"مجمع الابتكار" يوفر 2000 - 3000 فرصة عمل

بلادنا الجمعة ٢٤/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٤٩ م
"مجمع الابتكار" يوفر 2000 - 3000 فرصة عمل

مسقط - سعيد الهاشمي

قال أمين عام مجلس البحث العلمي سعادة د.هلال بن علي الهنائي لـ "الشبيبة" إن الظروف الحالية هي ظروف مواتية ومشجعة لدعم الابتكار والمبتكرين واستخدام التقنيات الأنسب والأكثر استدامة، موضحاً أن الجميع يسعى للاستفادة من المشكلة الحالية في أسعار النفط لتطوير قاعدة أكثر استدامة.
وفي هذا الإطار كشف مدير المناطق التعليمية بالمجلس د.عبد الباقي الخابوري عن انتهاء المجلس من وضع البنية الأساسية لمجمع الابتكار بمسقط، الذي يتم إنشاؤه بجوار المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس بمساحة 35 ألف متر مربع منها 4 آلاف متر مربع حاضنات للمبتكرين، متوقعاً أن يوفر المجمع خلال السنوات العشر المقبلة ما بين 2000 - 3000 وظيفة.

أهمية الابتكار

الهنائي تحدث عن أهمية الابتكار الذي قال إنه يقوم على تطوير أساليب ونظم العمل والتقنيات بما يخدم الاستدامة وتقليل التكلفة ورفع الإنتاجية.
وذكر أن الابتكارات عملية مستمرة في حياة الإنسان من خلال الجهود التي تبذل لتشجيع كل فرد منا على إيجاد طرق أنسب وأفضل وأقل تكلفة ومتماشية مع الاحتياجات الحالية والاستدامة وذلك من قبل كافة المؤسسات.
وأوضح الهنائي أن الابتكار عملية أساسها الأفراد وتدعمها المؤسسات من خلال تشجيع، وعلى سبيل المثال فإن مجلس البحث العلمي يقوم بتقييم أداء الفرد ومدى مساهمته في ابتكار أنماط جديدة لتقديم الخدمة والمؤسسات، مؤكدا ضرورة تشجيع الأفراد على الابتكار كل في مجاله.
وعن مبنى مجمع الابتكار قال إن المرحلة الأولى للمبنى قيد الإنشاء وكأي مشروع من المشاريع فإنه يتأثر بعدة عوامل وهناك محاولات أن يكون جاهزا مع نهاية السنة ولكن الأوضاع المادية وأوضاع التعاقد مع المقاولين ومشاكل البناء قد تكون تحديا له.
وبين أن المبنى منظومة يوجد بها حاضنات للابتكار والمبتكرين وفيه مركز متخصص لتطوير النماذج الأولية وربما وسائل الدعم الأخرى وسيتم توفير الدعم الفني والتقني وأيضا الدعم المالي.
وعن حل المشاكل المجتمعية من خلال الطرق المبتكرة قال: المشاكل المجتمعية هي أساس البحث والتطوير فالبحث يقوم لخدمة المجتمع كتوفير فرص عمل لأبناء البلد أو إيجاد حلول لمشاكل اجتماعية أو تقنية.

أداة لحل المشاكل

وبين أن الابتكار أداة لحل كثير من المشاكل، مستشهدا بمثال في قطاع الزراعة بالقول إن هذا القطاع تفتت بسبب نظام الميراث وأصبحت تكلفة تشغيل قطاع الزارعة عالية والإنتاجية ضعيفة والاستفادة من الموارد المتاحة للمياه أو الأيدي العاملة ضعيفة، متسائلا: هل من الممكن أن ندخل ابتكارات اجتماعية ونعيد الحياة لهذا القطاع من خلال ملاك المزارع في القرى العمانية ليجتمعوا في شركة هم أصحابها ويتم استغلال المياه والأرض أحسن استغلال وتدار من قبل جهة واحدة وتكون الكفاءة عالية والإنتاجية عالية.
وأكد أن الفائدة سترجع عليه وقد تدعم الحكومة من خلال توفير نظم الري الحديثة على الأفلاج المختلفة، وبهذه الطريقة فإن المجتمع كله يستفيد.
ونوه أن النظام المصرفي شهد قفزات ابتكارية كبيرة جدا في مجال استخدام التقنيات وأن كل فرد لديه الآن بنك متنقل في جيبه، وليس هنالك داع لمراجعة البنوك وضياع الوقت فالوسائل الحديثة سهلت المهمة.
وأشار إلى أن معهد تكامل التقنيات المتطورة يهدف إلى تطوير القدرات الوطنية في مجال تطوير تقنيات قابلة للتطبيق والتسويق السريع من خلال تكامل تقنيات متواجدة حاليا.
وأضاف: بدأنا بثلاثة مشاريع حاليا هي مشروع في مجال معالجة مياه الصرف الصحي ومشروع في مجال تتبع جريان المياه الجوفية وتطوير النظم للاستفادة منها ومشروع ثالث في مجال تبريد المباني بالطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الكامنة في الأرض للاستفادة من هذه المجالات.

