ريكيافيك - ش – عواصم
قضى رئيس أيسلندا أولافور جريمسون (73 عاما) في المنصب خمس فترات متتالية مدة الواحدة منها أربع سنوات وكان يتقدم في استطلاعات الرأي إلا أنه سحب ترشحه للانتخابات الاخيرة بعدما أظهرت وثائق مسربة من شركة للمحاماة في إطار ما عرف باسم فضيحة أوراق بنما وجود صلات تربط زوجته بحسابات في الخارج.
في يناير الفائت أعلن جريمسون في كلمته بمناسبة العام الجديد أنه لن يسعى لخوض الانتخابات مجددا على منصب الرئاسة الذي احتفظ به لمدة 20 عامًا.
وأضاف: «أعتقد أن مفترقات الطرق الحقيقية التي أمامنا حاليا هي نقل مسؤوليات الرئيس إلى آخرين، ومن ثم قررت عدم السعي لإعادة انتخابي».
ويعد الرئيس جريمسون هو الرئيس الخامس لآيسلندا وانتخب لخمس ولايات متتالية.
أولافور راجنار جريمسون هو الرئيس الخامس لجمهورية آيسلندا، وقضي خامس ولاية رئاسية له منذ انتخابه للمرة الأولى عام 1996. وحصل الرئيس جريمسون على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة مانشستر في إنجلترا عام 1965، وأتم فيها أيضاً أطروحة الدكتوراه في العلوم السياسية بعد مضي خمسة أعوام. وأصبح فيما بعد أول بروفيسور للعلوم السياسية في جامعة آيسلندا، كما حصل على مقعد في البرلمان الآيسلندي (الألتنغي Althingi) عام 1978، ثم عمل وزيراً للمالية في آيسلندا خلال الفترة 1988-1991.
شدَّد الرئيس جريمسون، خلال ولايته الرئاسية، على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية بهدف الحد من ظاهرة التغير المناخي، فدعا إلى استخدام الطاقة الحرارية الأرضية؛ بوصفها مورداً متجدداً، وقابلاً للتطبيق من الناحية الاقتصادية، وموثوقاً به. كما أسهم بفعالية في دعم مكافحة التصحّر، وكان مناصراً لمزيد من التعاون الدولي والسلمي في القطب الشمالي والهيمالايا. وحاضر الرئيس جريمسون في جامعات في دول مختلفة كثيرة، بما فيها جامعتا بكين وفودان في الصين، وجامعات هارفرد وكولومبيا وبراون وولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية. ونال الرئيس جريمسون جوائز دولية كثيرة، بما في ذلك جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي عام 2007.
نتائج
وأشارت النتائج الأولية في انتخابات الرئاسة في أيسلندا إلى أن الناخبين اختاروا المؤرخ جودني يوهانسون ليصبح أول رئيس جديد للبلاد في 20 عاما وسط حالة انعدام الثقة في السياسيين وقادة الأعمال عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008 وفضيحة أوراق بنما.
وقال يوهانسون لأنصاره بعد فرز نحو ثلث الأصوات وحصوله على نسبة تأييد بلغت نحو 38 بالمئة إنه يعتقد أنه سيفوز بالسباق على منصب الرئاسة الشرفي وإن كان الرئيس يملك سلطات إعاقة التشريعات.
وكان من بين منافسي يوهانسون رئيس وزراء سابق ومحافظ للبنك المركزي.
وإذا فاز يوهانسون وهو أستاذ في جامعة أيسلندا قال إنه لم ينضم قط إلى أي حزب سياسي فإنه سيتولى المنصب في أول أغسطس آب.
و اعلن المرشح المستقل الى الانتخابات الرئاسية في ايسلندا الاستاذ الجامعي غودني يوهانسون ليل السبت-الاحد فوزه في الانتخابات التي نافسه فيها ثمانية مرشحين بينهم مرشحة اخرى مستقلة هي هالا توماسدوتير التي حلت ثانية.
وقال يوهانسون (47 عاما) استاذ مادة التاريخ في خطاب امام مجموعة من انصاره بثه التلفزيون العمومي "ار يو في" انه "لم يتم فرز كل الاصوات بعد ولكن اعتقد اننا ربحنا".
وتنافس في هذه الانتخابات تسعة مرشحين لخلافة الرئيس اولافور راغنار غريمسون البالغ من العمر 73 عاما بينها 20 عاما في سدة الرئاسة.
