مخاوف عميقة من الآثار الاقتصادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

مؤشر الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٣٩ م

أعلنت شركة "اف تي آي كونسلتنج، إنك" الاستشارية العالمية ا عن نتائج استبيان أجرت من خلاله تقييماً لردود الفعل الفورية للمستثمرين المؤسسيين العالمين على نتائج الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي (المعروف بشكل غير رسمي باسم "بريكسيت") وتوقعاتهم الخاصة بآثاره على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والاقتصادات العالمية ومحافظهم الاستثمارية. وأشارت نتائج الاستبيان الذي استطلع آراء مجموعة تضم 100 مستثمر مؤسسي من جميع أنحاء العالم تناهز القيمة الاجمالية للأصول التي يديرونها 8 تريليونات دولار أمريكي، إلى أن أغلبية قوية من المستثمرين يعتقدون أن اقتصادات المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي سوف تعاني الكثير من نتائج بريكسيت. الجدير بالذكر أن 67 في المائة من المشاركين في الاستبيان يعتقدون أن الاستفتاء سيؤدي إلى ركود اقتصادي، بينما يتوقع 98 في المائة منهم أوضاع اقتصادية أسوأ على المدى القريب. ورغم ذلك فإن هناك بعض التفاؤل فيما يتعلق بالآفاق الاقتصادية طويلة الأمد، إذ توقع 64 في المائة من المستثمرين تحسّن الأوضاع الاقتصادية في غضون خمس سنوات أو أكثر بعد خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي.

تكتنفها العديد من الملابسات المشكوك بها
وفي سياق تعليقه على نتائج الاستبيان، قال الرئيس التنفيذي لدائرة الاتصالات الاستراتيجية في شركة "اف تي آي كونسلتنج" إدوارد رايلي، : "تشير نتائج الاستبيان التي تم الإعلان عنها إلى وجود مخاوف كبيرة من تأثير نتائج بريكسيت على اقتصادات المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بصفة خاصة. وسوف يكون خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عملية تتدرَّج باستمرار وتكتنفها العديد من الملابسات المشكوك بها والتعقيدات التي سوف تترك آثاراً واسعة النطاق على نشاط الأسواق المالية وقرارت أعمال الشركات الكبيرة والجدل السياسي في العديد من مراكز السيادة القضائية. ونحن ننصح عملاءنا بالاطلاع الدائم على تطورات هذه القضية والتصرف بحذر في ضبط أوضاع شركاتهم بما يتناسب مع متغيِّرات قوى السوق".

المستثمرون العالميون قلقون
وأشارت نتائج الاستبيان أيضاً إلى أن المستثمرين المؤسسيين العالميين قلقون بصفة خاصة من تأثير بريكسيت على إجمالي اقتصادات دول منطقة اليورو، لكنها توقعت أن ينحصر تأثير أضرارها الاقتصادية على دول الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير. ة من جانبه قال ، المدير التنفيذي ورئيس دائرة ممارسات البحوث والاستشارات الاستراتيجية في شركة "اف تي آي كونسلتنج" دان هيلي: "أشار المشاركون في الاستبيان إلى أن فرنسا ستواجه على الأرجح تداعيات مالية فورية حيث توقع 71 في المائة منهم تعرض الاقتصاد الفرنسي لأضرار نتيجة بريكسيت. وتواكب هذه النتيجة عن كثب المشاعر الإجمالية للمشاركين في الاستبيان تجاه اقتصاد منطقة اليورو، حيث توقع 78 في المائة من المستثمرين المؤسسيين تراجعاً اقتصادياً أوسع نطاقاً في جميع دول أوروبا الغربية. من ناحية أخرى، توقع 4 في المائة فقط منهم أن يضر بريكسيت باقتصادات دول أمريكا الشمالية".

النتائج الرئيسية للاستبيان :
• يشعر أغلب المستثمرين المؤسسين العالميين (56 في المائة) بالقلق من تعَذُّر دخول المملكة المتحدة إلى السوق المشتركة للاتحاد الأوروبي. لكن هذا القلق يشوبه الكثير من التفاؤل، حيث رجَّح 58 في المائة من المشاركين أن تنجح المملكة المتحدة في المحصلة النهائية للمفاوضات التي سوف تجري بهذا الخصوص بالحصول على حق دخول تلك السوق.

• أعرب 7 من كل 10 مشاركين عن ترجيحهم لأن يؤدي انخفاض أسعار صرف الجنيه الاسترليني إلى ازدياد نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في أوساط الشركات المدرجة أسهمها للتداول في أسواق المملكة المتحدة، بينما أكدت أغلبية المشاركين (55 في المائة) أنهم يتابعون عن كثب أسواق الدمج والاستحواذ في المملكة المتحدة. وعلى الصعيد القطاعي، أشار المشاركون إلى أنهم يركزون اهتمامهم بشكل أكبر على الشركات الصناعية (57 في المائة)، والشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية (48 في المائة)، وشركات الرعاية الصحية (45 في المائة).

• بينما أشار 25 في المائة فقط من المشاركين إلى أنهم سيستفيدون من بريكسيت، أكد أغلبهم (63 في المائة) إلى أنهم لن يتعرَّضوا سوى لأضرار طفيفة بسببها.

• بينما أوضح نحو 8 من كل 10 مشاركين إلى أنهم يقومون بإعادة هيكلة محافظهم الاستثمارية كي تتكيَّف مع عواقب استفتاء بريكسيت، أشار نحو نصفهم إلى أنهم يسعون لحماية استثماراتهم. من ناحية أخرى، كشف 46 في المائة من المشاركين أنهم اتخذوا بالفعل إجراءات للاستفادة من تذبذب الأسواق في أعقاب بريكسيت.

• رغم وجود توقعات عامة بعدم خروج المملكة المتحدة فعلياً من الاتحاد الأوروبي نتيجة لاستفتاء بريكسيت، إلا أن 72 في المائة من المشاركين في الاستبيان يتوقعون أن تقوم المملكة المتحدة في المحصِّلة النهائية بتفعيل المادة 50 من ميثاق الاتحاد الأوروبي وتنسحب منه.

• تشير المعطيات إلى أن المستثمرين المؤسسيين العالميين يتمنون أن تكون توقعاتهم الخاصة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي خاطئة، حيث دعا 59 في المائة منهم إلى ضرورة بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، بينما أوصى 34 في المائة منهم المملكة المتحدة إلى التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لتحسين شروط عضويتها فيه، وأوصى 17 في المئة منهم حكومة المملكة المتحدة بتأخير إجراءات الانسحاب حيث