ؤالكثير من القصص التي نسجت حول أشباح الليل أو "الجن والعفاريت" وما تعرض له البعض من مواقف مخيفة خاصة بعد انتصاف الليل وفي الأماكن الموحشة التي تخلو من السكان.
وبما أن قصص الجن والأشباح الليلية يحفها الخوف والحذر فإن الكثيرين يطربون لسماع مثل هذه القصص لكنهم في نفس الوقت يتجنبونها خوفا من حضورهم -كما يقال-.
وقد سردت بعض هذه القصص: ليلى العامرية
تحاك حولهم الكثير من الأساطير لكن في المقابل هناك الكثير من القصص الواقعية التي صادفها البعض وعاش مواقفها، ولأن الخوف هو النقطة الأساسية التي يبدأ عندها الموقف فإن ردة الفعل التي تكون بعد ذلك تصبح متباينة.
هم مخلوقات لهم عالمهم الخاص بهم وما يميزهم أن لهم القدرة على رؤيتنا نحن البشر لكننا لا نستطيع رؤيتهم وهي حكمة من الله تعالى حيث إن أشكالهم التي خلقوا عليها تجعل الإنسان يصاب بضرب من الجنون إلا أن أطيافهم قد تكون مرئية أحيانا على حسب أفعالهم فهم يحاولون التقرب من بني البشر أحيانا وهم أقرب ما يكونون للإنسان العاصي والبعيد عن طاعة الله تعالى، فالمحرمات تجذب الشياطين وتجعل الإنسان مقربا من إبليس اللعين على عكس الطاعات والعبادات وأداء الصلوات الذي يجعل المسلم بعيدا تماما عن دائرة الشيطان حيث تصبح الطاعات حصنا منيعا من مسه.
في المقابل هناك من تعرض لمواقف مع الجن أو العفاريت ونحن في صفحاتنا هذه سنعرض بعضا منها على أن نعرض سلسلة أخرى من قصص واقعية دارت بين الجن والإنس فيما بعد.
قصص واقعية
يروي الوالد عبدالله العميري بعضا من القصص التي صادفها والتي سمع عنها من البعض حيث يقول: في يوم من الأيام كنت عائدا من الطريق القادم من المنطقة الداخلية وكان الوقت يشير إلى الثالثة صباحا فقد كنت قادما إلى مسقط لعمل ما وأردت ان أصل قبل أذان الفجر لأصلي في مسقط وانصرف إلى عملي مبكرا وكان ذلك قبل أكثر من 15 عاما، وفي الطريق شعرت بأن إطار السيارة قد نفذ منه الهواء لكني أصررت على مواصلة طريقي إلى أن وصل الإطار إلى حد التلف فاضطررت للوقوف لتبديله وكان الجو شديد البرودة حيث كنا في فصل الشتاء، وما أن وقفت على جانب الطريق الذي كان خاليا من عبور أي سيارة إلا وشعرت برياح قوية هبت ودحرجت الإطار الاحتياطي الذي أخرجته من السيارة لتبديله وانحرف إلى مسافة لا بأس بها من السيارة فظننت أن ذلك حدث بفعل الرياح القوية التي هبت بشكل مفاجئ، لكن عندما ذهبت لاحضاره حدث نفس الشيء مرة أخرى فقد حاولت إيقاف الإطار ودحرجته بجانب السيارة لأنني لا استطيع حمله لكن مساره انحرف وتدحرج إلى الأمام مسافة أخرى وبدأت ألمح كتلة من الغبار أو الضباب أو الغيوم المتراكمة والشديدة البياض خيمت فجأة فوق الإطار بمسافة ليست بعيدة، هنا شعرت بالرعب والرهبة وبدون وعي أخذت قدماي ترتجفان ثم أصبح جسمي كله يرتعد فظننت أن سبب ذلك البرد القارس فأردت أن اتحرك خطوات إلى الإمام لالتقاط الإطار فلم استطع حيث أحسست فجأة بأن قدميّ متجمدتان تماما وكأنهما قد ألصقا على الأرض ورغم الهواء القوي والبارد الذي كان يهب إلا أن الغيمة البيضاء لم تنقشع مطلقا وظلت تخيم فوق الإطار فشعرت بخوف شديد لم أشعر بمثله في حياتي وتيقنت أنه بلا شك قد يكون جني أو عفريت، فدخلت داخل سيارتي وغلقت الأبواب والنوافذ جيدا وفتحت القرآن في المذياع وظللت في سيارتي والرعشة التي صاحبت عظامي كلها لم تختف أو تهدأ قليلا حتى غلبني النعاس فنمت ولم استيقظ سوى على صوت طرق نافذة سيارتي فقمت مذعورا فوجدت شابا يطرق النافذة وكان الصباح قد أشرق وفتحت نافذة سيارتي وسألني إذا ما كنت بخير أم لا وهل أنا بحاجة للمساعدة فأخبرته بأن إطار سيارتي قد تلف وأنني بحاجة ماسة إلى من يساعدني، وبالفعل قام الشاب بمساعدتي وأصلحنا إطار السيارة ثم شكرته ورجعت أدراجي إلى منزلي وهناك حكيت لأسرتي ما حصل لي وكان والدي –رحمه الله– لا يزال على قيد الحياة فأخذ يحدثني عن بعض القصص المشابهة التي حصلت لوالده –أي جدي- قبل زمن خلا حيث قال: إنه ذات يوم كان عائدا من رحلة صيد -حيث كان أجدادانا يذهبون إلى البحار لأشهر طويلة ثم يعودون- إلى المنزل -وكانت المنازل في القديم مصنوعة من سعف النخيل الجاف- وكان الوقت ليلا ولم يكن حينها يعرف الساعة على وجه التحديد حيث لم تكن توجد في السابق الساعات التي تلبس في الأيدي، على كل حال وهو عائد من البحر في طريقه إلى المنزل سمع صوتا يناديه باسمه "سالم" فالتف ظنا منه أنه أحد سكان الحي وبحث يمينا وشمالا لكن لم يجد أحدا ثم مضى خطواتين فسمع النداء مرة أخرى وفجأة رأى كأن هناك شخصا طويلا يحوم حوله ولم يستطع والدي الحركة بسبب القوة التي كانت تدفعه إلى الأعلى فصرخ بأعلى صوته مناديا عليه بأن ينصرف وإلا طعنه بخنجره الذي كان يحمله بين امتعته وقال له إن لم تنصرف طعنتك بخنجري وأخذ يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وفي المرة الثالثة صعد الجني إلى أعلى وانصرف سريعا وجرى والدي نحو المنزل وكان الخوف يلف جسده الضئيل ومن ذلك الوقت لم يعد يذهب معهم إلى الصيد.