ومنذ اعلن استاذ التاريخ ترشحه الى الانتخابات الرئاسية واستطلاعات الرأي تؤكد ان الفوز سيكون من نصيبه، ولو انها كانت تتوقع ان يحصل على نسبة اكبر من الاصوات.
وفي بلد يسعى الى تغيير الطاقم السياسي باكمله اظهرت الانتخابات ان الايسلنديين يثمنون عاليا رصانة واستقلالية كل من يوهانسون وتوماسدوتير اللذين حازا سويا على اكثر من ثلثي الاصوات، في حين تبدو الاحزاب التقليدية وكأنها خسرت ثقة الناخبين ولا سيما منذ الازمة التي فجرتها فضيحة "اوراق بنما" التي كشفت وجود ثروات ايسلندية في ملاذات ضريبية.
ويوهانسون مناهض لانضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي كما انه على غرار غالبية مواطنيه ينظر بعين الشك الى الكتلة الاوروبية الموحدة وقد نزلت عليه بردا وسلاما نتائج الاستفتاء التاريخي الذي قضى الخميس بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.
وقال يوهانسون مساء الجمعة ان الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي "يغير الكثير من الامور نحو الافضل بالنسبة الى الايسلنديين"، مشيرا الى انه قد يدفع المملكة المتحدة الى الانضمام للرابطة الاوروبية للتجارة الحرة التي تضم ايسنلدا والنروج وسويسرا وليشتنشتاين.
وكانت الحكومة الايسلندية بقيادة يسار الوسط سحبت في 2015 ترشيح الجزيرة لعضوية الاتحاد الاوروبي والذي قدمته سابقتها اليسارية في 2009. وسحبت ريكيافيك طلب الانضمام قبل ان تصل مفاوضات الانضمام الى فتح ملف الصيد الشائك بالنسبة الى الجزيرة.
سباق متقارب
وكانت النتائج الأولية قد اظهرت أن الانتخابات الرئاسية في ايسلندا متقاربة اكثر مما كان متوقعا مع الانتهاء من فرز ما يزيد عن 10 في المئة من بطاقات الاقتراع في تصويت طغت عليه حماسة وطنية بنجاح المنتخب الأيسلندي في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حاليا في فرنسا. .
وتقدم السباق المرشح المستقل جودني ثورلاكيوس يوهانسون بعد حصوله على 2ر38% من اجمالي الأصوات فيما حصلت منافسته المرشحة هالا توماسدوتير، أقرب ملاحقيه، على 4ر30 %، بينما جاء المرشحون السبعة الآخرون خلفهم بفارق كبير.
وقالت وزارة الداخلية إنها أعدت مركز اقتراع في فرنسا بالقرب من معسكر المنتخب الوطني لكرة القدم في آنسي حيث تابع المشجعون فريقهم حتى دور خروج المهزوم في البطولة.
وهناك عدد قياسي من المرشحين بلغ تسعة أشخاص يتنافسون على منصب الرئيس، والأوفر حظا بينهم حسب استطلاعات الرأي هو جودني ثورلاكيوس يوهانسون، المؤرخ المتخصص في شؤون رئاسة ايسلندا.
وكان يحق لنحو 240 ألف ناخب التصويت لاختيار خليفة أولافور راجنار جريمسون الذي قرر التنحي بعد تولي المنصب على مدى عشرين عاما.
وفي حين أن دور الرئيس شرفيا إلى حد كبير في أيسلندا، إلا أن له كلمة في تشكيل الحكومة.
ونال يوهانسون استحسان الشعب لإطلالاته التلفزيونية في نيسان/ابريل عندما علق على الأحداث قبل وبعد استقالة رئيس الوزراء آنذاك سيجموندور ديفيد كونلاوجسون بشأن البيانات المسربة في وثائق بنما التي تشير إلى أنه وزوجته لديهما شركة في الخارج في جزر فيرجن في بريطانيا. وكلاهما نفى ارتكاب أي مخالفة.
ووصف المؤرخ حملته الانتخابية لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) بانها تجربة "جديدة ومثيرة" بالنسبة له.
ومن بين المتنافسين الاخرين الرئيسيين المؤلف اندري سناير ماجناسون ورئيس الوزراء المحافظ السابق ديفيد اودسون الذي رأس أيضا البنك المركزي.