
نواكشوط - العمانية
أكد معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن منهج السلطنة السياسي في التقريب بين وجهات النظر هو منهج في فكر القيادة العُمانية منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه /مقاليد الحكم عام 1970م. ورداً على سؤال عن سبب الوئام والتجانس والهدوء الذي تعيشه السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم / حفظه الله ورعاه/. قال معاليه إن هذا الأمرمتاح لجميع الدول إذا أرادت أن تعيش مثل هذا المناخ الذي تعيشه السلطنة؛ لأنه لا يوجد في العقيدة الإسلامية ولا في القانون الدولي ولا في التقاليد ما يجعلك تدخل في صراعات إذا لم ترد أنت ذلك. ونحن نستلهم منهج العقيدة الإسلامية لأن الإسلام جاء دعوة إلى الخير لا إلى الشر. وأشار معاليه إلى أن السلطنة كانت في بداية السبعينيات في حالة حرب مع تنظيمات عُمانية وعربية ذات فكر شيوعي وانتهت خلال أربع سنوات بتقريب وجهات النظر والإقناع والحث على السلم والاستقرار والتطور والتنمية بدون استخدام القوة وبالتالي هو نهج متأصل عن قناعة ثابتة. وفيم يتعلق بالشأن العربي: رد معاليه "صحيح العالم العربي يمر بحالة شديدة من الضعف نتيجة أهمية الموقع حيث كانت المنطقة العربية على الدوام معرضة لمثل هذه الإشكالات نظراً لأهميتها في تاريخ البشرية، فعندما يمر الإنسان بحالات الضعف لا بد أن يكون مستعداً لتقبل حالات القوة الخارجية" ، موضحاً معاليه أن وضع البلدان العربية في هذا الوقت من الضعف الشديد لم يشهد الجيل الحالي مثله من قبل. وأوضح معاليه قائلاً " يجب أن نقيس ونقدر المواقف، ففي بداية كل أزمة يجد كل طرف أنه هو الأصدق والأقوى والأحق من الطرف الآخر وبالتالي من الصعب إقناعه بالعدول عما ينوي فعله" ، مشيراً معاليه في الوقت نفسه إلى أن جامعة الدول العربية أشارت دائماً إلى أنه لا ينبغي لدولة عربية أن تتورط في حرب وتأتي بعد ذلك للدول العربية تطلب منها إخراجها من هذه الأزمة التي أوقعت نفسها فيها لأنهم لم يتشاوروا مع غيرهم منذ البداية قبل الإقدام على التورط في أي حرب. وأكد معالي الوزير على أن الدول العربية بدأت تشعر بحال الوضع العام في هذه الدول التي تمر ببعض الأزمات وأن هذه القمة المباركة الحالية ربما يخرج منها ضوء في نهاية النفق خاصة وأن الأوضاع الحالية أثرت كثيراً على كل مسارات الواقع العربي وكذلك على واقع المجتمع الدولي الذي يبدو أنه يعمل بجدية من أجل إيجاد مقاربات سلمية لهذه القضايا. وحول موقف دول مجلس التعاون من قضية النووي الإيراني أشار معاليه إلى أن دول الخليج العربية كان توجهها العام أن هذه القضية هي قضية عالمية وليست قضية إقليمية ودول (5+1) لم ترغب بتدخل أي طرف في الملف النووي الإيراني مبيناً أن التخوف كان على حالة واحدة هي خروج إيران ببرنامج نووي بدون ضوابط شاملة فربما تعيش المنطقة حالة من عدم الاستقرار. وأضاف قائلاً "كلنا ندرك أن إيران حدثت فيها ثورة عارمة قادتها جماعات إسلامية وهذا الأمر أوجد قلقا مضاعفا على دول الخليج ولكن هذا هو الواقع ومن الممكن أن نتعامل معهم لأنهم جيراننا ومصالحنا متداخلة والمواجهة لا تحل هذه المشكلة والمسار الأفضل هو التعامل معها". أما فيما يتعلق بالقضية اليمنية أكد معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن الأزمة اليمنية هي أقل الأزمات العربية في المنطقة تعقيداً لأنها لاتزال في أيدي اليمنيين أنفسهم وبإمكانهم إيجاد الحلول التي يوافقون عليها جميعاً ويتراضون بها بخلاف القضية السورية والليبية والعراقية فهي على علاقة بالسياسة العالمية مؤكداً معاليه أنه برغم وجود الخلافات في القضية اليمنية إلا أنها قابلة للحل من وجهة نظر تقديرية خاصة وأن كل الأطراف اليمنية ترغب في الخروج من هذه الأزمة. / العمانية/ ن هـ