محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
في عدة مدن بهذا العالم كان الناس يقفون في طوابير الانتظار لعل العربة التالية من التيلفريك تكون من نصيبهم أو تخفف من ثقل الانتظار بصورة أسرع..
أما التيلفريك الذي اعتاد مسؤولون في بلادنا التصريح به منذ سنوات فما زال ينتظر عربته الأولى.. ويبدو أن رؤية 2020 ستفوته.. ماذا سيفوتنا لو انتظرنا حتى 2040؟!
**
نفكر في إنشاء حديقة للحيوانات ونقول إنها ضمن الخطة المستقبلية..
وأيضا حديقة مائية.. ومدرجات على جبال الحمرية.. ومنارة في مطرح.. بينما أنفقت مئات الآلاف من الريالات (أبدو متفائلا.. أليس كذلك؟!) على جسر يربط ضفتي القرم.. كان له أن يكون تحفة فنية رائعة حيث الأضواء ومتعة الناس والقوارب التي تسير وصولا إلى داخل حديقة القرم الطبيعية.. إنما يبدو بأن ما رآه رئيس بلدية مسقط الحالي لا يتوافق مع ما رآه السابق.. حيث الجسر اكتمل بناؤه وترك شبه ميت!
**
ولأن الحديث عن السياحة التي تثري، سأمضي فيما يمكنه أن يجعلنا نصاب بالحسرة على أموال أنفقت ثم تغيّر مزاج المسؤولين بعيدا عنها فضاعت مقدرات وجهود كان يمكنها وضع لمسة جمالية على وجه المدينة / العاصمة.. هل تتذكرون النافورة الجميلة في ميدان اليوبيل الذهبي والألوان المنبعثة مع الماء والموسيقى؟
في جورجيا العام الماضي وماليزيا قبل أيام كان السياح يصطفون بالمئات لمتابعة سحر الماء والموسيقى.. بينما نصرف الآلاف والآلاف.. لينصرف السياح لأنهم وجدوا وجه المدينة تكسوه المجمعات التجارية والتي هي أضعف من أن تنافس ما يوجد لدى الآخرين..
**
الحدائق.. الميادين العامة.. الفنون.
تلك ما تجذب السياحة، الداخلية والخارجية، نحو هوية المكان.. إنما هي خارج التغطية لأن التفكير الإبداعي أبقيناه خارج التغطية، القرار الرسمي جامد والقطاع الخاص بخيل.. وسلام يا أثرياء عمان!
**
في مهرجان صلالة السياحي بحثت عن شيء تميزنا به فنيا.. الفرق الموسيقية ولدينا عشرات منها كلها محسوبة على الدولة، لا على الناس.
أين الاوركسترا والفرق الموسيقية للفنون الشعبية، الأولى والثانية، وفي كل قطاع عسكري فرقة؟ لماذا لا تعزف للناس في مهرجان كهذا وقد جذب إليه مئات الآلاف بينما تسافر إلى مدن العالم الأخرى؟
السياحة قضية وطنية وتحفيزها بالفنون الإبداعية واجب الجميع، وليس دور وزارة السياحة فقط!
**
وأخيراً..
إذا لم نجــــد المواطن الذي يدخل عنصراً أساسياً في المعادلة الاقتصادية للسياحة فلن تحقق الثراء أبداً، لا مادياً ولا معنوياً.
إذا كان الباعــة في كل مكان سياحي من العمال الأجانب فإن ما يرشح من جيوب السياح، من الداخل أو الخارج، سيذهب إلى مكاتب تحويلات الأموال، فإننا كمواطنين سنبقى في دور المتفرجين.. على ثروات تطير من أيدينا بينما نترقب إعلانات الوظائف لعلنا نحظى بوظيفة حكومية تأتي ببضع مئات من الريالات بينما سباك آسيوي التقيته كان يكسب ما يعادل ذلك الراتب الشهري في يومين!!