مجمع الابتكار

وفي حديثه عن مجمع الابتكار بمسقط، قال د. الخابوري: تم الانتهاء من وضع البنية الأساسية للمشروع وبدأنا في المرحلة الأولى، حيث سيتم تنفيذه على مراحل ويضم أماكن للتصنيع المبدئي والنادي العلمي والحاضنات التي تهدف إلى تشجيع المبتكرين ومساندتهم ومساعدتهم في كيفية إنشاء شركاتهم الخاصة .
وأضاف: المشروع يهدف كذلك إلى إيجاد فرص عمل وظيفية للشباب، حيث نأمل أن يوفر خلال السنوات العشر المقبلة ما بين 2000 - 3000 وظيفة، كما يهدف إلى استقطاب مراكز البحوث القائمة في الشركات العاملة السلطنة ومن خارج السلطنة. وسيعمل المجمع وفق استراتيجية واضحة تدار من قبل القطاع الخاص حيث نعمل على انشاء شركة تدعم من قبل المجلس تهتم بإدارة المجمع وهناك تمويل من صناديق الدعم لرواد الاعمال العاملين في هذا المجال.

دعم طلاب الجامعات

من جانبه تحدث الأمين العام المساعد للبحوث والبرامج د.سيف الهدابي بالقول إن المجلس أطلق مؤخرا برنامج دعم الطلاب الذي يهدف الى دعم طلاب الجامعات والكليات وتمويل مشاريعهم البحثية وابتكاراتهم، كما أن برنامج منح البحوث المفتوحة استقبل أكثر من 200 مقترح، وتم تمويل 80 مقترحا لبحوث علمية وشارك المجلس المركز الثقافي في تمويل طباعة 100 كتاب، بالإضافة الى اسهاماته في تمويل ودعم حلقات العمل والبحوث.
ويقول هلال السيابي إن وجود مجمع الابتكار يعد نقلة نوعية كبيرة حيث سيذلل الصعاب أمام المبتكرين ذلك أن المبتكر العماني يواجه العديد من التحديات لعل من أبرزها عدم وجود حاضنة تحتضن المبتكر وعدم وجود كوادر فنية مؤهلة تساند المبتكر وترشده للطريقة المثلى لكي تجد ابتكاراته المكان الصحيح لها، وأكد أن أهم ما ينبغي القيام به في المرحلة القادمة هو تحويل الابتكارات إلى منتج مجدية اقتصاديا.
ناصر بن سعيد الحجري، أحد المبتكرين، قال إن أحد أهم التحديات التي تواجه المبتكر العماني هو صعوبة الحصول على جهة تتبنى ابتكاراته وتساعده على إنشائها، وكذلك صعوبة الحصول على الشركات التي تنفذه والأماكن التي يصنع فيها الابتكار، ومن ثم عملية حماية هذا الابتكار.
وأكد أن جود مجمع الابتكار سيسهم في انتشار العديد من الابتكارات في السلطنة باعتباره الحاضن المعول عليه كثيراً لخدمة المبتكرين.
يوسف بن زاهر السالمي فلكي ومهتم بالطاقة الشمسية يقول إن الابتكارات العمانية أغلبها للعرض فقط وليس للإنتاج، فلا توجد جهة تتبناها وتصنع منها منتجات يمكن عرضها في الأسواق بحيث تأتي بعائد مادي، ما يجعل وجود مجمع للمبتكرين في السلطنة نقلة نوعية لخدمة الابتكار والمبتكرين.