وأردف الحاج عبدالله: هناك الكثير من القصص المشابهة قد تكون مخيفة جدا ولا يصدقها عقل البشر لكن الواقع يشير إلى أن الجن والشياطين موجودون بيننا وهم مخلوقات خلقها الله تعالى فنحن لا نراهم لكنهم يروننا كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُو وَقَبِيْلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ" لذلك فإن الإنسان يجب أن يعود إلى منزله قبل أذان المغرب حيث إن الجان تتنزل بعد الأذان مباشرة وتبدأ حياتها الاعتيادية فهم لايظهرون سوى في الليل وفي النهار يختفون ويذهبون إلى داخل المحيطات وأعماق البحار كما قال لنا أجدادنا قديما.
قصة أخرى بطلتها فتاة لم ترغب في ذكر اسمها إلا أنها سردت قصتها التي لن تنساها أبدا فهي كما تقول كانت ذات مساء تشاهد التلفاز -فقد اعتادت في فترة الإجازة بعد انتهاء المدرسة السهر طويلا- وأضافت: فجأة غلبني النوم وأنا أشاهد التلفاز وكان جميع أفراد أسرتي نائمين وفجأة استيقظت على صوت قوي وكأن أحدا قد ضرب زجاج النافذة التي كانت بجانبي بحجر كبير وسمعت صوت حطام الزجاج ففتحت عيني بسرعة ودقات قلبي تكاد تتوقف من سرعتها وعندما التفت إلى النافذة وجدتها كما هي لم يحدث لها شيء فانتنابني الخوف وذهبت مسرعة إلى المطبخ لإطفاء الأنوار وإقفال الباب للذهاب إلى غرفتي وهناك أطفأت النور وأمسكت بمقبض الباب لمحاولة غلقه لكنه شد بقوة وكأن أحدا قام بسحب الباب من الجهة المقابلة ولمحت ظلا توارى بسرعة البرق خلف الثلاجة فتيبست قدماي وكنت من شدة الخوف غير قادرة على الحركة فانطلقت مسرعة إلى غرفتي دون أن اقفل باب المطبخ واختبأت تحت البطانية وأنا ارتعد خوفا ومر بعد الحادثة أكثر من شهر تعلمت فيه عدم السهر بل كنت أذهب إلى النوم قبل أفراد أسرتي حيث كنت أشعر بالإطمئنان حين أنام وهم لايزالون مستيقظين وبعد شهر كنت نائمة وفجأة سمعت صوت صادر من غرفة المعيشة القريبة من غرفتي وكانت الأصوات تعلو بين ضحك وأحاديث وصوت التلفاز فقلت في نفسي إن أهلي لايزالون مستيقظين وقلت في نفسي لعل خالي موجود عدنا حيث اعتاد على زيارتنا بين فترة وأخرى وكان يسهر معنا لساعات طويلة وكنت استمتع بمجيئه لأن السهر معهم كان يطربني مع الأحاديث الطويلة والشاي الأحمر مع المكسرات والحلويات التي تعدها والدتي فسارعت للخروج إلى غرفة المعيشة لتوبيخ أمي التي لم تخبرني أن خالي سيأتي عندنا لأسهر معهم وهممت بفتح باب غرفتي وأمسكت بمقبض الباب لكن فجأة انتابني شعور غريب بالخوف رغم تيقني من أن أهلي في غرفة المعيشة فتلك الأصوات كانت كأصواتهم تماما وتلك الأحاديث كانت تنبئ بأنها أحاديثهم بلا شك لكن الخوف الذي سيطر عليّ فجأة جعلني أقف خلف باب غرفتي لاتسمع أكثر لتلك الأحاديث وكان صوت التلفاز يخترق مسامعي فقلت هؤلاء أهلي مع خالي الذي زارنا وهم يتحدثون ويشاهدون التلفاز، ترددت في الخروج وبالفعل كأن هناك ما دفعني للعودة إلى سريري والاختباء تحت الغطاء وفعلا عدت للنوم وفي الصباح الباكر ذهبت إلى أمي معاتبة لها لعدم إخباري بأن خالي كان عندنا ليلة البارحة وأنهم قضوا السهرة من دوني لكنها أجابتني بالنفي والاستنكار وقالت إن خالي لم يأت عندنا وأنهم لم يكونوا في غرفة المعيشة.
تقول: مرت أيام وأشهر وفترات طويلة علينا في منزلنا وكنا منذ ذلك الوقت نسمع الكثير من الأصوات أكثرها أصوات دق وركض في سطح المنزل وكأن أحدا في سطح المنزل يقوم بالطرق والجري وأصوات أقدام كأنها خيول تجري وعندما كان يذهب والدي للتحقق من الأمر لايجد شيئا، وبعد فترة بعنا المنزل وانتقلنا إلى منزل آخر.