تفجير الكرادة يحول عيد العراق إلى مأتم

الحدث الثلاثاء ٠٥/يوليو/٢٠١٦ ٠٥:١٠ ص

بغداد – ش – وكالات
ليسَ جديداً على العراق أن تكتسي أعيادهُ بالأسود، في ظل ما يعيشهُ من فوضى أمنية، وضعف للعملية السياسية، يُضاف إلى ذلك، الاستنزاف اليومي في معركته ضد الإرهاب.
وفي المعركة ضد الإرهاب، ورغمَ ما تحقق من نتائج تمثلت في تحرير الرمادي، والفلوجة، من قبضة تنظيم داعش، إلا أن التنظيم ثأرَ لنفسه عبر اعتداءٍ جبانٍ استهدفَ المتسوقين لعيد الفطر في سوق مكتظٍّ داخل الكرادة في بغداد، فحول استعدادات العراقيين لعيد الفطر، إلى مأتمٍ وحزن.
ومنذُ أمس الاثنين، بدأ العراق حدادا وطنيا يستمر ثلاثة ايام على ارواح ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم داعش في حي الكرادة المكتظ ببغداد فجر أمس الأول واسفر عن سقوط 213 قتيلا على الاقل.
وهذا التفجير من الاعتداءات الاكثر دموية في العراق ويأتي بعد اسبوع على استعادة القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الفلوجة، معقل المتطرفين الواقع على بعد 50 كلم غرب بغداد.
واستهدف التفجير بسيارة مفخخة حي الكرادة الذي كان يعج بالمتسوقين قبيل عيد الفطر، وأثار غضبا لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن ما دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الاعلان عن تعديلات في الاجراءات الأمنية.
واعلن العبادي الحداد الوطني لثلاثة ايام وتوعد بعد تفقده موقع التفجير أمس الأول "بالقصاص من الزمر الارهابية التي قامت بالتفجير حيث انها بعد ان تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة".
وافاد مسؤولون أمنيون وطبيون أمس أن 213 شخصا قتلوا وأصيب اكثر من 200 بجروح في حصيلة جديدة للاعتداء. وأدى التفجير إلى أضرار مادية كبيرة. واحترق على الاقل مبنيان كبيران يشكلان مركزا للتسوق، إلى جانب عشرات المحلات التجارية الاخرى والمساكن المجاورة.
كما حاصرت النيران عشرات الشبان داخل المحال التجارية ونجا قسم منهم في حين قتل اخرون بحسب مصادر أمنية بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا. وقتل في الحادث اربعة شبان من اسرة واحدة من بلدة العزيزية في محافظة واسط بحسب ما افاد احد اقاربهم لفرانس برس.
وقال احد عناصر الدفاع المدني ان انتشال جثث الضحايا "سيستغرق عدة ايام". وقال حسين وهو جندي سابق ان ستة موظفين في مخزن تملكه عائلته قتلوا وتفحمت جثثهم مضيفا "سألتحق مجددا بالمعركة، على الأقل هناك اعرف من هو العدو واستطيع قتاله. لكنني هنا لا أعرف من ينبغي قتالهم".
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر الشبان الغاضبين يهاجمون موكب رئيس الوزراء العراقي اثناء تفقده موقع التفجير بالحجارة تعبيرا عن غضبهم من عدم تمكن الحكومة من ضبط الأمن.
وردا على الحادثة قال العبادي في بيان "أتفهم مشاعر الانفعال والتصرف الذي صدر في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة".
وأضاف إن الزيارة تهدف إلى الوقوف ميدانيا على "الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها ومواساة أبنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات ابنائهم بهزيمة داعش المنكرة في الفلوجة".
و الاعتداء يكشف عجز السلطات عن تطبيق اجراءات أمنية فعالة في بغداد ما دفع برئيس الوزراء إلى اعلان تعديلات على الاجراءات الأمنية.
واعلن العبادي أمس الأول تعديل الإجراءات الأمنية وخصوصا سحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدويا التي تم التشكيك بفاعليتها. وأمر رئيس الوزراء العراقي وزارة الداخلية بالإسراع في نشر "أجهزة رابيسكان لكشف العربات" على جميع مداخل بغداد. كما منع استخدام أفراد الأجهزة الأمنية للهواتف الخلوية.
ويبدي كثيرون شكوكا في فعالية اجهزة الكشف عن المتفجرات، ووضع عوائق حول العاصمة والتفتيش التدقيق في اوراق الهوية والمركبات.
وتفجير الاحد يثبت ان التنظيم المتطرف ما زال قادرا على ارتكاب اعتداءات رغم النكسات العسكرية التي لحقت به مؤخرا.
وياتي بعد اسبوع على سيطرة القوات العراقية بالكامل على الفلوجة غرب بغداد. كما ترافقت هزيمة تنظيم داعش مع سلسلة غارات جوية مدمرة شنتها طائرات عراقية واخرى تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ما ادى إلى تدمير مئات من آليات المتطرفين خلال يومين من الضربات بعد انتهاء معركة الفلوجة كما قال مسؤولون.