى من النادر وجودها في بلادنا ونعتقد أن لدينا الكفاءة لممارستها إذا ما منحنا الثقة قبل كل شيء ومن ثم التأهيل والتدريب الكافيين كالعمل في العلاج الوظيفي وعلاج الاضطرابات السلوكية وكاختصاصيين في مجال إعادة التأهيل للمصابين بطيف التوحد ومتلازمة داون ومجموعة الإعاقات والأمراض التي تستلزم العمل على إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للمصابين بها. كما يمكن توفير فرص وظيفية في جهات حكومية وخاصة عدة مستفيدين مما اكتسبه وتعلمه خريج العلم والعمل الاجتماعي في بحث ودراسة المشكلات على مستوى الأفراد والجماعات ومما اكتسبه من خبرات في استخدام أحدث أنظمة وبرامج الإحصاء الاجتماعي.