هجوم ميونيخ يؤكد خطورة «وسائل التواصل الاجتماعي»

الحدث الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٣٨ ص

مسقط – - وكالات

لم يكن هجوم ميونيخ هو الأول الذي يكشف أن وسائل التواصل الاجتماعي، بمختلف مسمياتها، والتطبيقات التكنولوجية الحديثة، خطر من حيث توجه الجاني، أو الإرهابي، لتحديد الهدف الذي سيقصده، أو استخدام هذه الوسائل للتواصل مع الضحايا للإيقاع بهم؛ فمن هجوم أورلاندو في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى هجوم ميونيخ، وغيرهما، توصلت التحقيقات إلى أن المهاجمين تواصلوا مع الضحايا مسبقا.

صفحات وهمية

وفي أعقاب الهجوم، كشفت وسائل إعلام ألمانية وتقارير إخبارية، أن منفذ هجوم ميونخ، خطط لعمليته قبل شهرين، عندما فتحَ صفحة وهمية على «الفيسبوك»، باسم مستعار لفتاة تُدعى «سيلينا أكيم»، كانت تقدِّم العروض للمراهقين من أجل تناول وجبات طعام مجانية في أحد المطاعم العالمية.

حدد «سفاح ميونيخ» هدفهُ، إذ جذب عبر «إعلانات وهمية» فئة الشباب المراهقين، والأطفال، تراوحت أعمارهم ين 14 و 21، إلى مسرح الحدث، الذي اختارهُ، وحدد ساعة الصفر، لبدء الهجوم الذي ترجح السلطات الألمانية أن المنفذ مختل عقليا.
حيلة اللجوء إلى «الفيسبوك» لجمع الضحايا، في مكانٍ واحد، خيط تعمل على متابعته السلطات الألمانية لفك لغز الهجوم مات منفذه انتحارا، وتسعى الشرطة الألمانية لمعرفة مزيد من التفاصيل حول هوية ودوافع الشاب الألماني الإيراني البالغ من العمر 18 عاما الذي قتل تسعة أشخاص في مركز تجاري في ميونيخ.

لا يقتصر الخطر على هذا الأمر، فوسائل التواصل الاجتماعي تستخدم أيضاً، في التحريض، والكراهية، والتمييز العنصري، ونظراً إلى الكم الهائل من الرسائل الصادرة خلال الدقيقة الواحدة، فإن الرقابة عادة ما تعجز عن إلغاء كل تلك التدوينات والتغريدات، الأمر الذي يرفع من مستوى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ببعض الأشخاص للقيام بعمليات قتل وعنف على أساس عنصري، أو تنفيذ عمليات على أساس إرهابي، وهو ما حدثَ في هجوم نيس بباريس عندما تحول محمد بوهلال إلى التطرف سريعاً، وخلال أشهر، كان قد غسل دماغهُ تماما، ليتحول من الجريمة والعنف إلى الإرهاب، والذي أنهى بهِ حياته.

خطر الشائعات

الجانب الآخر، خطر وسائل التواصل الاجتماعي، في ترويج الشائعات، لاسيما عندما تضيع الصورة الحقيقة لما حدث في ظل حالة ارتباك ناجم عن عمل وهجوم مجهول المصدر والسبب، ففي أعقاب كل عملية تبدأ الشائعات بالانتشار في وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبارها «معلومات من أرض الحدث»، وتلقى هذه الأخبار ترويجاً كبيراً، يجعلها معلومات مؤكدة. لكن كما هي العادة أيضاً، يتّضح بعد التدقيق أن قسماً كبيراً من هذه المعلومات خاطئ.

في هجوم ميونيخ، تم تداول معلومات، وصور تبين لاحقاً أنها لا صلة لها بالهجوم، فمثلا؛ نشر آلاف المغردين صورة منقولة عن تلفزيون مكسيكي قيل إنها من داخل المركز التجاري في ميونيخ، وأنها مباشرة، ليتّضح لاحقاً أن الصورة هي لمركز تجاري في مانشستر البريطانية، أثناء تدريب لشرطة على محاربة أي اعتداء إرهابي. وكذلك انتشرت صورة أيضاً على اعتبارها من داخل المركز التجاري في ميونيخ، لكن سرعان ما تبيّن أنّ الصورة تعود إلى مركز تجاري في جنوب أفريقيا.

كان انتشرت صورة شاب يدعى سامويل هايدبيرج قيل إنه من النازيين الجدد وهو مطلق النار، ليتبيّن لاحقاً أنها مجرّد شائعات. وانتشرت صورة لشاب يطلق النار على نفسه وتمّ التعريف عنه أيضاً على أنه القاتل، لكنّ التدقيق في الصورة يظهر أن الصورة تعود لتقرير أعدّته صحيفة «بيلد» الألمانية في أبريل الفائت.

وعلى تويتر، انتشرت صورة قيل إنها للأدلة الجنائية وهي تجمع الأدلة والبصمات في مكان وقوع الاعتداء، ليتبيّن أن الصورة تعود إلى شهر مايو في ميونخ أيضاً لكن بعدما قام رجل بقتل رجل آخر وجرح ثلاثة.

وفي المقابل، تلجأ الجهات الأمنية في حالات -كما وقع في ميونيخ- إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة ما ينشر من أجل المساهمة في تعزيز التحقيقات، وفي هذا الصدد، قالت الشرطة الألمانية إنها استعانت بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من أجل التعرف على معلومات بشأن الجاني، كما طالب السلطات الألمانية مواطنيها تزويدها بأي صور، أو فيديوهات نشرت حول القضية.