السلطنة وجهة سياحية متميزة ولكن الأسعار تدفع الكثيرين للسفر للخارج في الإجازات..

تحقيق – شيماء عبدالفتاح

يعيش الموظف فترات من الملل بسبب روتين العمل اليومي طوال العام وهذا يتسبب في هبوط مستوى الطاقة والنشاط اليومي مما يؤثر على الأداء العام، ومع هذه الضغوط يشعر الموظف بأنه فاقد لكل طاقته ونشاطه على صعيد العمل والحياة الخاصة، وفي هذه الحالة يقوم بالبحث عن إجازته السنوية المدفوعة الأجر ليحدد فترة يبتعد فيها تماما عن كل هذه الضغوط. ويحلم الموظفون حول العالم بالإجازات التي لا تؤثر على رواتبهم أثناء حصولهم على راحة يستمتعون بها بعيدا عن عناء العمل. يختلف نظام الإجازات حول العالم من دولة لأخرى فالبعض يستمر في العمل دون الحصول على إجازات سنوية أبدا والآخرون يصل عدد أيام إجازاتهم إلى شهر كامل وهو ما يسمى بالإجازة السنوية.

فقد نشر موقع صحيفة التليجراف خريطة الإجازات السنوية حول العالم وتبين أن من أقل الدول حصولا على الإجازات السنوية حسب الخريطة الولايات المتحدة حيث لفتت الصحيفة إلى أن بعض العاملين في الولايات المتحدة لا يحصلون على إجازات سنوية مدفوعة الأجر نهائيًا.

كما أظهرت الخريطة أن الصين تحصل على 5 أيام فقط كإجازة سنوية، في المقابل كانت الدول الأعلى حصولًا على الإجازات السنوية فرنسا وليبيا وفينلندا وغينيا، حيث يحصل المواطن على متوسط 30 يومًا، أما مصر فيأتي متوسط الإجازات السنوية التي يحصل عليها المواطن 21 يومًا.

ويعد الحصول على إجازة من العمل أمرا مفيدا للصحة، إلا أن هناك من يتخلون عن إجازاتهم بسبب احتياج العمل لهم أو بسبب رغبتهم في الحصول على التعويض المادي.
ولا تقتصر رغبة الموظف في الحصول على الإجازة لمجرد الراحة من العمل بل أيضا لتغيير الروتين اليومي والخروج لمكان آخر لقضاء هذه العطلة، وهناك الكثيرون ممن يخططون للسفر لقضاء هذه الإجازات.

الموضوع الذي ترغب 7 أيام في طرحه هذا الأسبوع يتعلق بأماكن قضاء الإجازات، حيث إنه من المعروف أن السلطنة وجهة سياحية متميزة إلا أن عروض السياحة الداخلية فيها أعلى سعرا من السفر للخارج، فقد تحدث عدد من المواطنين بهذا الصدد حيث بدأ عمار الزدجالي حديثه قائلا: في كل عام أحصل على إجازتي السنوية في الصيف ولكن في كل مرة أقوم بالبحث عن أماكن لقضاء العطلة الصيفية فيها داخل السلطنة لا أجد حيث إن العاصمة مسقط لا تحوي إلا عددا من المراكز التجارية التي نزورها طيلة العام، أما الشواطئ والحدائق فلا يمكن زيارتها في الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
عروض السفر للخارج

ويضيف أمجد البلوشي قائلا: في كل مرة أتصفح فيها الجريدة أجد عروضا سياحية مذهلة في عدد من الدول لقضاء عطلة الصيف، ورغم أن السلطنة بها العديد من المناطق السياحية الرائعة التي يمكننا قضاء العطلة فيها إلا أن الأسعار المرتفعة تجعلنا نفضل السفر لإحدى الدول الخارجية كدول شرق آسيا لقضاء الإجازة هناك، فعلى سبيل المثال إذا أردنا استئجار مزرعة لقضاء عدة أيام فإنه يتوجب علينا دفع مبلغا كبيرا حيث إن الإيجار اليومي لا يقل عن 150 ريالا عمانيا في اليوم الواحد أي أننا سندفه ما يقارب الـ 500 ريال وأكثر إذا ما قررنا قضاء عدة أيام فيها، في حين أن السفر للسياحة الخارجية -وإن كلفنا نفس المبلغ- سيكون أفضل بكثير.

تنشيط داخلي مطلوب
يؤيده القول أسعد الهنائي مؤكدا: بالفعل السياحة الداخلية بالسلطنة بحاجة إلى نظرة فاحصة فالفنادق والمنتجعات وغيرها من الأماكن تقوم بعمل عروض إلا أن العروض أيضا تكون أسعارها مرتفعة وحتى رحلات الصحراء والسفاري أسعارها مرتفعة جدا لذلك لا يمكن للعائلات أن تقوم بعمل رحلة بهذه الأسعار المرتفعة، لذلك نطالب بتقديم عروض مناسبة للمواطن والمقيم كنوع من تنشيط السياحة الداخلية فهذا أفضل من السفر للخارج، وعلى سبيل المثال أيضا هناك في بعض الدول المجاورة فنادق لا يتعدى سعر اليوم فيها 25 ريالا عمانيا وتكون فنادق راقية ومعروفة في حين يبلغ سعر اليوم في فنادق السلطنة 85 ريالا عمانيا على أقل تقدير وبالتالي يلجأ الكثيرون للسفر خارج السلطنة لقضاء الإجازات سواء الإجازات السنوية التي يحصل عليها الموظف من العمل أو حتى الإجازات الرسمية الخاصة بالأعياد والمناسبات، لذا أتمنى أن يلاقي هذا الأمر الاهتمام المرجو خاصة وأن السلطنة شغلت في السنوات الأخيرة مكانة سياحية متميزة بين دول العالم وذلك لأنها تمتلك طبيعة خلابة ورائعة بالإضافة إلى خريف صلالة الذي يعد من أروع المواسم في السلطنة ويأتي إليه الزوار من كل مكان سواء داخليا أو خارجيا، ولكن المشكلة أيضا تكمن في أسعار الشقق والفنادق الخيالية هناك.

فوائد الحصول على إجازة من العمل:
التخلص من الإجهاد والشعور بالسعادة
أثبتت الدراسات أن الحصول على يوم راحة واحد فقط يمكن أن يقلل من الإجهاد بشكل ملحوظ، بينما الحصول على أسبوع أو اثنين يمكن أن يحقق درجة أكبر من الفائدة. أثناء الإجازة حاول نسيان المشاكل المتعلقة بالعمل فهذا سيساعدك على «إعادة شحن البطارية» والتخلص من الإجهاد المزمن وهذا سيساعد على تقوية جهاز المناعة وتراجع أعراض الشيخوخة المبكرة.

تحسن صحة القلب والصحة النفسية
القلب يحتاج إلى إجازة أيضا حيث أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي يأخذن إجازة مرتين في السنة كن أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب ثمان مرات من النساء اللاتي يفضلن العمل بدون إجازة.

تزيد كفاءة العمل
أظهرت الدراسات أن معدل إنتاج الشخص يزيد بشكل ملحوظ بعد الإجازة (وهذا ينطبق على العمل العقلي) لهذا فإن تردد بعض أرباب الأعمال في إعطاء الموظفين إجازات يمكن أن ينعكس سلبا على العمل.