تسمم الأطفال

مزاج الأربعاء ١٣/يوليو/٢٠١٦ ٠٩:٠٥ ص

أيان جونستون - ترجمة: أحمد بدوي

قالت مجموعة رائدة من العلماء الأمريكيين والخبراء الطبيين ومنظمات صحية إن هناك أدلة علمية دامغة أن مواداً كيميائية سامة موجودة في المواد الغذائية والمنتجات اليومية والبيئة العامة وحتى الهواء تتسبب في تسميم الأطفال. وأطلق الباحثون تحذيرا تحت عنوان «دعوة لاتخاذ إجراء» أنه تم اكتشاف نساء حوامل أصبن بتلوث جراء العشرات من مواد من المحتمل أنها ضارة مثل مبيدات الفوسفات العضوي ومثبطات اللهب ثنائي الفينيل والفثالات الموجودة في البلاستيك. ويمكن لهذه السموم أن تؤثر في نمو دماغ الجنين ما يجعله عرضة للخطر بشكل خاص. وفي بحث نشرته مجلة آفاق الصحة البيئية Environmental Health Perspectives قالت المجموعة البحثية: هناك زيادة تنذر بالخطر في مشاكل ترتبط بالتعلم والسلوك لدى الأطفال. ووفقا لتقارير من الآباء والأمهات فإن واحد من كل ستة أطفال في الولايات المتحدة يعانون عجزا في النمو بما في ذلك صعوبات التعلم واضطراب فرط النشاط والحركة والتوحد وتأخرات أخرى في النمو، وهي نسبة تزيد بـ 17 في المئة عن نظيرتها قبل عقد. ويقدر أنه منذ العام 2012 هناك واحد من بين كل 10 أطفال في الولايات المتحدة (ما يعني أكثر من 5.9 مليون طفل) يعانون اضطراب فرط النشاط والحركة، ومنذ العام 2014 يوجد واحد من كل 68 طفل أمريكي يعاني اضطراب التوحد. وقال الباحثون إن الكثير من المواد الكيميائية يمكن أن تتداخل مع نمو المخ بمجرد التعرض لمستويات منخفضة للغاية منها وأن الأبحاث في مجال علوم الأعصاب حددت نقاط ضعف حرجة خلال التطور الجنيني ومراحل الرضاعة والطفولة المبكرة والمراهقة. وخلال التعرض للمواد الكيميائية السامة في أوقات الضعف الحرجة يحدث ضرر دائم في الدماغ ويتداخل مع قدرة الطفل على الوصول إلى كامل قدراته.

وأشار البحث إلى دراسة سابقة وجدت أن 90 في المائة من النساء الحوامل في الولايات المتحدة لديهن مستويات ملحوظة من 62 مادة كيميائية في أجسامهن، بما في ذلك الفثالات والرصاص والزئبق. غير أن مجموعة البحث قالت إن هذه المواد الكيميائية الضارة لا تمثل على الأرجح سوى غيض من فيض من آلاف المواد المستخدمة حاليا يجري اختبار آثارها على الدماغ. وأضاف البحث: الفشل في حماية الأطفال من الضرر يؤكد على الحاجة الملحة لنهج أفضل لتطوير وتقييم الأدلة العلمية واستخدامها لاتخاذ قرارات إجراءات وقائية، وليس علينا أن ننتظر ريثما يتم الإثبات بصورة جازمة أن تلك المواد الكيميائية تسبب ضررا لأطفالنا.

الاندبندنت