طارق بن عبدالله بن ماجد البلوشي ان الحياه و انتعاشها تعتمد على حيوية الانسان و نشاطه على الارض, و كلما زاد تفاعله بمن حوله و في جميع الاتجاهات ادى الى نتائج فعاله, ولكن يعتمد على توجه المرء ومقصده, فأذا كان هدفه بناء وبقصد التعديل اوالتنبيه فهو بذلك اضاف لبنه ايجابيه يشكرعليها, واما اذا كان غرضه التشهير و الاساءه الى الغيروالتذمر و
كيف نخلق حياه نشطه فعاله ذات فائده بناءه و دون ضرر لمن حولنا؟ و الضرر مقصود به هنا, اجتماعيا, اقتصاديا, بيئيا و انعكاسه على المجتمع والحياه. ان النظام و في كل المجالات هو القاعده الاساسيه للبقاء والسبب الرئيسي للارتقاء, و اذا ما اختل تطبيقه ادى الى الاختلال في جميع مناحي الحياه. فالمجتمعات المتقدمه تنظم نفسها في كل المجالات فترى الحركه منسابه, و الامور تجري بسلاسه, كلا يخدم الاخر بما سخر له كفريق متكامل و نسيج مترابط و متكافل يكمل بعضه بعضا دون تقصير او تقليل من حاجة الاخرين, وفي حالة طلب اي خدمه, يتم انجاز العمل المطلوب و تتحقق الخدمه المرجوه و باكمل وجه. بهذا ينال طالب الخدمه الرضى و الراحه النفسيه و سينعكس ذلك عليه كفرد بالايجاب و بدوره سيقدم للاخرين افضل ما عنده بكل تفاني و اتقان كرضى و رد فعل ايجابي, الامر الذي سيبرز مجتمع راضي و سعيد. ان الاقتصاد البناء و الفعال يحتاج الى كوادر نشطه تعمل كالخليه دون تذمر او تخاذل او كسل, والنمو لن يتحقق الا بالجهود المتكاتفه و المتعاونه و المخلصه في الاداء, و لو سأل كلا منا نفسه في نهاية اليوم, هل انا اديت المطلوب مقابل ما تقاضيت من اجر؟ هل استحق اجر ثمان او سبع ساعات فعليه؟ فأن كان الجواب نعم فأن النتيجه ستظهر بعموم النماء في الاقتصاد, و ان كان الناتج العام ضعيف فهذا دليل على ان هناك خلل في الاداء, و عدم وفاء مقابل ما نتقاضاه, اي ان عائد الانتاجيه لا يكافيء قيمة المصروف فطبيعي يكون الناتج بالسلب.
و لأعادة التوازن يتطلب محاسبة كل اجير مقابل ساعات عمله ولا فرق بين وزير او غفير حسب الاجر المحدد و المتفق مسبقا عليه, بذلك ستظهر حركة عجلة الاقتصاد ما اذا كانت بطيئه او سريعه, فأن كانت تمشي بوتيره ثقيله فهذا يعني انها تحتاج الى طاقه بشريه فعاله تساعدها على الاندفاع و من جانب اخرتحتاج الى تخفيف العبيء عنها اي ان هناك ثقل يحيل دون تحركها. وما من شيء يهدر الطاقه و يعرقل نماء الاقتصاد كالفساد, فطالما هناك موظف لا يؤدي عمله باكمل وجه فهذا يسبب هدر باخذه اجر بدون وجه حق, و طالما هناك استثناءات و محسوبيات فهذا وجه اخر من اوجه الفساد ومن هنا يبداء نخر الاقتصاد, واذا لم يتم وقف جميع هذه الاسباب لن يتحقق النماء, بل الخوف من ان يصل بنا الحال الى الكساد. ان البيئه الطيبه تخلق حياه مزدهره و مريحه لكل من يعيش فيها, و البيئه تعني كل ما يحيطنا من من مقومات الحياه و الوسط الذي نعيش فيه مؤثرين و متأثرين به, وهي محيط من العلاقات تحدد ماهية علاقة حياة الانسان بغيره وهي الاطار الذي يعيش فيه الانسان و يحصل منه على مقومات حياته من غذاء و كساء و يمارس فيه علاقاته مع اقرانه من بني البشر, فأذا اتسمت هذه العلاقات بالود و الرضى و الايثار فأن النتائج ستكون امن و راحه و استقرار وسينعكس ذلك في بناء الوطن عموما و نماء الاقتصاد. و عكس ذلك سيؤدي الى تراجع و تخلف و دمار. ان الوطن يحتاج الى عطاء دون مقابل, ويكفي نعيش على ارضه و نتنفس هواه, فأذا لم نضف شيئا فنحن عبىء عليه و حمل ثقيل و الانسان قيمته ليس في الاخذ بل في العطاء.