خصوصية الحوار العماني وقواعده

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠١/أغسطس/٢٠١٦ ٠١:٠٦ ص
خصوصية الحوار العماني وقواعده

الدكتور حامد بن شظا المرجان

لاشك بان الحوار الاعلامى الديموقراطي فى عمان هو تعبير عن ثقافه المجتمع العمانى الحديث كما أن تفاعل هذا الحوار في بعض وسائلنا الاعلاميه او قنوات التواصل الاجتماعى مع القضايا التنمويه العمانيه هى انعكاس لهذه الثقافه و ذلك من خلال مايتبناه الصحفيين والكتاب او المغردين من وجهات نظر مختلفه بأهمية الحوار فى القضايا التنموية ياتى من خلال المشاركه الفعاله والايجابيه لابناء هذا الوطن وهذا مانراه من تفاعل وحوار ومشاركه فعاله للمواطنيين مع القضايا المختلفه فى السلطنه سواء فى وسائل الاعلام التقليديه او غيرها .
الانفتاح الاعلامى فى عمان من منجزات النهضه المباركه و ارادة ودعم القياده السياسيه، حيث وعد بانى عمان الحديثه شعبه عندما تقلد الحكم فى شهر يوليو المجيد بانه سيعيد امجاد عمان الماضي ويحقق لها التطور والتقدم فى جميع المجالات . المتابع للشان العمانى التنموى يعرف حق المعرفه بان القياده السياسيه حققت ما وعدت به من تطور وتقدم يشهد بذلك المجتمع الدولى. عندما كنت احضر رساله الدكتوراه فى جامعة اكستر ببريطانيا عام 2004 وكان موضوع الرساله دور وسائل الاعلام فى التنميه بسلطنه عمان ،كانت السلطنه والحمد لله قد اكملت معظم البنيه الأساسية من مدارس وطرق ومستشفيات وغيرها من مشاريع البنيه الاساسية وكان هامش الراي والتعبير محدودا ليس مثل ماهو عليه اليوم واستطيع اليوم بان ابرر لماذا لا توجد تلك الحريات فى ذلك الوقت، وكباحث استعنت فى دراستى بكثير من المراجع العالميه فى علم التنميه والاعلام الذى هو مجال تخصصى ولكن من اهم المراجع كانت ادبيات قائد مسيرة التنميه. وقد استعنت كذلك بكثير من ادبيات التنميه فى عمان منها الرسميه والتى كانت توحى لى دائما بان قائد النهضه المباركه يتحلى بقدرات ذهنيه ورؤيه مستقبليه نادرا ماتجدها فى رئيس دوله استطاع بان يخطط ويبني دولة حديثة بمقاييس عالمية والحفاظ على تراث واصاله المجتمع العمانى. كنت اقارن خلال بحثى الرؤيه الساميه بالمنجزات التى تتحقق على ارض عمان وكنت استغرب عندما اجد ماكان رؤيه اصبح واقع ملموس يجسد رؤية وطموح القياده السياسيه. الجميع يعرف على سبيل المثال بان المشاكل التى تعانى منها عمان اليوم هى مشاكل وافرازات تنمويه تعانى منها ايضا دول العالم وهذا شى طبيعى للتحولات التى تحصل فى بناء الدول والمجتمعات " المجتمعات التقليديه والانتقال للحداثه". طبعا اليوم الدارسين للتنميه فى عمان يدركون بان القياده السياسيه كانت لديها رؤيه واضحه عن الخطط التنمويه وانعكاس ذلك على الدوله والمجتمع.
