يقال في الأمثال السائرة بأنه " لكل مجتهد نصيب" كما أنّ الجزاء من جنس العمل، وهكذا ينطبق المثل على ما تمّ تحقيقه مؤخراً من إنجاز يضاف إلى رصيد الهيئة العامة لحماية المستهلك، خصوصا وأنّ الهيئة تشارك في هذه المسابقة بشعار لفظي يحمل دلالات ذات أهمية كبرى لسائقي المركبات حين نقول: "سلامة إطارك سلامة لحياتك" كما تحمل المسابقة بين أركانها أهدافا سامية ثابرت كثير من مؤسسات الدولة ورجالاتها على المستويين العام والخاص واجتهدت لتحقيق أهداف المسابقة باحتواء خاص من شرطة عمان السلطانية باعتبار ذلك مشروع وطني واجب على الجميع لأنه يهدف في الدرجة الأولى إلى الحدّ من حوادث المرور التي أرقت المجتمع برمته فباتت ظاهرة مستفحلة تستنزف الكثير من الأرواح والأبدان والأموال، إنها بحق ظاهرة تستدعي اهتمام الجميع وتكاتف الجهود من أجل التصدي لها وإيقاف هذا النزيف المستمر من شريان أبناء هذا الوطن الغالي. وليس هناك من مثل أروع في الاهتمام بمثل هذا الموضوع من أن نجد المقام السامي يولي عنايته الكريمة للحد من استفحال هذا الأمر فقد قال: "إنّ الله تعالى أمرنا ألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة" كما قال حفظه الله:" أُوَجِّه الجميع بأن يكون هذا الأمر محل اهتمام كبير كبير كبير جدا"، ومن هذه العبارات السامية كان سعي الهيئة العامة لحماية المستهلك وشرطة عمان السلطانية حثيثا من أجل توعية المجتمع وأبناء هذا الوطن بمخاطر الطرقات .
لئن كانت فترة التجهيزات لهذه المسابقة قصيرة جدا إلا أنّ اللجنة الرئيسية كانت على أهبة الاستعداد وتقديم خطتها الاستراتيجية التي تحمل مضامين تعمل من خلالها على تعديل سلوكيات نشاهدها ربما كل يوم في شوارعنا مع تنويع حيوي يساير الخطة جنب إلى جنب ويعمل على تعزيز تحقيق المخطط العام، فليس من السهولة بمكان تعديل سلوك في فترة قياسية وجيزة لولا الهمم التي تمكنت أن تذلل الصعاب بفضل الله، وتبني بالتحديات وبالعوائق جسرا استطاعت من خلاله تحقيق المجد وإحراز مقام حب واحترام، وكما يقال بأنه "رب همة أحيت أمه" وهو ما ينسحب فعلياً على عزم اللجنة الرئيسية لمسابقة السلامة على الطريق حين تستلهم الفكر من قيادتها التي باركت الافكار والمشاريع واعتمدت المخطط مع التوجيهات النيرة التي دفعت باللجنة الى برّ أمان ساهم فعليا في تعديل سلوك بعض السائقين وعمل على الحد من الاخطار التي يقعون فيها خصوصا وأنه انصب في أكبر مجالات قيادة المركبات اهتماما وحرصا الا وهو إطارات السيارات التي نأتمن بها على حياتنا أثناء السير عبر المركبات باعتبار ذلك عنصر أساسي من عناصر السلامة المرورية بعد أن ثبت بالدراسات ارتباط شراء الاطارات المستعملة بحوادث المرور.
إنّ ما ميز مشاركة الهيئة العامة لحماية المستهلك في مسابقة السلامة على الطريق ذلك الابداع المتمثل في الوعي بقيمة إطارات المركبة والذي أخذ جوانب متعددة اشتملت على مسابقة السلامة على الطريق والجلسات النقاشية والمحاضرات، والورش التدريبية المنفذة مع المستهلكين ناهيكم عن التنويع في زرع السلوكيات وتعديلها على موظفي الهيئة خاصة والمستهلكين عامة فيما يعنى بثقافة استخدام إطارات السيارات وما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند شراء إطارات المركبة. كما أنتجت اللجنة ضمن خطتها عددا من المطبوعات والتسجيلات الصوتية والافلام التوعوية الرامية إلى الحد من حوادث المرور، كما كان للتفاعل بين المستهلك والبرامج المحددة حسب الخطة التنفيذية دور بارز أدى إلى مشاركات كبيرة من قبل المستهلكين خصوصا في مسابقة السلامة المرورية بلغ عددهم قرابة (1057) مشاركا ومشاركة. وهو ما يعكس أهمية مشاركة الهيئة في هذه المسابقة المهمة واستقطاب المستهلكين ورفع وعيهم المروري.
كما يقال كذلك بأنك إذا نجحت فعليك أن تطلب المزيد من النجاحات، كما أنّ السبيل الوحيد لجعل البشرية تتحدث عنك بالخير هو قيامك بعمل طيب خصوصا حينما يتعلق ذلك بإنقاذ البشرية من حوادث الطرقات برفع وعيهم المروري وتثقيفهم بقوانين الطريق فما مفاجأة الهيئة في المشاركة القادمة ؟ ذلك ما سيزيح عنه الستار خلال الايام القادمة.