عملية عسكرية في دلتا النيجر تثير مخاوف في نيجيريا

الحدث الأحد ٣١/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٣٤ ص

لاغوس – ش – وكالات
يعرب سكان منطقة دلتا النيجر التي تعد خزان الانتاج النفطي في نيجيريا، عن قلقهم من انتشار قوة خاصة للجيش من اجل قمع تمرد جديد يهاجم منصات النفط وانابيب الغاز.
ولدى اعلانه عن هذا الانتشار هذا الاسبوع، طلب الجيش النيجيري من سكان المنطقة "الا يشعروا بالذعر والخوف" اذا ما لاحظوا تحركات غير مألوفة للقوات و"عتادا عسكريا ثقيلا".
واعلن الجيش ان "الهدف من هذه التمارين هو تدريب قواتنا الخاصة والوحدات الاخرى للجيش النيجيري على القيام بعمليات برمائية في مناطق ساحلية". واكد ايضا انه يريد استهداف "المجرمين ومنفذي عمليات الخطف والمتمردين والقراصنة" الناشطين في هذه المنطقة المليئة بالانهار والمستنقعات.
لكن عددا كبيرا من زعماء المجموعات في هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالنفط والتي تؤمن لأول اقتصاد في افريقيا جميع عائداته تقريبا، يقولون ان استخدام القوة لا يمكن ان يكون سوى تهديد للسكان، ويزيد من حدة الصراع مع تمرد "منتقمو دلتا النيجر" الذي ينشط منذ بداية السنة.
وقد هاجم عناصر "منتقمو دلتا النيجر" منشآت نفطية لشركات اجنبية، مثل شل وشيفرون واكسون وايني وتوتال، و"شركة النفط النيجيرية الوطنية" الرسمية ايضا. وادى ذلك إلى تراجع الانتاج، فيما تتراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية، مما يؤثر على مالية الدولة.
والنتيجة، هي تراجع العملة الوطنية النايرا امام الدولار، وتسارع التضخم الذي بلغ مستوى قياسيا خلال 11 عاما في هذا البلد الكبير الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة، ويستورد جزءا كبيرا من السلع الاستهلاكية.
والقوات النيجيرية التي تقاتل عناصر بوكو حرام في الشمال الشرقي، لم تشن عمليات عسكرية في دلتا النيجر منذ 2009، لدى البدء بتطبيق برنامج للعفو مع التمرد السابق لحركة ازدهار دلتا النيجر، ويتضمن تحويل المتمردين إلى القطاع النفطي.
لكن اعلان السلطات عن انتهاء هذا البرنامج للعفو للعام 2018، تزامن بشكل مريب مع هجمات جديدة، تشن هذه المرة تحت راية "منتقمو دلتا النيجر"، وهي مجموعة غير معروفة وتقول انها تقاتل من اجل انفصال هذه المنطقة النفطية الاستراتيجية.

طائرات مسلحة بلا طيار
وقد سخر منتقمو دلتا النيجر من الجيش النيجيري الذي اعلن انه يستخدم تكنولوجيا جديدة ضد المتمردين الاشداء اذا ما استمر هؤلاء في رفض العرض لاجراء حوار من اجل السلام.
وقال المتمردون في بيان " الرئيس، يستطيع ان يشتري كل ما يريده من الطائرات بلا طيار من أوروبا او الولايات المتحدة، لكن ذلك لن يمنع منتقمي دلتا النيجر من تدمير اقتصاد نيجيريا".
واضاف المتمردون ان "أسوأ ما يمكنك القيام به هو أن تقتل الفقراء الأبرياء، وهذا ما يتقنه الجيش. لكن لا تنسى ان الاقتصاد النيجيري سيواجه كثيرا من الصعوبات"، مشيرين إلى انهم ما زالوا قادرين على كسب شعبية في مناطق نفوذهم، اذا ما اسقط الجيش ضحايا بين المدنيين.
من جهة اخرى، حذر سيرياك ديكسون حاكم اقليم بايلسا الذي يشهد هجمات هؤلاء المتمردين الانفصاليين، الرئيس النيجيري محمد بخاري هذا الاسبوع من استخدام القوة في منطقته، لان المدنيين قد يدفعون ثمنا باهظا.
وكانت الحكومة ارسلت في وقت سابق من هذه السنة، جنودا إلى دلتا النيجر لمطاردة "تومبولو" الزعيم السابق لمتمردي حركة ازدهار دلتا النيجر، المتواري عن الانظار اليوم، مع العلم انه ملاحق بتهم الفساد وتبييض الاموال.
ونفى تومبولو ان يكون مخطط حركة منتقمي دلتا النيجر التي قد تكون، وفق هذا السيناريو، نسخة طبق الاصل عن حركة ازدهار دلتا النيجر.
والامر الاكيد، على اثر هذا التدخل الهادف للجنود في دلتا النيجر، ان سكانا اتهموا الجنود بارتكاب تجاوزات والقيام بعمليات اغتصاب وتدمير منازل. وباختصار، لا يتوافر اي شيء لتهدئة اللعبة في هذه المنطقة الاساسية لتطور نيجيريا، اكبر بلد افريقي من حيث عدد السكان.