كانت الابحاث تتحدث عن الفكر السياسى والاقتصادى لقائد مسيرة النهضه فى معالجته للقضايا الداخليه ونظرته الى العلاقات الدولية وكيف ينبغى ان تدار حيث استطاع بان يؤسس لفكر سياسي يتعامل مع المتغييرات والاحداث حسب الظروف والمعطيات وهذا ما تؤكده المراجع و الوثائق المتوفره فى كثير من مراكز الابحاث. وبناء عليه كتبت عدة مرات وفى محافل مختلفه بأن يدرس فكر التنميه العمانيه فى المدارس والجامعات العمانيه لتستفيد منه الاجيال سوى السابقه مثل جيل الثمانينات وما بعده للتنور من هذا الفكر ليكون حصانه لهم ونبراس ينير لهم طريق الحاضر والمستقبل. وبما اننى احاول فى هذا المقال التحدث عن الحوار الاعلامى وعلاقته بالثقافه السياسيه "للمجتمع العمانى الحديث" ليسمح لى القارى بان اوضح بان الفكر السياسي العمانى خطط بحكمه لتأسيس "دولة القانون والموسسات وصولا الى التطور الديموقراطى فى عمان" منطلق من فكر الاصاله والمعاصره وكان الهدف بناء نظام ديموقراطى عمانى نابع من الجذور التاريخيه لهذا المجتمع وليس نظام ديموقراطى مستورد، نظام يساعد المجتمع والدوله على اتخاذ القرارات والسياسات المناسبه التى تتسق مع الثقافه السياسيه العمانيه منطلقا من معتقد سياسي بانه لا يمكن لاى منبر ديموقراطى او حوار اجتماعى ان يكون فعال الا اذا تميز بقيم وتوجهات سياسيه مثل الاعتدال و هو الاعتدال فى حواراته الاعلاميه والتنمويه مراعيا الظروف الاقتصاديه والسياسيه للدوله والمجتمع، والتسامح والذى هو اساس التفاهم والمحبه والموده بين ابناء الوطن الواحد، هذا بالاظافه الى المشاركه والمعرفه للقضايا الاجتماعيه ذات الابعاد المختلفه، وهذه التوجهات تحمى المجتمع من الخوض والابتعاد عن كثير من المشاكل التى تقف عائقا نحو تقدمه وازدهاره وتساعده على الاستقرار والامان والتماسك الوطنى من خلال النمو والتدرج فى الحوار الديموقراطى التنموى و الاعلامى . اذا رجعنا لادبيات الفكر السياسى والاقتصادى والاجتماعى نرى بان التوجهات والقيم والمبادى التى يتبناها الفكر السامى هى توجهات انسانيه ذات اهداف و ابعاد مختلفه لبناء مجتمع يسوده العدل والمساواه.
النظره الثاقبه للقياده السياسيه تعرف تماما بأن الدول والمجتمعات تختلف بشكل ملحوظ فى معتقداتها وقيمها الوثيقة الصله بثقافتها السياسيه، وان الثقافه السياسيه هذه تحدد بوضوح فى الدول من التجارب هذا بالاظافه الى التطور والنمو والتحديث. ونحن جميعا نعرف بان حرية التعبير من خلال الثقافه السياسيه فى عمان تطورت بشكل ايجابى خلال السنوات الفائتة ولكن يجب ان يكون هناك توافق ايجابى واحترام بين حرية التعبير وتاثيرهذه الحريه على توجهات مسيرتنا التنمويه. ما نلاحظه اليوم فى النخب العمانيه من خلال مشاركة الكتاب والصحفيين وغيرهم فى وسائل الاعلام المحليه او التواصل الاجتماعى هو نتاج هذه التجربه السياسيه وهى لاشك تقتدى فى طروحاتها من الفكر السامى لقائد النهضه العمانيه. فى نهايه مقالى علينا بأن نقتدي دائما بتوجيهات بانى عمان الحديثه ونظرته البعيده فى معالجته للقضايا المختلفه وعلينا ايضا تجنب الثقافه التى لاتخدم الوطن ولا مستقبله ونراعى التطور التنموى العمانى بسلبياته وايجابياته. الثقافة الغير ايجابيه حفرة تقطع جسر التواصل بين ابناء الوطن، وأرضاُ خصبة تنمو فيها أفكارالحقد الذى يعتبر وحشا يلتهم المنجزات ويساعد على تبنى معتقدات وافكار تساعد على تفشى ظاهرة عدم التسامح .

باحث مستشار تنموي