دراسات فرنسية تؤكد على أهمية أشجار القرم

مزاج الأحد ٣١/يوليو/٢٠١٦ ٠٨:٢٣ ص
دراسات فرنسية تؤكد على أهمية أشجار القرم

باريس - هدى الزين

توصلت الدراسات والأبحاث التي قدمها فرنسيون تحت إشراف المرصد العالمي لدراسة المانغروف والذي يوجد في مقاطعة كاليدونيا الجديدة التابعة لفرنسا والواقعة في المحيط الهادئ إلى أن هناك عدة عوامل تدعو هؤلاء الباحثين للإعراب عن ابتهاجهم بهذا الاكتشاف، منها أن شجرة المانغروف أو ما يطلق عليها اسم شجرة القرم وهي شجرة تنبت في المناطق الساحلية ذات المناخ الاستوائي ومنها البلدان العربية الخليجية أنها قادرة على تثبيت كميات كبيرة من الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وأن قدرتها في هذا المجال تتجاوز تلك التي نجدها عند أشجار أخرى في البيئات التي تنبت فيها هذه الشجرة بعشرات أو مئة مرة.

وهناك كثير من العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها هذه الشجرة ومن بينها أنها تشكل حاضنة بالنسبة لأنواع كثيرة من الأسماك وثروات البحر الأخرى، فهي تلجا إليها لتبيض وتتكاثر كما تشكل شجرة القرم مورد رزق للكائنات البحرية الصغيرة والطيور والنباتات التي تنمو في المناطق الساحلية، بالإضافة إلى قدرتها على حمـــــــــاية المناطق الساحلية من الأعاصير والأمواج العالية لذلك فهي تحمي سكان المــــــنطقة كما تمدهم بخشب لصــــــنع مراكب وحواجز كثيرة.

كما أن لشجرة القرم دوراً كبيراً في نسج القصص والأساطير التي تغذي عادات الشعوب التي تسكن في المناطق الساحلية ذات المناخ الاستوائي. وما يلح عليه اليوم المرصد العالمي لدراسة أشجار المانغروف أو القرم هو العمل على رصد اعتمادات مالية مهمة للأبحاث المتعلقة بهذه الشجرة وخصوصا أن غالبية المناطق الساحلية الاستوائية مهددة بالمستقبل بارتفاع منسوب البحر أو المحيط وأن هذه الشجرة تعد من الأشجار التي تساعد على مواجهة التغيرات المناخية وعلى التكيف مع انعكاساتها السلبية.
وتاريخياً، عرف نبات القرم منذ قديم الزمان، فقد كتب العالم الإغريقي ثيوفراستس، والذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد عن بعض الفوائد الطبية لهذا النبات. كذلك أشارت بعض كتب التراث إلى هذا النبات حيث ذكره ابن منظور في لسان العرب بقوله: والقرم ضرب من الشجر لا أدري أعربي هو أم دخيل. وقال أبو حنيفة الدينورى: القرم، بالضم، شجر ينبت في جوف ماء البحر، وهو يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره مثل ثمر الصومر، وماء البحر عدو كل شيء من الشجر إلا القرم والكندلي فإنهما ينبتان به. كما أضاف ابن سيده عن هذا النبات في كتابه المخصص: لا شوك له، وهو مرعى للبقر والإبل تخوض الماء إليه حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحتطب فيستوقد به لطيب ريحه ومنفعته.
وينتشر نبات القرم حول ساحل البحر الأحمر الغربي (مصر والسودان) والساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية واليمن، وكذلك على خليج العقبة والخليج العربي.
وهو من النباتات الشاطئية التي تنمو عند الحد الفاصل بين البحر واليابسة في المناطق الحارة والمدارية وتتميز بقدرتها على مقاومة الظروف البيئية الصعبة التي تعجز عن مواجهتها معظم النباتات الأخرى.