أسئلة المعرفة!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥١ م
أسئلة المعرفة!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

«إن السفينة لا تجري على اليبس»..

وما نعيشه من تأخر حضاري في محيطنا العربي عن الدول المتقدمة أسبابه معروفة، محوره الأول والأخير الفكر، التفكير.. ووصولا إلى التكفير!!
ولأننا نعيش عقلية ما قبل أكثر من 14 قرناً فلن نغدو حضاريين مهما عرفنا أنواع الرفاهية من سيارات وتكنولوجيا، لأن الفكر لم يتحرك للفهم والتدبر والتأمل، قدر ما يتحرك (الجيب) للشراء، مدفوعاً بثروة حلّت فجأة، وعندما ارتبكت أسواقها ارتبكنا معها، وكان من ضمن الحلول محاصرة الوعي، وقد أشرت إلى ذلك في موضوع سابق.
يبدو ما سبق حالة عربية عامة لكني أريد أن أصل بها إلى حالتنا، وحيث إننا نعيش يوليو، حيث ذكرى النهضة العمانية المعاصرة، فإن البحث في أسباب مواكبة العصر ضرورة حيث حدوث التغيير عام 1970 كان حدثا تاريخيا مهما في مسار بلادنا، ولذلك فإنني أشير دوما إلى الجانب المعرفي باعتباره حجر الزاوية، أكثر من وجود منتجع فاخر بسبع نجمات، أو فندق فخم بتعدد النجوم وتكاثرها..
إذا تحدثنا عن التعليم فإن مساره مرتبك، رغم الإنفاق الهائل عليه، ولا يمكن إنكار ما تحقق، إلا أن المسار بحاجة إلى مراجعة، وساعة حديث إلى أي مجموعة من المعلمين كافية للإصابة بإحباط يعززه مستوى قطاع واسع من الطلبة، وحديث مواز من موظفين في القطاع ليدرك المرء كم هي أسس المعرفة تهتز تحت وابل (التقنية) حيث التهينا بها، ولم نتعلم منها.. كما ينبغي.
ووصولا إلى الحالة المعرفية الأسمى، الثقافة، وهي على شقين، حالة الوعي المتشكلة من مجموع نتاجات وتأثيرات الآداب والفنون على المجتمع، وأخرى من الإعلام وهو يرقى بخطابه كحالة فكرية قريبة من اهتمامات الناس، لكنها راقية اللغة والأسلوب في التعاطي مع أهداف توعية المجتمع والنهوض به.
بموازاة حالة تراجع الاهتمام بالثقافة والفكر في المجتمع (كحالة جمعية) تأتي الرؤية الرسمية فاقـــدة للبوصلة في تعاملها مع ذلك (كحالة توجيهية ومؤسسية) حيث نفتقد للمكتبات العامة المكونة لثقافة قرائية عميقة بدلا من الاتجاهات الشخصية والمحدودة في بعض الولايات. أتحدث هنا عن قيادة المجتمع نحو الثقافة وتكريسها ضمن أبجديات حياتيه اليومية، بدلا من أن تكون حالة نخبوية بعيدة عنه، فيصبح من يجلس لقراءة كتاب في مكان عام حالة نشازاً ينظر إليه باستغراب، وذلك هي نظرة المجتمع للمكتبات الصغيرة في بعض اجتهادات مدن كبهلاء والحمراء (أقرب مثال).
في العام الجاري نشهد تراجعات فوق التراجع السابق أصلا، حيث تختفي مفردات كانت تعد إيجابية بين حالة الإهمال للصروح الثقافية والفكرية في المجتمع، الملتقى الأدبي، البرنامج الوطني لدعم الكتاب، مع توقف مجلس البحث العلمي عن دعمه للمشروع وتخفيض ميزانية النادي الثقافي، أما أثرياء الأمة والذين استفادوا من البلاد أيما استفادة فلا نجد لغالبيتهم بصمة في ثقافة المجتمع، لم نسمع أن أحدهم أقام مكتبة أو مسرحاً أو مركزاً ثقافياً أو.....!