ما علاقة استخدام تقنيات الواقع الافتراضي بالغثيان؟

مزاج الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٥٥ ص

ستيفاني باباس - ترجمة: أحمد بدوي

يبدو أن الواقع الافتراضي الذي ظل منذ فترة طويلة مادة دسمة لأفلام الخيال العلمي وأنظمة الألعاب المكلفة والمخيبة للتوقعات أحيانا على وشك تحقيق انطلاقة جديدة، فالرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج أنفق 2 بليون دولار في العام 2014 للحصول على تقنية الواقع الافتراضي من أوكيلوس، كما أن جوجل الآن تبيع نظارة «كاردبورد» لمشاهدة الواقع الافتراضي تشبه الصندوق وتتيح للمستخدم تحويل هاتفه الذكي إلى مساحات رحبة من الواقع الافتراضي مقابل 15 دولارا فقط، كما قدمت يوتيوب فيديوهات بث حي 360 درجة.

بيد أن هناك عائقا كبيرا يحول دون الاستخدام على نطاق واسع لهذه التكنولوجيا، حيث إنها تصيب المستخدم بالغثيان والصداع أحيانا، إلا أن مثل هذه الأعراض للواقع الافتراضي لا تمثل مشكلة جديدة، بل كانت معروفة من قبل من خلال ممارسة اختبارات الطيارين والسائقين ورواد الفضاء المحتملين لمهاراتهم في مركبات وهمية، على الرغم من أنه كان يطلق عليه مرض المحاكاة.
ويقول خوري سيرادور أستاذ علم الصيدلة وعلم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب في كلية روتجرز نيو جيرسي الطبية إن الغثيان المصاحب لاستخدام تقنيات الواقع الافتراضي يرجع إلى عدم التوافق بين الجهاز البصري والجهاز الدهليزي الخاص بحفظ التوازن للجسم.
ولتتخيل أنك تقف أسفل سطح المركب في بحر متلاطم الأمواج، ورغما عن أن المقصورة كلها تتحرك إلا أن العينين تقول لك أنك ما تزال واقفا، ومع الشعور بالحركة إلى أعلى والى أسفل والاندفاع من جانب إلى آخر، تبدأ في الشعور بالصداع والإصابة بالشحوب والشعور بالرغبة في الغثيان.
وتبدأ المشكلة في الجهاز الدهليزي، وهو سلسلة من القنوات والغرف المليئة بالسوائل في الأذن الداخلية، ويشمل هذا الجهاز ثلاث قنوات شبه دائرية تصطف مع خلايا شعرية، وقد سميت بذلك لوضعها الذي يشبه الشعر في القنوات الممتلئة بالسائل، وبينما يتحرك الرأس يتحرك معه السائل في القنوات وهذا بدوره يحفز خلايا الشعر، ولأن كل قناة تأخذ وضعا مختلفا فإن كل منها ترسل معلومات عن نوع مختلف من الحركة إلى الدماغ: أعلى، أسفل، من جانب إلى آخر وكذا درجة الميل.
ويرتبط بالقنوات الهلالية حويصلات تحتوي على سائل وجزيئات من كربونات الكالسيوم الصغيرة تسمى (غبار التوازن) وعندما يتحرك الرأس تتحرك مع تلك الجزيئيات وترسل إشارات إلى الدماغ عن حركة أفقية، وإلى الجوار توجد غرفة تسمى «الكيس» تستخدم إعدادا مماثلا للكشف عن التسارع العمودي، وهذا الجهاز يعمل عادة جنبا إلى جنب مع الجهاز البصري ومع نظام التحفيز لتكامل البصر والأحاسيس من العضلات والمفاصل ولإبلاغ الدماغ عن موقع الجسم، كما أن بيئة الواقع الافتراضي تؤدي إلى الفصل بين هذه الأجهزة.
ويعمل مطورو الواقع الافتراضي على معالجة الآثار الجانبية لاستخدام المنتجات وعلى رأسها مشكلة الغثيان، حيث تمكن باحثون في جامعة بوردو من التوصل إلى معالجة بسيطة ومدهشة من خلال لصق أنف من الكرتون في العرض المرئي لألعاب الواقع الافتراضي، وعرضت النتائج في شهر مارس 2015 في مؤتمر مطوري الألعاب في سان فرانسيسكو، وأظهرت أن هذه النقطة الثابتة ساعدت الناس على التكيف مع الشعور بالتعب أثناء مشاهدة الواقع الافتراضي.

عن لايف ساينس